معركة القصير

on Monday, June 17, 2013

في وسط بحار السياسة المتلاطمة في منطقة الشرق الاوسط التي كتب عليها ان تكون دائمة الاشتعال عبر التاريخ. فقد تراوح عليها حملات صليبية وهجمات مغولية واوروبية وصهيونية والامور لا تنتهي لتشتعل من جديد. تطور الوضع في الجنوب اللبناني وتفجر من جديد وبشكل مختلف تماما. لن يغير هذه المرة ساحة الداخل اللبناني او السوري فقط بل هو معركة ستغير من وضع الاقليم كله. ستغير من شكل وتوجهات اقليم الشرق الاوسط “الجديد”.

تابعنا منذ أيام قليلة خطاب زعيم جماعة حزب الله اللبناني الشيعي المقاوم للكيان الصهيوني وعن النفوذ الايراني الشيعي في منطقة الشام السيد حسن نصر الله ، وهو يقرر ويجاهر بالدخول الي حلبة الصراع في جانب النظام السوري بزعامة بشار الاسد في مجابهة الجيش الحر الذي تدعمه قطر وتركيا بشكل مباشر فقد وفرت له تركيا الغطاء السياسي والدعم المعنوي والمقر في اسطنبول ، ووفرت له قطر الغطاء المادي والعربي ويدعمه الغرب خاصة الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا دوليا وفي الامم المتحدة وفي المشاورات الدولية الكبري. ودخول حزب الله لهذا الصراع في معركة القصير يعد علامة فارقة ونقطة تحول كبيرة جدا يلتقطها خبراء السياسة في العالم ويستنتجون منها كثير من الاحتمالات والسيناريوهات والكل سيجمع علي ان هذه المعركة فاصلة وحاسمة للصراع الجديد في اقليم الشرق الاوسط وهو الصراع السني الشيعي.

ايران لها مرجعية شيعية تسعي لفرض سلطتها وكلمتها ومشروعها في المنطقة باعتبارها احدي القوي الاقليمية التاريخية الثابتة في هذه المنطقة منذ زمان بعيد ، وفي نفس الوقت تقاوم تركيا علمانية الاتجاه وسنية المذهب يساندها دول الخليج العربي هذا المد الشيعي وتحاول ان تقضي علي نظام بشار الاسد المنتمي مذهبيا للمذهب العلوي الشيعي ، والمنتمي سياسيا للتوجه الايراني في المنطقة والمضاد للمشروع الامريكي الغربي فيها. وهذا لا يعني ابدا ان نظام بشار الاسد نظام وطني شريف بل اراه نظام غبي مجرم اشد الاجرام لكن هذا لا ينفي ان الجيش الحر هو الاخر اختطف الثورة التي بدأت حقيقية وطار بها في مجال اخر وافق ضيق مذهبي مقيت تعدت الامة الاسلامية زمنه بألاف سنة، ولكن القدر كان ان يتحكم ويتسلط الحمقي والافاقين وتجار الدين والطامعين في رقاب الشعوب الطيبة ويذهبون بمنطقة تحلم شعوبها بمستقبل افضل من الحاضر الصعب الكارثي والماضي الذي لا يرجون ان يعود ابدا.

دخول حزب الله في المعركة الي جانب النظام السوري في معركة القصير واستعداده للتضحية بأفراده في هذه الحرب ليس بدافع رد الجميل كما يدعي حسن نصر الله ولكن هو تحالف سياسي عسكري بين ايران والجيش السوري وجيش حزب الله الذي يعتبر اليد الطولي لايران في جوار اسرائيل وفي منطقة الشام. هذا التحالف سيدعم موقف النظام السوري لبشار وسيدعم من صموده امام الجيش الحر ، وسيضع ايران في اي اتفاق حتي في حالة الرفض التي ستصدر من القوي الغربية فقد فرضت وجودها علي الارض واصبحت طرفا اساسيا في الصراع ، بل ستكون الفاعل الاساسي خلال ايام بعد ان تتمكن من تعديل وترجيح كفة الجيش النظامي السوري ضد قوات الجيش الحر. يسمي هذا التحالف السياسي العسكري الذي جاء بقرار حسن نصر الله بشكل مباشر ومن ايران بشكل غير مباشر تحالف اندماجي متناسق حيث تتوافق القيادة والعمليات والعقيدة القتالية في قالب واحد مما يسهل مهام الحرب لهذه الجبهة المتحالفة ويقوي موقفها علي الارض وتقوم كل قوة منها بسد ثغرات القوة الاخري.

والسؤال في النهاية للجميع : اين الشعب السوري من هذه المأساة كلها ؟ للاسف اصبحوا ضيوف في ارضهم وبلادهم حتي يأذن الله لهم بالخلاص من الظالمين بالظالمين ويحررهم ويأذن لهم بالخير والمجد.



View the
Original article

0 comments: