الراي والاختلاف

on Friday, August 16, 2013

الان في مصر لا تجد اثنين يجتمعون علي نفس الراي !! الاختلافات اصبحت هي سيد الموقف في اي حوار يجمع بين اي اتنين او جماعة يتناقشون مع بعضهم البعض . و اصبح الاختلاف في اي شئ و علي اي شئ . و اصبح ان يتوافق الجميع معجزة من المعجزات حتي في اتفه الامور و داخل الاسرة الواحدة يعني اصبح الخلاف في الراي موضة هذا العصر .

و صاحب هذا الاختلاف عدم تقبل الراي و الراي الاخر . اصبح لا يستمع الشخص الا لنفسه و رئيه و ما يعتقد . و من كان معي فهو حبيبي و من كان له راي معاكس لراي فهو عدوي . و اصبح علي الانسان ان يثبت ان رايه هو الصواب بشتي الطرق المباحة و الغير مباحة . و يتعامل علي انه الصح الذي لا يعرف الخطأ . لم نتعلم ادب الخلاف و الحوار و اصبح الصوت العالي  و السب و التخوين و التكفير اسلوب الحوار . و رفض سماع الاخر مهما كان الامر . تذكرني هذه الايام بايام عبد الناصر و ثورة 23 يوليه حينما كان من له راي بخلاف ما يجري يتهم بأنه ضد الثورة و يفتك به في الحال اراد عبد الناصر ان يكون الشعب كله راي واحد و هذا ما كان ولا يزال مستحيل .

و هل  نسينا ان بني الله سبحانه و تعالي الكون علي الاختلاف و لو اراد الله ان نكون كلنا راي و شكل و ميول واحده لخلقنا هكذا و لأصبحت الحياة ممله للغاية . و لكن سبحانه و تعالي خلقنا مختلفين في كل شئ في الطباع و الالوان و الاشكال و اللغة و …. الي اخره لحكمة هو اعلم بها .  و اصبح الاختلاف حتي في ثوابت الحياة و بديهياتها حتي امتد الخلاف الي صميم العقيدة و صلب الاسلام حتي اصبح كل طرف يكفر الاخر الذي لا يوافقه الراي مع ان الله لم يترك صغيرة و لا كبيرة في حياتنا الا و اوضحها لنا و ماذا نفعل . لم يتركنا للأهواء حتي ان رسوله الكريم صل الله عليه و سلم علمنا كيف نأكل و كيف نشرب اذا الامور هنا في العقائد و العبادة لا تحتمل الخلاف و حتي باب الاجتهاد قد اغلق علينا فلماذا نختلف الان و لصالح من هذا التفكك .

لقد قال الله سبحانه و تعالي : ( و من اياته خلق السماوات و الارض و اختلاف السنتكم و الوانكم ان في ذلك لآيات للعالمين ) صدق الله العظيم . و قال ايضا سبحانه و تعالي : ( و اعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا و اذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته اخوانا) صدق الله العظيم .

و بهذه الايات الكريمة نجد ان لابد ان نعترف بالاخر و اننا مختلفين رحمة و نعتصم بحبل الله و هو الاسلام و نحترم الراي و الراي الاخر . و نتشاور في امور الحياة حتي نتألف و نصل لما فيه خير البلاد و العباد . و نبتعد عن الكبر و الصلف و نتقبل خلافاتنا بصدر رحب و ايمان حقيقي .



View the
Original article

0 comments: