طالعتنا الصحف الغربية الكبري منذ ساعات بخبر اتمني ان تتأملوه قليلا وتتفكروا في الكيفية التي اصبح بها الغرب الديموقراطي المراعي دائما لحقوق الانسان والحيوان ، يصبح في سبيل تحقيق المصالح براجماتي لا يراعي اي قيمة او شرف. الخبر يقول ان بريطانيا تمارس ضغوطا علي الاتحاد الاوروبي الذي يعقد زعماءه قمة استثنائية ساخنة هذه الايام لبحث المشاكل الاقتصادية الطاحنة التي تصيب الكيان الاوروبي منذ شهور. هذه الضغوط تمارس في اتجاه رفع الحظر المفروض من دول الاتحاد الاوروبي علي امدادات السلاح لقوات الجيش الحر التي يصنفها البريطانيون بقوات المعارضة المعتدلة للرئيس السوري المتسلط بشار الاسد.
والحجة التي يدافع بها البريطانيون عن وجهة نظرهم هذه ان هناك حاجة ملحة في الوقت الحالي لتخفيف القيود المفروضة علي عملية امدادات السلاح للمعارضين في سوريا لتقوية موقفهم علي الارض ضد قوات الجيش النظامي الذي يدافع بشراسة عن سلطة بشار الاسد وشرعيته. وشددت بريطانيا ضغوطها علي دول الاتحاد الاوروبي في ذلك الوقت خاصة لان القرار الخاص بتشديد القيود المفروضة علي ارسال الاسلحة الي سوريا سينتهي نهاية الشهر الحالي، ومن المفترض ان يقوم وزراء خارجية الدول الاعضاء بالاتحاد الاوروبي بوضع حزمة من الاجراءات البديلة.
ومن الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي المؤيدة والداعمة لمشروع القرار البريطاني فرنسا، حيث تهدف الفكرة الي تغيير القواعد المعمول بها حاليا، والسماح بامداد قوات المعارضة “المعتدلة” بالسلاح، وهذا ما تدعمه الولايات المتحدة الامريكية ايضا، وتعارضه بشدة روسيا الاتحادية والصين وباقي اعضاء الاتحاد الاوروبي ماعدا فرنسا. فقد صرح مسئول كبير في الخارجية النمساوية ان المعارضة السورية المسلحة ستعيق تماما اي جهود تبذل في سبيل التوصل الي تسوية سياسية وحل سلمي للصراع القائم هناك.
وفي الوقت الذي تدفع فيه بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا بهذا القرار للتنفيذ في اقرب وقت ، تفاقمت الازمة في صفوف المعارضة السورية بعد طرح تمثيل كتلة ليبرالية يدعمها الغرب في الائتلاف الوطني السوري الذي يغلب عليه الاسلاميين وخاصة تيار الاخوان المسلمين والذي من الواضح جدا انه يسعي لتحقيق اجندة دولية تخص التنظيم الدولي للجماعة التي نشأت في الاصل دعوية ثم ابحرت في مياه السياسة. و قد مارس الائتلاف ضغوطا كبيرة احبطت الاتفاق الذي كانت قاربت قوي المعارضة التوصل اليه وينص علي منح الكتلة الليبرالية بقيادة ميشيل كيلو علي 22 مقعد، وهذه الخلافات الشديدة اثارت قلق القوي الغربية بشأن مستقبل هذا الائتلاف بعد هذه الخلافات الشديدة. خصوصا ان الائتلاف يصر ان يكون تحت سيطرة مباشرة من مصطفي الصباغ المدعوم بشكل مباشر من قطر ومن جماعة الاخوان المسلمين.
هذه الصورة الكبيرة التي اردت ان نشاهدها معا ونتفكر فيها بدافع ان نعرف كيف تكون الاعيب السياسة ودهاليزها المعقدة، وكيف تكون الشعوب ومصالحها بلا اي قيمة في البلاد المنكوبة التي لم ترتكب اي ذنب سوي انها ارتضت بحكم ديكتاتوري غبي قادها الي الهلاك بفساده وقلة حيلته وذهاب عقله. هذه الصورة قد تسهل علي البعض منا ان يدرك هذه الخطوط التي دائما تتلاقي في خط واحد وتجمع بين الولايات المتحدة وخيوط اوروبية علي رأسها بريطانيا، وقطر التي تتداخل بالتمويل في اغلب الحالات وتنظيم الاخوان المسلمين. تابعوا جيدا هذا التلاقي في المصالح وتفكروا هل اتي صدفة اثناء تلاعب القوي سياسيا بالامور ام كان هذا التلاقي مجرد تنفيذ لاجندة تم رسمها وتحديد خطوطها العريضة وتم الاتفاق عليها مسبقا وكل ما نشاهده الان مجرد وضع الخطط حيز التنفيذ. تفكروا واربطوا الخطوط مع بعضها البعض لعلكم تعقلون.
View the Original article
0 comments:
Post a Comment