التقوي

on Thursday, July 25, 2013

كلمة من احرف قليلة و لكن معناها كبير و نتائج اتخاذها مبدأ للحياة عظيم و اخره الجنة باذن الله . و لنتعرف علي معني كلمة تقوي في البداية و لو بحثنا في قواميس اللغة العربية نجد ان معناها : الخوف – الخشية – التجنب : اي ان التقوي تعني الخوف من الله و خشيته و خشيت غضبه علينا و تجنب كل ما يغضبه و الامتثال لأوامره و البعد عن كل مانهانا عنه و تلمس رضاه في كل افعالنا.

و نتائج تقوي الله عظيمة ذكرت في اكثر من موضع في القران و بكثرة. قال الله سبحانه و تعالي: (من يتقي الله يجعل له مخرجا و يرزقه من حيث لا يحتسب) صدق الله العظيم. و معني هذه الاية الكريمة ان المعادلة بسيطة و سهله و في متناول الجميع. اتقي الله اي امتثل لأوامره و طاعته و اخشاه و تلمس رضاه في كل ما تفعل و نتيجة هذه الافعال مجتمعه ستجد ان الله سيجد لك مخرج من كل ما يسؤك او اي ضائقه تقع فيها او اي هم يحزنك سيخرجك الله ان شاء من كل هذا بسلام بل و سيزيدك من نعيمه ان يرزقك من حيث لا تحتسب اي من مصدر لا يخطر علي بالك . نجد ان المعادلة بسيطه و لكن لا يقدر عليها الا الخاشعين الذي يعرفون و موقنين من كلمة لا اله الا الله.

اتقي الله في كل ماتفعل. اتقي الله في عملك اخلص في العمل حتي يكون ماتحصل عليه من مال حلال و تذكر قول الرسول الكريم صل الله عليه و سلم (ان الله يحب اذا عمل احدكم عملا ان يتقنه). اتقي الله في جارك و تذكر قول الرسول الكريم صلى  الله عليه و سلم:  (مازال جبريل يوصيني بالجار حتي ظننت انه سيورثه). فلا تأذي جارك امتثال لوامر الله. و كن في عونه في وقت الضيق و شاطره افراحة و احزانه.

وللرجال اقول اتقي الله في زوجتك و تذكر قول الله تعالي: (و عاشروهن بالمعروف فان كرهتموهن فعسي ان تكرهوا شيئا و يجعل الله فيه خيرا كثيرا) و عندما يأمر الله الرجال بمعاشرت النساء بالمعروف و يرسم لهم الله الطريقة السليمة الشرعية  لحدود هذه المعاشرة و يمتثل الرجل يجد الخير كل الخير و لكن من يتعدي هذه الحدود يأذن بغضب من الله. نجد ان الله اختص النساء بسورة كاملة و نجد ان سورة الطلاق رسمت الحدود الكامله لهذه العلاقة لأن هذه العلاقة هي قوام المجتمع اذا صلحت صلح المجتمع كله .

اتقي الله في مالك الذي هو في الاصل مال الله و قد وضع لنا الله التعامل الامثل في قوله تعالي: (و لا تجعل يدك مغلولة الي عنقك و لا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا) اي انك لا تقتر علي نفسك والتشبيه هنا يوضح مرارة هذا التقتير حيث شبه المقتر بالذي قيد يده بحبل الي عنقه و لا يستطيع تحريك عنقه و لا تحريك يده فهو و ضع يحبس الانفاس و يضيق الصدر. يعلمنا سبحانه و تعالي في هذه الاية الكريمة الوسطية  في الصرف و امرنا ان نشرك الفقراء و المساكين في اموالنا و نتقي الله فيهم فشرع لنا الزكاة و الصدقات و جعل الزكاة ضرورة من ضروريات الحياة ليس للمسلم فيها اي خيار لابد من اخراجها و هي من تمام اسلام الفرد و حبب الينا الصدقة لما فيها من تكافل بين افراد المجتمع. وامرنا ان لا نسرف بجنون حتي لا ينفد المال و يتحسر الانسان علي ماانفق في غير موضعه.

 القران الكريم به من صور تقوي الله كثيرة حيث ان الخطوة في الدنيا يجب ان تكون في مرضات الله و تقوي الله. و لقد شرع لنا الله كل تعاملاتنا في الحياة حتي لا يكون لأحد الحجة في المعصية

اللهم ارزقنا تقواك يا ارحم الرحمين

 



View the
Original article

0 comments: