المفهوم الصحيح للحياة

موضوع بعنوان ما الدنيا؟ الكثير من العباد تائه في هذه الحياة ولايدري كيف يقيمها ويتعامل معها،وهناك من لم يفهمها أو فهمها خطأ؛ و نرجوا بهذا الموضوع تثبيت الخطوات إن شاء الله.

دلالة كلمة الدنيا مشتقة من كلمة دنيء او الدنائة وتعني أنها احط شيء أي انها تتواجد في اسفل الدرجات  و هي كمجرد رحلة قصيرة، و لهذا علَى الانسان الا تفتنه و تغره لقوله تعالى  ( ياأيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور ). من هنا نفهم ان ماعند الله أكبر و ان الدنيا لا تسوى شيء مقارنة بما ينتظرنا عند الله، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافر منها شربة ماء .

و بعد فالهدف الاول من هذه الحياة هو اختبار للانسان في إيمانه بالله و إتباعه لهدي رسوله صلى الله عليه و سلم لكي يفوز و يكون من اهل الله و رسوله في الاخرة التي هي خير و أبقى، و مع ذلك فإنك تجد من يرفض تقبل هذه الفكرة و يتخذ إلهه هواه و في هذا معصية لله فالتدبر في آيات الكون الذي حولنا يكفي لان نعرف باننا خلقنا لعبادة الله وحده و ان لا نشرك به احدا، و لن ندك حقيقة هذا إلا عندما نجد ملك الموت عند رأسنا و ملائكة مد البصر يريدون ان يأخذوك لربك، إنه الفراق فراق الدنيا إنه الموت .

إن مصيرنا هو الموت؛  كل نفس ذائقة الموت ؛ و قوله؛ أينما تكونوا يدرككم الموت و لو كنتم في بروج مشيدة. عليك ان تقنع نفسك بهذه الفكرة، ولدت لكي اموت و الاقى ربي، فإذا فعلت فاعلم انك في الطريق الصحيح، يا غافلا عن العمل و غره طول الامل الموت يأتي بغتة و القبر صندوق العمل  ،فالقبر لا بد منه بعد الموت و هو صندوق العمل أي أنك تجد في القبر ما عملت في الدنيا  فالقبر ينادي خمس مرات في اليوم :   انا بيت الوحدة فاجعل قراءة القرآن لك مؤنسا ،انا بيت الظلمة فنورني بصلاة الليل ،انا بيت التراب فاجعل فراشك العمل الصالح ، انا بيت الافاعي فاحمل الترياق وهو بسم الله ، انا بيت منكر و نكير فاكثر قول الشهادتين. ثم تلقى الله و في حينها تعرف بان ركعتان لله احسن إليك من الدنيا و ما فيها.

View the Original article