التقسيم يدق ابواب السودان مجددا

on Saturday, June 8, 2013

سيناريو التقسيم يبدو انه يسير علي خطي ثابتة وناجحة للاسف في منطقتنا العربية الاسلامية، شهدنا منذ سنوات قليلة تقسيم السودان بين شمال السودان وجنوب السودان. شمال السودان وعاصمته الخرطوم يقع تحت سيطرة الحكومة الام بقيادة عمر البشير، وجنوب السودان التي يتحدث اغلب اعضاء حكومتها اللغة العربية التي درسوها في جامعات مصر في السبعينيات والثمانينيات ولكن يتحدث اغلب سكانها الانجليزية ولغات اقليمية اخري وعاصمتها جوبا. ونتابع منذ اعوام الصراع المسلح الدائر في منطقة دارفور غرب السودان وهو اقليم يهتم به الغرب بشدة وبشكل غير مفهوم للبعض ولكن بالبحث والقراءة تستطيع ان تعرف جيدا سر الاهتمام بهذا الجزء من السودان، وتعرف سر الاهتمام ودفع الاموال بملايين الدولارات لاتمام هذا التقسيم الجديد لشمال السودان الي دولة واقليم مستقل في الغرب وهو دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق.

وعندما تم الاستفتاء علي التقسيم وانفصال جنوب السودان والذي كانت الاغلبية المطلقة فيه للانقسام، ظل هناك نوع من التعارض في وجهات النظر بين الشمال والجنوب، ولكن برعاية غربية وتدخلات لا تنتهي رأت بعض قوي الغرب ان يحدث نوع من التخفيف علي شمال السودان وعدم مطاردة عمر البشير بحكم المحكمة الجنائية الدولية حتي حين. وبالفعل سمح له الذهاب لحضور قمم في الدوحة عاصمة قطر والتي تقبع فيها اكبر قوات امريكية واكبر قاعدة امريكية عسكرية خارج اراضي الولايات المتحدة ومع ذلك لم يقترب منه احد، وذهب لحضور القمة الافريقية في اديس ابابا ولم يقترب منه احد. واستقرت الاحوال بين الشمال والجنوب قليلا، بل تعاونا معا في مجال النفط وامتدت انابيب النفط من الشمال الي الجنوب الدولة الوليدة لامدادها بالطاقة وربما تكون هذه الخطوة هي عربون المحبة التي ارضت الغرب مؤقتا عن البشير.

ولكن لان التقسيم مشروع وراءه اهداف بعيدة المدي كان يجب ان يستمر التنفيذ علي الارض. عادت اجواء الصراع تلتهب مرة اخري في اقليم دارفور والذي اصبحنا نسميه اقليم وهي تسمية تحمل في باطنها معني الانفصال والتقسيم. وقد اقحم البشير جيشه وقواته المسلحة الي السيطرة علي منطقة ابو كرشولة بعد ان سيطر عليها المتمردين في دارفور وصرح في حشد جماهيري احتفالا بهذه المناسبة ان حكومته لن تتفاوض مع المتمردين المنتمين للجبهة الثورية ولن تعترف حكومته بما يسمي الحركة الشعبية في قطاع الشمال ولا بحركة العدل والمساواة. وخرج عن المعتاد في الفترة الاخيرة من هدوء نسبي في علاقته بدولة جنوب السودان وهدد الحكومة في جوبا بأنه سيأمر بغلق خطوط انابيب النفط نهائيا والي الابد اذا استمرت دولة الجنوب في دعم المتمردين في دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق. وقد صرح ان ذلك يعد خيانة لكل الاتفاقات السابقة فلا يدعم الخونة الا خونة مثلهم.

اما عن السر في اهتمام الغرب بهذا الاقليم فالسبب ببساطة هو السيطرة علي حقول النفط والتعدين الموجودة في قلب افريقيا، والسيطرة علي منابع النيل ومنطقة الصحراء الكبري في افريقيا. وحصار مصر من جهة الجنوب والتحكم اكثر في قرارها السيادي في المستقبل بواسطة التحكم في سريان مجري النيل ولذلك يتسابق الغرب واسرائيل في دعم حكومة اثيوبيا في بناء سد النهضة او سد الالفية والذي يتظاهر الاثيوبيين بان الهدف من بناءه توليد الطاقة الكهربية وهذا صحيح في جزء منه لان الهدف الاصلي موجود في مخططات الممولين والرعاة الغربيين وهو السيطرة باحكام علي منابع نهر النيل وما يتبع ذلك من مصالح استراتيجية كبيرة تتقاطع بين عدد من القوي الغربية علي رأسها الولايات المتحدة واسرائيل، وينافسهم في نفس المنطقة الصين..



View the
Original article

0 comments: