القرار الاوروبي الذي صدر عن قمة زعماء الاتحاد الاوروبي قبل اسبوعين بانهاء الحظر علي تدعيم الجيش الحر المعارض للحكم السياسي السوري بقيادة بشار الاسد، ومعني القرار ان تقوم عدد من دول اوروبا بتسليح الجيش الحر بالسلاح الثقيل من دبابات ومدافع ودروع وصواريخ مضادة للطائرات وصواريخ مضادة للدروع وغيرها. كانت اوروبا تحرم هذا الفعل علي الدول الاعضاء بالاتحاد الاوروبي حتي نهاية الشهر الماضي، وتغيرت المعادلة !
اعلان باراك اوباما
وفي نهاية الاسبوع الماضي خرج الرئيس الامريكي باراك اوباما فجأة وفي تواتر سريع للاحداث ليعلن ان الولايات المتحدة الامريكية قررت تسليح الجيش الحر ايضا بالسلاح الثقيل، وفي نفس الفترة تقوم الولايات المتحدة ومعها عدد من الدول الاوروبية والمملكة الاردنية بمناورات عسكرية في الاردن، وبعد انتهاء هذه المناورات تصرح مسؤولة بالبنتاجون ان الولايات المتحدة فضلت تأخير سحب قواتها واسلحتها من الاردن حتي حين. وخرجت تلميحات بأن الولايات المتحدة قد تفرض حظرا جويا علي سوريا الا ان هذا الموضوع انخفضت وتيرة الحديث فيه بدافع ارتفاع تكلفته علي الميزانية الامريكية حاليا. الغريب ان الامور تواترت بشكل غريب، ففرنسا تعلن ان لديها معلومات بأن الجيش السوري استخدم السلاح الكيماوي في ضرب الشعب السوري والجيش الحر بغاز السارين تحديدا، وبعدها ب24 ساعة تخرج قمة الاتحاد الاوروبي بقرار تسليح المقاومة، وتخرج بريطانيا بقرار تسليح المعارضة، ويتبعها الولايات المتحدة باعلان صريح بنفس الامر بعد ان كانت الادارة الامريكية تتقدم بحذر في متابعة الامر السوري.
الموقف العربي العجيب
وبالرغم من انني اعتقد من خلال وجهة نظري انها لا تتعدي مجرد ضغط سياسي علي الاطراف الداعمة للنظام السوري اكثر منها ضغطا علي النظام السوري نفسه. فالمقصود من هذا الضغط هو روسيا والصين، واذا لاحظنا فقد تبع هذه القرارات مفاوضات ومحادثات صعبة بين الغرب وروسيا في قمة الدول الثماني الصناعية الكبري في ايرلندا. تفاجئنا الدول العربية بموقف عجيب، فقد اعلن شيخ سعودي الجهاد ضد الشيعة العلويين في سوريا من مسجد عمرو بن العاص الشهير في القاهرة، وحضر الرئيس المصري مؤتمرا او بالاصح تجمعا عشائريا طائفيا لاعلان هذا الجهاد وقطع العلاقات المقطوعة اصلا مع النظام السوري، وغلق السفارة السورية وطرد السفير السوري، وسحب السفير المصري، ويعلن الشيوخ الذين تجاوزوا سيادة الدولة التي يعيشون علي ارضها انهم بصدد تشكيل ميليشيات وكتائب تسافر لسوريا وتجاهد هناك ضد الجيش السوري وحزب الله.
مؤتمر جنيف 2
والموقف تحول الان الي موقف في غاية التعقيد ولكنه في الطريق لان يندفع في مخرج ما لان الطرق تشابكت الي حد كبير. فالازمة قد تتحول فجأة لحرب طائفية شرسة بين السنة والشيعة والارض في سوريا مهيئة لذلك تماما، وقد تتحول سوريا الي عراق اخري تشتعل فيها الازمات الطائفية والحروب والانفجارات وتهوي في بئر بلا قرار. وقد تستقر الامور علي فترة انتقالية يستمر فيها بشار الاسد بشكل منتقص السيادة ، يشكل في هذه الفترة حكومة تعبر بالبلاد هذه الازمة الحادة ضمانا لاستقرار البلاد. والموقف الروسي ما زال متصلبا في ان سوريا بدون بشار ستنفجر اكثر، ومازالت تقاوم الامر امام الغرب ليس دعما لبشار وسوريا ولكن دعما لطرف كان حليفا اقليميا لروسيا طوال اكثر من نصف قرن، وهو الطرف الاقوي تمسكا بالعلاقات مع روسيا من دول الشرق الاوسط، الذي تحولت اغلب بلدانه للولاء للغرب استراتيجيا وسياسيا وعسكريا. واعتقد ان التهديدات والقرارت الغربية الاخيرة كان هدفها الاول خفض سقف التوقعات لدي الروس من نتائج مؤتمر جنيف المرتقب حتي يستطيع الغرب تمرير خطتهم لمستقبل سوريا ويضغطون علي الروس بشتي الطرق.
View the Original article
0 comments:
Post a Comment