قوت القلوب الدمرداشية

on Thursday, August 15, 2013

كاتبة مصرية متمردة ولدت لأسرة متصوفة تجمع بين التصوف و المال و من ثم الارستقراطية و لنتعرف عليها اكثر نبدأ من الجزور .

الجد الاكبر لقوت القلوب هو عبد الله محمد الدمرداش الشيخ الفقيه السني العلامة الذي ولد في تبريز بايران 1454 ميلاديا . و لأنه سني المذهب لم يستطع ان يعتلي اي منصب من مناصب الدولة الايرانية الشيعية فرحل عن ايران الي  مصر و انضم لرجال السلطان قايتباي . و كان محمد الدمرداش مقرب  من السلطان قايتباي و كان السطان يؤمن به و بطريقته الصوفية. و اهداه قطعة ارض في بلد تسمي الخندق و سميت لاحقا بقرية الدمرداش . و لقد بني زاوية صوفية بالقرية و وهب الاطيان التي حولها للفقراء من الفلاحين و كان يعيش حياة الزهد و التقشف مع زوجته يرسي مبادئ الطريقة الدمرداشية الصوفية و التي حافظ عليها وتناقلها من بعده ابناؤه و احفاده الي ان وصل بها الحال الي يد الشيخ عبد الرحيم الدمرداش.

ولد الشيخ عبد الرحيم الدمرداش في زاوية جده بالعباسية . و التحق بالازهر الشرف و جاور العلماء و اخذ ينهل من علمهم و علي راسهم الامام محمد عبده  و الشيخ المراغي . و من ثم تولي مشيخة السادة الدمرداشية عن جداره و جدد فيها و جعل منها مسجدا كبيرا قائم الي الان في حي العباسية . و سياسيا كان لا وفاق بينه و بين الخديوي عباس حلمي الثاني لمصاحبته للأنجليزي و ايمانه بهم و مجاهرته بذلك مما اغضب الخديوي عليه . و توفي الشيخ عبد الرحيم و لم ينجب ذكور و تولي المشيخة من بعده ابناء ابنته الكبري قوت القلوب الدمرداشية .

و لدت قوت القلوب سنة 1892 في قصر مهيب يمتلكه والدها بجوار مسجد الدمرداشية العتيق . و لقد رباها الشيخ عبد الرحيم تربية صوفية دينية سليمة و في نفس الوقت رباها تربية ارستقراطية حيث تلقت تعليم علي اعلي مستوي و اهتمت بالفن و الادب و الموسيقي و كانت تذهب الي حفلات البالية و الاوبرا و الموسيقي و الكوميديا الفرنسية . و كانت تعشق السفر و تقضي اوقات طويلة في اوروبا و خصوصا النمسا و فرنسا . و مضت حياتها هادئة الي ان تزوجت و لم يستمر زواجها كثيرا طلقت بعد ان انجبت ثلاث ذكور و بنت واحدة حرصت علي تعليمهم تعليما جيدا حتي الجامعة الا ابنتها وصلت الي البكالوريا فقط و هي مايعادل الثانوية العامة الان .

و قد اكملت قوت القلوب مشروع والدها الذي تبرع به لبناء مستشفي الدمرداش بعد وفاته هذا المستشفي القائم الي الان بحي العباسية . حيث تبرع الشيخ عبد الرحيم وزوجته بالمال والارض لبناءه . كل هذا التاريخ شكل شخصية قوت القلوب التي بدات الكتابة في سن متأخره حيث كتبت اول كتاب لها و قد تجاوزت الاربعين و قد كتبته باللغة الفرنسية التي كانت تجيدها جيدا و كان ذلك سنة 1937 و اسم الكتاب ( مصادفة الفكر ) . و كتبت بعده في نفس السنة روايتها الاولي ( حريم ) و تميزة كتاباتها بالغوص في حياة الشرق الساحرة و حيث انها كانت تكتب باللغة الفرنسية فقد استحوزت علي اهتمام الادباء الفرنسين الذين اعجبوا بهذه الكاتبة المصرية الشرقية الاتية من الحرملك في تقافة لم يعهدوها كثيرا . و ترجمت اعمالها لعدة لغات غير الفرنسية اهمها الالمانية .

و لأنها كانت تكتب باللغة الفرنسية لم تشتهر في مصر كاكاتبه و وجه لها طه حسين لوم شديد و نقد لازع علي ذلك بالرغم انها الفت خمس قصص رائعة . و كانت تهتم في حياتها و كتبها بقضايا المراة و خاضت الكثير من الحروب للدفاع عن حقوق المراة . و من حبها للأدب انشأت جائزة ادبية بأسمها لأفضل عمل ادبي جديد . و قد نالها اديب نوبل نجيب محفوظ في بداياته الادبية. و كان بيتها قبلة لكل ادباء مصر و العالم . و قد هاجرت الي ايطاليا بعد ثورة 1952 رغم تأيدها الكامل لها الا ان تمت الوقيعة بينها و بين عبد الناصر و اثرت الخروج من مصر و توفيت في ايطاليا سنة 1968 . واوصيكم بقراءة قصتها رمزة بنت الحريم ستجدون ادب مختلف عما عهدناه في الروايات العربية ؟



View the
Original article

0 comments: