حقوق الانسان و الديانات السماوية

on Thursday, July 11, 2013

نلاحظ ان الاديان السماوية الثلاثة اليهودية و المسيحية و الاسلام ترسخ لتثبيت قواعد حقوق الانسان .و حقه في العيش بحرية و كرامة و عدالة اجتماعية و امان و حيث ان مصدر هذه الاديان واحد فنجد التوافق في ان الانسان هو محور الكون . و عندما نبحث عن حقوق الانسان في الديانات السماوية يجب ان نضع في الاعتبار ما صاحب بعض هذه الديانات من تحريف و تعصب و تشدد في التطبيق وكذلك العنصرية التي صاحبت ذلك و التحيز للعقيدة او المذهب بين ابناء الدين الواحد.

و سنستعرض الان حقوق الانسان في اليهودية : حيث  نجد ان الوصايا العشر في اليهودية  ترسخ لمبادئ حقوق الانسان من حرية و اعلاء شأن الانسان و حقه في الحياة الكريمة و تفعيل دور الضمير الانساني و تفعيل العقاب لمن يخطئ و الثواب لمن يحسن لنفسه و مجتمعه و كذلك المساواة بين افراد المجتمع و نظرا لما تعرضت له الديانه اليهودية من تحريف شديد نجد الان ان اليهود يميزون  نفسهم عن باقي شعوب الارض و يعتبرون انفسهم شعب الله المختار و من هذا المنطلق العنصري  يستبيحون قتل  كل ما هو غير يهودي و يستبيحون ممتلكات غيرهم من العقائد الاخري و من هنا بعث عيسي ليضع الدين علي الطريق السليم مرة اخري و نستعرض فيما يلي حقوق الانسان في المسيحية :

المسيحية اهتمت كثيرا بالانسان و تقويم سلوكه شأنها شأن اليهودية و رسخت للفضيلة  و التسامح و حرية العقيدة حيث لكل انسان حرية تامه في اختيار عقيدته دون ان يبطش به و المساوة و كذلك المحبة و السلام و احترام حرية الفرد و ان الانسان كرم بحريته و عقله و يجب احترام هذا العقل وهذه الحرية ونجد ان الديانة المسيحية لم تهتم بتنظيم العلاقة بين الفرد والحكومة  بل انها اهتمت بتربية الفرد الذي هو قوام هذه المنظومة حيث انه لو صلح صلح المجتمع ككل حيث ان في هذه الاونة كان التفريق بين الناس و العنصرية علي اشدها و كذلك التعصب الديني الاعمي ومن هنا جعلت المسيحية الدين للدين والحكم للحكم لا خلط بينهم فنجد بذلك ان المسيحية اهتمت كثيرا بالمحبة عن اي شئ و المساواة و نبذ العنف والانتقام و القهر و التطرف الي حد المناداة 

((احبوا اعدائكم))

و بعد قرون بعث سيدنا محمد صل الله عليه و سلم ليضع القواعد الختامية للحياة من كل الجوانب و منها بالطبع حقوق الانسان الذي كرمه الله عن سائر المخلوقات و نستعرض معا حقوق الانسان في الاسلام :

و احب ان ابدأ كلامي بقوله تعالي

وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ 

صدق الله العظيم [الإسراء: 70].

و من هذه الاية الكريمة نجد ان الله كرم الانسان بالعقل و الحرية و هما يكفلان له العيش في كرامة و وضع الله سبحانه و تعالي التشريعات التي تضمن للأنسان حقوقه في هذه الحياة فلا احد يظلمه و لايظلم هو احد. و التشريعات في الاسلام ضمنت تلك الحقوق في كل اوجه الحياة من دينية او اجتماعية او سياسية او اقتصادية اي كانت تشريعات شموليه  نظم الاسلام بها العلاقات في المجتمع بكل جوانبها في  الحياة اليومية و علاقات الافراد ببعضها مما يحقق للأنسان ان ياخذ حقوقه كامله دون نقصان و ان اردنا ان نتكلم عن نصوص حقوق الانسان في القران و الاحاديث النبوية نجد اننا نحتاج الي كتب كثيرة .حتي اننا نجد ان الاسلام تكلم ايضا عن حقوق الحيوان وليس الانسان فقط . و لكن المراد من هذه المقالة ان نثبت سريعا ان الانسان يبحث من قبل التاريخ عن حقوقه التي تنظم حياته اليومية بعدالة و حرية و مساواة مما يحقق له الاستقرار والامان المطلوب للتنمية واعمار الارض و ان الديانات السماوية منحته الحلول لكل هذه المتطلبات و وضعت لها النصوص و التشريعات بل و وضعت الثواب و العقاب لمن يخالف و سوف نتحدث عن حقوق الانسان و الامم المتحدة ايضا بعد الحرب العالمية الثانية و للحديث بقية



View the
Original article

0 comments: