خطف 7 جنود مصريين في سيناء

on Tuesday, May 21, 2013

سألني احد الاصدقاء منذ ساعات هل استمعت الي الاخبار اليوم؟ فقلت نعم بالتأكيد. فقال لي ومالي اجدك غير مكترث بخبر كارثي حدث فجر اليوم، فقلت له ماذا تقصد؟ فقال لي ألم تعرف انه تم اختطاف 7 جنود ينتمون الي مؤسسة الجيش المصري والشرطة المصرية وشرطة الموانئ؟ فقلت له نعم عرفت بالخبر. فقال لي ولم تعلق كعادتك علي صفحة الفيس بوك. فقلت له ولم أعلق وانا اعلم ان المرارة في القلب شديدة بما يكفي لأن اصمت ولا اتكلم افضل لي، فقال لي كيف أليست هذه بلدك وهؤلاء الافراد من جيش وشرطة وطنك الذي تنتمي اليه؟ فقلت نعم بل انتمي واتشرف بالانتماء، ولكن هل تتشرف مصر اصلا بانتمائنا نحن اليها؟ فصمت صديقي ليفكر بعمق واسي ظاهر علي ملامح وجهه. ثم اردف قائلا طيب قل لي رأيك، فقلت له يا صديقي هل تذكر في رمضان الماضي حادثة قتل ستة عشر جندي من جنود الجيش لحظة افطارهم في اول ايام رمضان؟ قال لي ومن منا لا يذكر هذا اليوم البائس، فقلت له هل من جديد في الكشف عن الفاعلين؟ قال لا، فقلت له هل تذكر انت اسم جندي واحد من الجنود الشهداء الستة عشر؟ فقال محرجا للاسف لا. فقلت له ولكنك تذكر الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط جيدا؟ فقال بالتأكيد فقد شنت اسرائيل حربا ضروسا من اجل الحصول عليه. فقلت له انت تذكره لان بلاده كرمته واعلت من شأنه واعزته وحافظت علي كرامته لدرجة انها شنت حربا لمدة 33 يوما من اجله، اما انت وانا فبائسون لان اهل السلطة في بلادنا لم يدافعون عن كرامة ابناء هذا الوطن بحق، بل راحوا يهيجون الدنيا وكأنهم يضربون العفار والتراب ليظهروا بصورة الاشاوس وهم فارغون لا يملكون من امر انفسهم ضرا ولا نفعا بكل اسف.

الحدث الذي نشير اليه عندما يتبعه اخبار متناقضة بين تصريحات لرئيس حكومة يؤكد ان الخاطفين مدبرين لعملية الخطف الاجرامية، ومدير امن شمال سيناء يقول ان الحادثة عشوائية، وقائد الجيش يصرح بأن هناك مفاوضات مع الخاطفين، وقيادي في حزب سلفي يؤكد ان بامكانه التفاوض لايجاد حل مع الخاطفين، وتجد الانباء تذكر ان مفاوضات تجري مع الخاطفين من خلال وسطاء من قيادات اخوانية بشمال سيناء. هذا هو تطبيق عملي لشئ اسمه العبث. هل هذه تصرفات دولة أم تصرفات ناس تعيش في حارة تم اختطاف عدد من افرادها ويساومون الخاطفين علي فدية. أين الدولة هنا؟ واين التصرف بكبرياء وصرامة تليق بدولة لها جيش كبير هو من اقوي جيوش المنطقة؟ متي سيعبر هذا الجيش عن وجوده وقوته ان لم يكن في موقف يهان فيه مثل هذا الموقف؟ متي ستعلم القيادة السياسية للبلد ان القرار يجب ان يكون علي مستوي الحدث؟ وان التصريحات يجب ان تكون منضبطة وعلي مستوي المنصب الذي يتولاه صاحبها؟

هذه الحادثة ان لم يتم علاجها بالكي والنار هي وسابقتها التي حدثت في رمضان وراح فيها ستة عشر شهيد في خلال ساعات سيصبح هذا الوطن مباح لكل كلب شاء ان يهدر ويطعن في كرامة هذا الوطن، اي فعل شديد سيأتي يجب ان يكون الان وليس غدا، والا فان عاقبة الامور ستكون وخيمة ولامد بعيد بكل اسف. الناس في كل مكان من ارض مصر عليها ان تعلي من شأن كرامتها حتي تدفع الدولة لان تري في ذلك الامر خطورة، وتهتم كل قيادة بهذا الامر قبل كل امر.

0 comments: