تجربة الهجرة العربية

on Monday, April 29, 2013

لاحظ المؤرخ الأمريكى الشهير William E. Leuchtenburg   من منظور المؤرخين الأمريكيين فى 1977 ان العرب بالنسبة للأمريكيين هم الشعب الذى عاش خارج التاريخ.

قبل النظر الى الوصف التفصيلى فى تجارب العرب الأمريكيين ، يمكن ان نستفيد من نظر عامة سريعة فى الهجرة العربية لأمريكا الشمالية و ما شكل الجاليات العربية هناك.

هناك فوجين رئيسيين من الهجرة العربية فى امريكا الشمالية ، الأولى دامت من 1870 حتى الحرب العالمية الثانية، و الثانية من الحرب العالمية الأولى حتى وقتنا الحاضر ، لكلا الفوجين خصائص مختلفة و المشاكل التحديات التى واجهتم مختلفة ايضا سواء كانت فى المجال الأجتماعى او السياسى. اى فحص فى مجتمعات المهاجرين يجب ان يأخذ فى الحسبان هذه الأختلافات. و ذادت الأعداد فى الستينات خاصة بعد 1967 و الحرب مع اسرائيل.

لفظ “العرب الأمريكيين” يشير الى العرب المهاجرين الى امريكا الشمالية من الدول التى تتحدث اللغة العربية فى الشرق الاوسط ، البلدان الناطقة بالعربية اليوم تتضمن مصر و الجزائر و البحرين و العراق و الأردن و الكويت و لبنان و ليبيا و موريتانيا و المغرب و عمان و فلسطين و السعودية و السودان و سوريا و تونس و الأمارات و اليمن.

معظم المهاجرين العرب من الفوج الأول من سوريا و معظمهم مسيحى ، المهاجرين بعدهم جاؤوا من كل اجزاء العالم العربى خصوصاً من فلسطين و لبنان و سوريا و مصر و العراق و اليمن. بالرغم من أن أكثر المهاجرين العرب المسلمينِ كَانوا سنّةُ هناك أقلية شيعيّة ، المهاجرون مِنْ البلدانِ الناطقة بالعربيةِ أُشير اليهم و اشاروا الى انفسهم بأسماء مختلفة فى أوقات مختلفة.

من المستحيل تحديد عدد العرب فى امريكا الشمالية لأن مسؤولي الهجرةِ الأمريكيينِ والكنديينِ استخدموا مخططات تصنيف مختلفة مع اختلاف الوقت. حتى 1899 في الولايات المتّحدةِ ، على سبيل المثال كوّمتْ إحصائياتَ هجرةِ العرب مَع اليونانيين و الأتراك لهذا وغيره من الأسبابِ يمكن ان نخمن فقط.

طبقاً لأرقام الهجرة الأمريكية التي عموما تعتبران تكون منخفضة ، حوالي 130،000 عربي هاجروا إلى الولايات المتّحدةِ بنهاية الثلاثينات ، تخمينات حجم الجالية العربية الأمريكية من قبل العلماء وزعماء الجاليات تتفاوت بشكل كبير. هناك تخمين بأن هناك تقريباً 350،000 شخص عربى فى الولايات المتحدة الأمريكية بعد الحرب العالمية الثانية. فى التسعينات حجم الجالية العربية فى امريكا قدر ب1،000،000 على الأقل و 2،000،000 على الأكثر.

تجادل معظم العلماء بأن اكثر الأسباب اهمية للهجرة كانت اما ضرورة اقتصادية او تقدم شخصى.

طبقا لوجهة النظر هذه ، هذا التقدم كان غير مستوى فى تأثيره و لم يظهر نفسه.

اقتصاد لبنان تعطل بشكل كبير فى وسط الثمانينات من القرن الثامن عشر، اولاً عند فتح قناة الويس التى جعلت السفر العالمى من سوريا لمصر غير مُجدى و اصبح السفر الى الشرق الأقصى سهل و سريع و اصبح الحرير اليابانى منافس رئيسى للصناعة الحريرية اللبنانية. ثم جاءت الضربة الثانية فى التسعينات من القرن الثامن عشر عندما تعرضت مزارع العنب اللبنانية لغزو ذباب العنب الذى خرب المزارع.

ساهم ايضا فى المنطقة الداخلية السورية الزيادة السريعة فى التعداد السكانى بدون زيادة متعادلة فى الزراعة او الصناعة. العديد من العائلات وجدت ان الاقتصاد يمكن ان يدعم طفل واحد فقط الذى يرث والديه.

الأطفال الآخرون كان لابد ان يعتمدوا على انفسهم و اصبح السفر الى العالم الجديد حيث الثروة و الرفاهية اختيار لا يقاوم.

العديد من المسيحيين اللبنانيين الذين شكلوا اغلب القادمين من العرب الأوائل فى امريكا الشمالية يؤكدون انهم واجهوا اضطهاد دينى و انعدام الحرية السياسية و المدنية. حيث كان السبب الرئيسى فى الهجرة هو الحكم العثمانى المستبد فالمسيحيين لم يكن لهم نفس مكانة جيرانهم المسلمين. و خضعوا الى العديد من القيود على سلوكهم و عانوا من الاضطهاد فى اغلب الاحيان. هذه الشروط المستبدة ساءت و التميز بين المسيحى و المسلم ذادت عندما اصبح الحكم العثمانى اضعف.

بعد ان هبطت قوة السلطان بدأ الحكام المحليون بالسيطرة و فرض السلطة و كانوا يضطهدون عامة الشعب خاصة المسيحيين. هذا الاضطهاد حدث ردا على زيادة اعداد المسيحيين فى اوروبا

بالاضافة الى الأسباب الأجتماعية و الأقتصادية و السياسية للهجرة العربية لأمريكا بعض العوامل العرضية، مثلاُ تحسن وسائل الأتصال و النقل حول العالم. بالرغم من ان المبشرين الأمريكان ثبطوا عزم السوريين و العرب لكى لا يهاجروا الى أمريكا الا ان حضورهم كنموزج امريكى و نشاتطاتهم التربوية و حديثهم حول الحياة الأمريكية اشعلت رغبة للهجرة لأمريكا خصوصاُ خريجى المدارس و الكليات الأمريكية.

About the author



View the Original article

0 comments: