كيف تواجه اسرائيل اوضاع المنطقة المشتعلة؟

on Wednesday, June 12, 2013

تخيلوا كيان مغتصب لارض كان يعيش عليها شعب كبير تعداده بالملايين تم التنكيل به وطرده واغتصاب ارضه. يعيش هذا الكيان المغتصب و حوله الان اوضاع مشتعلة في الشمال حيث تأكل النار كل شئ في سوريا و تتصاعد الصراعات المسلحة بين الجيش السوري النظامي المؤيد لبشار الاسد والمدافع عن حكمه وسلطته والجيش الحر الذي يموله الغرب وقطر وتقوده ائتلافات المعارضة من الخارج والداخل، وقد اشتعل الموقف اكثر خلال اليومين الماضيين بعد اشتعال الوضع في طرابلس بجنوب لبنان وتدخل واضح لقوات حزب الله بعد تعهد حسن نصر الله في اخر خطاباته بأنه سيتدخل لصالح بشار الاسد ولصالح سوريا التي ساندته و دعمت حزب الله في الحرب ضد اسرائيل في 2006. ويحاصرها من الجنوب ازمة قطاع غزة وجماعة حماس التي تهدد الوضع الامني لجنوب اسرائيل بصواريخ القسام التي كانت تطلقها كل حين وكانت سببا في اشتعال الوضع وشنت اسرائيل ضربة تم انهاءها بعد تدخل الجانب المصري العاجل لوقف الضربة والتعهد بضمان توقف حماس عن اطلاق الصواريخ. وطبعا الحال المصري الغير مستقر ابدا حتي الان و وجود الجماعات التكفيرية الارهابية في شمال سيناء مهددة الوضع الامني المصري والاسرائيلي. والوضع العراقي المشتعل ايضا ليس ببعيد عن الامن الاقليمي لاسرائيل.

تواجه اسرائيل كل هذه الاوضاع المشتعلة وتشعر انها تعمل بشكل منضبط ومدروس للغاية وكأنها كانت تضع يدها علي الخطة التي يتم تنفيذها بواسطة قوي الغرب واموال قطر وبأيدي تنظيم الاخوان المسلمين. اسرائيل اذا كان هذا الوضع المشتعل جديد عليها لكانت استغلت الموقف بشدة في دفع الحكومة الامريكية لمزيد من الدعم العسكري والاقتصادي وكانت ضغطت بشدة علي الاتحاد الاوروبي علي مساعدتها اقتصاديا وامنيا وعسكريا، واستغلت الموقف في صالحها بكل الطرق. لكن كل ما يحدث كانت تعلم به اسرائيل تمام المعرفة وكانت تجهز له ايضا. ودليل بسيط علي تجهيزها للوضع الداخلي لمواجهة اي احتمالات سأطلعكم علي شئ بسيط بالنسبة للقارئ العادي لكنه يحمل كثير من الاشارات علي التجهيز المبكر لكل الاحتمالات التي تحدث الان ومنذ اعوام.

المتابع للاحداث الداخلية في اسرائيل هذه الايام يعلم ان اسرائيل بدأت في مناورة داخلية يجريها الدفاع المدني الاسرائيلي ، يتم فيها محاكاة لعدد من السيناريوهات المحتملة الحدوث منها مثلا سقوط صواريخ من الشمال “سوريا ولبنان” او من الجنوب “قطاع غزة” وسيناء واستهداف المدن الاسرائيلية بأسلحة غير تقليدية، ولاحظوا هنا غير تقليدية اي تتوقع اسرائيل ضربها بصواريخ تحمل سلاح كيماوي ، وهذا ما دفع القوي الغربية للاهتمام بهذا الامر الشهور الماضية. هناك رعب من ان تقع الاسلحة الكيميائية السورية في ايدي حزب الله او جماعة حماس او ان يستخدمها الجيش السوري في ضرب المعارضة والمدن السورية.

المناورة الاسرائيلية تسمي “نقطة تحول 7″ ودققوا وتفكروا في الاسم. تستمر لمدة ثلاثة ايام ، ويشارك فيها جيش الجبهة الداخلية ووزارة الدفاع الاسرائيلية واجهزة حكومية اخري بالاضافة الي السلطات المحلية والبلدية والمدارس والمنظمات المدنية. وهذه المناورة تعتبر سابع مناورة من هذا النوع حيث تجري هذه المناورات مرة كل عام وبدأت في عام 2007. في هذه المناورة يتم عمل محاكاة كاملة لتعرض البلاد لسقوط صواريخ تحمل سلاح غير تقليدي، فيتم اطلاق صوت صافرات الانذار ويطالب المواطنين بتنفيذ الاجراء الامني بمنتهي الدقة والجدية. وبالرغم من جدية هذه المناورات وجدية اهتمام اسرائيل والغرب بالسلاح الكيميائي في سوريا الا ان وزير الدفاع الاسرائيلي يصرح بأن سقوط صواريخ تحمل رؤوس كيميائية علي المدن الاسرائيلية امر مستبعد لكن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يؤكد ان اسرائيل هي اكثر دولة مهددة في العالم من وجهة نظره ، وعليها ان تستعد لكل الاحتمالات.

والسؤال في النهاية للجميع : كيف كانت تستعد اسرائيل بهذا النوع من المناورات منذ سبعة اعوام؟ وما الذي كان يدفعها لذلك في الوقت الذي كانت سوريا ولبنان ومصر اكثر استقرارا من وضعهم الان بكثير ولا يوجد اي حديث عن سلاح غير تقليدي او ما شابه ذلك. وتسائلوا في انفسكم ما الذي يدفع اسرائيل ان تتعامل بكل هذا الهدوء والثقة في منطقة مشتعلة بهذا الشكل؟



View the
Original article

0 comments: