الواعظ الأمريكي المسيحي الذي اهتدى للإسلام

on Wednesday, April 17, 2013

يوسف استس هو واعظ ومبشر أمريكي واسمه قبل الإسلام هو جوزيف ادوارد استس، ولد في أوهايو في ولاية تكساس في الولايات المتحدة الأمريكية، ونشأ في أسرة بروتستانتينية مسيحية ثم أصبح قسيساً في الكنيسة، درس العلوم اللاهوتية كما كان ينشد الأناشيد الكنسية، ولم يتخيل يوماً أبداً أن يتعامل مع أحد من المسلمين.

اعتنق الشيخ يوسف الإسلام في العام 1991، ثم بدأ بتعلم اللغة العربية وعلوم الدين الإسلامي من سنة 1991 إلى سنة 1998 في مصر وتركيا والمغرب، ثم تحول الشيخ بعد ذلك من واعظ كنسي ومبشراً مسيحياً إلى واحداً من أعظم دعاة الإسلام، يجوب أقطار الدنيا للدعوة إلى الإسلام ما دام لديه نفساً يتنفسه.
تبدأ الحكاية كما يرويها الشيخ نفسه، في محاضرته الشهيرة “الكهنة والوعاظ يدخلون الإسلام”، حيث يقول الشيخ “لقد كنا أنا وأبي واعظين في الكنيسة، ورجلي أعمال في الوقت نفسه، ولكن لتوخي الدقة كنا رجلي أعمال في المقام الأول، وواعظين في الكنيسة بعد ذلك، لقد أدرنا أعمالنا في تكساس، وأنشأ والدي ما يسمى بمراكز المسيحين، والتي كانت في واقعها عبارة عن مراكز للبيع، فقد اعتاد الناس على صنع الأشياء اليدوية هناك مثل الحرف والفنون اليدوية، ثم التبرع بها للكنيسة، حيث تبيعها الكنيسة وتنتفع بأموالها، كما يعم النفع على رواد الكنيسة، وهذا النوع من الأعمال يدمج بين الدين والعمل التجاري، ولكنه أمر معروف ومعتاد في بلادنا”.
ثم يستطرد الشيخ قائلاً “في يوم ما أخبرني أبي أننا سوف نجري بعض الأعمال مع رجل مصري من القاهرة، وقد سعدت بذلك للغاية، فنحن ما إن نسمع كلمة القاهرة حتى نبدأ بتخيل الأهرامات وأبا الهول والنيل وما إلى ذلك، ثم تبدلت تلك السعادة فوراً بمجرد أن أخبرني أبي أن هذا الشخص هو مسلم، ورفضت التعامل معه تماماً، ففي هذا الوقت اقتصرت تعاملاتنا على الوعاظ والقساوسة والمبشرين، والذين يعتبرون أن المسلمين هم أعداء الله، ويكررون ذلك دائماً في محاضراتهم ولقاءاتهم التليفزيونية، ففي وقتنا الحالي أصبح الإعلام يربط بين المسلمين والإرهاب، ولكن لم يكن ذلك موجوداً في ذاك الوقت، وإنما كان يتم الربط بينهم وبين الاختطاف وما إلى ذلك”.
ويضيف الشيخ “ليس هذا فحسب، بل أخبرونا دائماً أن المسلمين لا يؤمنون بالله، ويعبدون صندوقاً أسوداً في الصحراء، ويقبلون الأرض خمس مراتٍ في اليوم، هذا هو ما نعرفه عن المسلمين، لذا فقد كنت مصراً على عدم مقابلة هذا الشخص المسلم، وظل أبي يقنعني ويقول أن هذا الشخص ودود للغاية ولا داعي لكل هذا الرفض، وبعد محاولات عديدة وافقت أن أقابل هذا الشخص ولكن على طريقتي الخاصة، وقررت أن أقابله يوم الأحد، وأن أذهب للكنيسة قبلها وأحمل معي الإنجيل وأعلق في رقبتي صليباً كبيراً، وأرتدي قبعة مكتوب عليها “المسيح هو الرب”، ثم أصطحب معي زوجتي المسيحية، لسنري هذا المسلم الشرير ما هو المسيح”.
وبالفعل توجه الشيخ للكنيسة في يوم الأحد، ويتعجب الشيخ مما حدث يومها حيث يقول “تصادف في ذالك اليوم أن يتحدث الواعظ عن “الخلاص” في عهد داوود عليه السلام، الأمر الذي أصابني بالحيرة لأننا نعلم في المسيحية أن “الخلاص” هو على يد المسيح عليه السلام، وهذا قد حرك شيئاً ما في عقلي فيما بعد، ولكنني تجاوزت الأمر حينها، فالأمر كان يبدو غريباً، وسألت نفسي كيف أن هناك خلاصاً قبل المسيح؟، ثم ذهبت إلى المتجر وبحثت عن رجل يرتدي جلباباً أبيضاً فضفاضاً، عليه وشاحاً أسوداً أو ما شابه، وذا لحية طويلة، أظن أنني كنت أتحدث عن الشكل الذي أبدو به حالياً، ولكن مع وجود عمامة وسيف وكل تلك الأمور، أظن أنني كنت أتخيل الخميني عندما بحثت عن هذا الرجل، ولكني لم أجد حولي من تنطبق عليه تلك المواصفات، فسألت أبي أين الرجل؟ فقال ها هو، فقلت كيف، هذا يبدو رجلاً عادياً؟! كما أنه بلا لحية!”.

تعرف الشيخ على الرجل، وقدم له نفسه، ثم عرفه الرجل باسمه وهو محمد عبد الرحمن، وما إن انتهيا من عبارات الترحيب اندفع الشيخ في سؤاله عن الرب، ويحكي الشيخ قائلاً “سألت الرجل فجأةً “هل تؤمن بالله؟” فقال “نعم”، فقلت له “أنا أعني رب موسى وعيسى وإبراهيم؟” فقال “نعم” فقلت له “وماذا عن رب داوود وسليمان؟” فقال “نعم”، لقد كنت في البداية أعتقد أن المسلمون هم مثل الهندوس تماماً، ولكن عندما وجدت أنه يوافق على الكثير مما هو مذكور في الإنجيل، فقلت لنفسي ربما هم مثل اليهود، ثم سألته “وماذا عن المسيح؟ أتؤمن بالمسيح؟” فقال “نعم”، فقلت لنفسي حسناً إن الأمر يبدو سهلاً للغاية، يمكنني أن أدعو هذا الرجل لاعتناق المسيحية بكل سهولة، لذا فقد وافقت حينها على العمل معه، ثم دعوته لاحتساء الشاي، وبدأت فوراً بدعوته للمسيحية، وفتحت الإنجيل وظللت أقرء منه بعض الفقرات، وأحكي له قصة إبراهيم عليه السلام  والعديد من القصص الأخرى، وقد استمع لي من دون مقاطعة”.

ثم جاء رمضان، وأراد محمد عبد الرحمن الاعتكاف في المسجد، ولكن الشيخ قد أساء فهم ذلك حينها حيث يقول معلقاً على ذلك “نحن لم نفهم حينها كيف لشخص ما أن يترك منزله ويعيش في المسجد، لابد وأن هذا الشخص لا يجد مأوىً يبيت فيه، وقلت لأبي لابد وأن هذا الشخص فقير للغاية ولا يجد منزلاً يذهب إليه، فقال لي أبي “كلا، إن لديه ما يكفي من المال” فقلت “لا، طالما يود المبيت في المسجد فلابد أنه مفلس” فنحن كمسيحين، إذا رأينا أحداً يبيت في الكنيسة فلابد أنه مفلس للغاية، لذا فقد قلت لأبي “دعنا نطلب منه العيش معنا” فقال أبي “كلا، هذا ليس بالأمر الجيد” ولكني أصررت على رأيي، وذهبت إلى الرجل وطلبت منه العيش معنا، فقال لي”كلا أنا أود الذهاب إلى المسجد، فهذا أمر جيد بالنسبة لي” فقلت في نفسي “ياإلهي، يالهذا الرجل، إنه لا يود أن يشعرني بفقره” فقررت أن أطلب منه العيش معنا بأجر رمزي حتى لا أجرح كرامته فقلت له “ما رأيك أن تعيش معنا وتدفع 15 دولاراً في الأسبوع شاملة الطعام؟” وبالطبع هذا الرقم لا يكاد يُذكر للعيش في أمريكا، فوافق الرجل، وظننت أنني قد أقنعته بسبب السعر الزهيد الذي طلبته منه، وما لم أكن أعلمه حينها أن الرجل نفسه قد أراد المجيء ليتعرف على طريقة معيشتنا وتفكيرنا وما نؤمن به، وقد سعدت بموافقته على المجئ حيث قررت أنني سأصطحبه في كل مكان لكي يتعرف على المسيحية بشكل أفضل”.

ويستطرد الشيخ حديثه قائلاَ “طوال فترة وجود محمد تعلمت منه الكثير من الأمور الجيدة، مثل الأمانة والتواضع، كما ناظرته في العديد من الأمور ووجدت أن مثقفاً ومتحدثاً لبقاً للغاية، فقد كنت دائماً أفشل في مناظرته في أي أمر، ولكنه كان من التواضع بحيث يتركني أحتفظ بماء وجهي في النهاية، ويشعرني أنني قد ربحت المناظرة”.

ثم يتحدث الشيخ عن حدث آخر قد حدث حينها ويقول “لقد كان لدي صديقاً واعظاً اعتاد على السير في الشارع حاملاً الصليب ليسأله الناس عن أمور الدين، وقد أصيب هذا الواعظ بنوبة قلبية ونقل إلى المستشفى فذهبت لزيارته، وأثناء زيارتي له قابلت رجلاً آخراً في المستشفى يجلس على كرسي متحرك، ولكنه كان يعاني من مشكله نفسية، فهو لم يرغب بالتحدث إلى أي أحد، فتحدثت إليه وقلت له “دعني أحدثك عن المسيح” ومرة أخرى كررت ما فعلته سابقاً، وفتحت انجيلي وبدأت فوراً بقراءة بعض الفقرات حول نبي الله يونس عليه السلام، وقلت له “انظر، هذا نبي الله يونس قد ابتلعه الحوت، وأصبح يعاني وحيداً في ظلمة بطن الحوت وظلمة البحر من حوله، وأظن أنه مهما كانت مشكلتك فلن تكون بهذا القدر من الصعوبة، ولكن الله قد منّ عليه بالخروج من هذا المأزق، وهو قادر على أن يمنّ عليك أنت أيضاً بالخروج من محنتك” ولكن الرجل لم يتأثر ولم يرغب بالتحدث معي رغم ذلك”.

وظل الشيخ يعظه ويحاول التحدث معه كلما ذهب لزيارة صديقه في المستشفى، فيحكي الشيخ قائلاً “لقد كنت أدفعه بالكرسي لفترات طويلة وأحاول الترويح عنه حتى بدأ يوماً بالبكاء من دون سبب وقال لي “أود أن أعترف لك بأمرٍ ما” وبالنسبة للكاثوليك، فإن “الاعتراف” يعني أن تخبر القسيس بذنوبك حتى يمنحك الغفران، ولكني لم أكن كاثوليكياً، فأخبرته أنني لست كاثوليكياً كما أنني لست قساً، وقلت له أنا مجرد واعظ، فقال لي “أنا أعلم ذلك جيداً، فأنا قسيس”، فتفاجئت من قوله، وعلمت أنه يعلم ما في الانجيل أكثر مني، ثم قال لي “أنا آسف، انني أواجه الكثير من المشاكل الصحية والنفسية، وأظن أنني قد عاملتك بفظاظة بسبب ذلك، لذا أود الاعتذار منك” ثم بدأ بالبكاء فتحدثت معه برفق، وقلت له “لا عليك، كل شيء على ما يرام”، وفي يوم من الأيام ذهبت إلى المستشفى لزيارة هذا الرجل رغم أن صديقي المريض كان قد خرج من المستشفى منذ فترة، فوجدت هذا الرجل قد خرج منها، وعلمت من المستشفى أنه قد انتقل إلى مأوى للمشردين، فذهبت إليه هناك، وما إن رآني حد قال لي “أرجوك أخرجني من هنا” فقلت له “حسناً، تعالى للعيش في منزلي”.

ويستطرد الشيخ “لقد أخبرتكم هذه القصة لتروا معي الأمور بشكل واضح، فأنا الآن أستقبل ضيفين في منزلي، أحدهما مسلماً والآخر قساً كاثوليكياً، واعتقدت حينها أن بإمكاني اقناع القس الكاثوليكي باعتناق المذهب البروتستانتي، وفي الوقت نفسه اقناع المسلم باعتناق الديانة المسيحية، أظن أن طموحي قد كان جامحاً حينها، ولكن ذلك لم يحدث، فقد حدثت بعض الأمور الغريبة، لقد بدأنا جميعاً بالجلوس في المساء حول المنضدة لمناقشة ماهية الإنجيل وماهية الخلاص، وقد كان أبي يستخدم نسخة الإنجيل المسماة بنسخة الملك جيمس، أما نسخة الإنجيل التي كنت أستخدمها أنا فهي تعود للعام 1953 وتسمى بنسخة الإنجيل النموذجية المنقحة، والتي تذكر صراحة أن نسخة الملك جيمس تحتوي على العديد من الأخطاء الجسيمة، ثم أتت زوجتي بنسخة الإنجيل التي تستعملها، وهي نسخة القس جيمي سواجرت والمسماة بالأخبار الجيدة للإنسان العصري، وهي مختلفة تماماً عما لدينا ومكتوبة باللغة الحديثة بحيث يصعب عليك اكتشاف أن هذه هي إحدى نسخ الإنجيل، ثم اتضح لنا أن النسخة التي يستعملها القس الكاثوليكي تختلف تماماً عن كل نسخ الإنجيل التي لدينا، فهو يستخدم نسخة أكثر قدماً تضم 73 كتاباً، أما بقية النسخ التي لدينا فهي تحتوي على 66 كتاباً فقط، كما أنها مختلفة في مجملها عما لدينا إلى حد كبير، وأنا لم أكن على علم بوجود كل هذه النسخ المختلفة لدينا حتى تلك اللحظة، ثم بدأنا بالجدال فيما بيننا حول تلك النسخ، وحاول كلٌ منا إثبات صحة نسخته، بينما كان محمد يشاهد ما يحدث ويجلس صامتاً، فسألته “كم عدد نسخ القرآن؟”، فقال لي “ليس للقرآن أية نسخ، بل لدينا نسخة واحدة أصلية باللغة العربية”.

ويكمل الشيخ حديثه قائلاً “لقد ظننت حينها أنه يكذب، فقد رأى المشكلة التي نواجهها، لذا أجاب بأن للقرآن نسخة واحدة فقط، لكنني لم أكن قد تعلمت العربية حينها، لذا لم أعلم ما الذي علي قوله، ولم يقل محمد شيئاً آخر، ولم يحاول أن يلقي علينا محاضرة، ولكنه وضع الكثير من التساؤلات في عقلي.

وبعد ذلك بفترة، ذهبت إلى صديقي الواعظ الذي اعتاد أن يحمل الصليب ويسير به في الشارع، وطلبت منه طريقة مبسطة لشرح الثالوث، فقال لي “يمكنك توضيح ذلك باستخدام التفاحة، فهي عبارة عن قشرة في الخارج، وثمرة في الداخل، وبذور في داخل الثمرة، ولكنها في مجملها شيئاً واحداً”، فأخذت جوابه وتوجهت إلى منزلي عاقداً العزم على شرح الثالوث لهذا الرجل المسلم، ثم تذكرت لباقاته في إدارة النقاشات، وعلمت أنني بمجرد أن أقول له “بذور” فسيقول لي بكل بساطة أن هذا يعني أنهم ليسوا ثلاثة فقط، فغيرت رأيي ورفضت فكرة التفاحة وعدت لصديقي مرة أخرى، ثم قلت له “ماذا لو أن التفاحة بها أكثر من بذرة واحدة، كما أنها من الممكن أن تحتوي على دودة أو ما شابه” فقال لي “حسناً، دع هذا المثال جانباً واستخدم البيضة، فهي عبارة عن قشرة من الخارج، وبياض في داخله، وصفار في داخل البياض”، فأخذت جوابه مرة أخرى وعدت إلى منزلي، وفي الطريق قلت لنفسي، ماذا لو أنها بيضة بصفارين؟ هذا سيجعلهم أربع آلهة وليس ثلاث، كما أنها قد تكون بيضة فاسدة، أدركت ذلك في منتصف الطريق، ولكنني لم أرجع لصديق مرة أخرى، بل ذهبت للبقال لشراء بعض المستلزمات، ورأيت هناك شخصاً لا أعرفه، فسألته “كيف أفسر الثالوث؟ فأنا أجده غير منطقي على الإطلاق؟” فقال لي “أنت واعظ وتجده غير منطقي؟!” فقلت له “نعم نعم فقط أخبرني كيف أفسره” فقال لي “انظر إلي، أنا رجل واحد، وهذا هو ابني، وهذه هي زوجتي، ونحن الثلاثة أسرة واحدة، يمكنك استخدام هذا المثال لتفسير الثالوث” فقلت لنفسي هذا رائع أخيراً وجدتها، ثم ما لبثت أن أدركت أن هذين الزوجين قد ينجبان طفلاً آخر، وبهذا يصبحوا أربعة، والأسوء من ذلك أنهما قد يتطلقا، وأنا لا أريد مثالاً يمكن تفنيده، أريد مثالاً كاملاً لا غبار عليه، لا أريد شيئاً به دودة، أو شيئاً فاسداً، أو طلاقاً، وبخاصة في تكساس، فالطلاق في تكساس يعني أن تحصل زوجتك على سيارتك، ومنزلك، ومعاشك، وحسابك البنكي، وحاسبك الآلي، وربما بريدك الإلكتروني أيضاً، فهذا بالتأكيد مثال سيء للغاية”.

ويضحك الشيخ ثم يقول “وعلى أية حال، تصادف أن ذًكر الثالوث أمام محمد، حيث كان هناك واعظاً يتحدث عنه، ويستخدم أمثلة التفاحة والبيضة والعائلة، ولم أجد ما أقوله حينها، فسألت محمد “وأنت ما هي فكرتك عن الله؟” فقال ” قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، اللَّهُ الصَّمَدُ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ”، فقلت في نفسي يا إلهي هذا هو بالضبط ما أفكر فيه، ولكن لا يمكنني الاعتراف بذلك بكل سهولة”.

ثم ينتقل الشيخ لموضوع آخر قائلاً “دعوني فقط أخبركم أمراً سريعاً ثم أعود لسرد القصة، إذا نظرنا في كتب العهد القديم والتي تشمل التوراة والزبور، والعهد الجديد وهو الإنجيل، سنجد أنه لم يتم ذكر الثالوث ولو لمرة واحدة، ولكننا نجد الثالوث مذكوراً بوضوح في القرآن الكريم، حيث يقول الله في كتابه الحكيم “لّقَدْ كَفَرَ الّذِينَ قَالُوَاْ إِنّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَـَهٍ إِلاّ إِلَـَهٌ وَاحِدٌ وَإِن لّمْ يَنتَهُواْ عَمّا يَقُولُونَ لَيَمَسّنّ الّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ”، كما أننا لا نجد كلمة الإنجيل مذكورة في الإنجيل نفسه، ولكنها مذكورة في القرآن، فكلمة الإنجيل باللغة الإنجليزية “بايبل” هي مشتقة من كلمة “بيبليوس” اليونانية والتي تعني “كتاب”، وقد خاطب القرآن النصارى كثيراً بلفظ “أهل الكتاب”، وهذا يجعلنا نرى نقصاً في الإنجيل بينما يأتي القرآن ليوضحه، وبالفعل فقد وجدت في القرآن وسيلة رائعة لتفسير الإنجيل، وقد شعرت بيني وبين نفسي أن ما في القرآن هو صحيح، وبدلاً من أن أعترف بإيماني به، بدأت باستخدام ما ورد فيه لأشرح للناس الإنجيل بشكل أفضل، وهناك كثيراً منهم لم يعجبه الأمر، لأنني قد بدأت أتحدث أن “الخلاص” هو من عند الله فقط وليس من عند المسيح، وقد كان الناس يتفاجؤن مما أقول، كما بدأت أترك فكرة الثالوث جانباً لأنني لم أتمكن من تفسيرها، ولم يشعر أبي بتلك المشكلة لأنه لم يؤمن أبداً بالثالوث”.

ثم يعود الشيخ لسرد قصته قائلاً “ثم طلب القس الكاثوليكي من محمد أن يصطحبه إلى المسجد، وعندما عاد القس من المسجد بدأنا بسؤاله “ماذا يفعل المسلمون في المسجد؟ هل يذبحون نوعاً ما من الحيوانات؟” فقال “كلا، إنهم يصلون في صف واحد، ثم يخرجون من المسجد” فقلت “فقط؟ يصلون ثم يخرجون؟ حسناً ما نوع الموسيقى التي يتعبدون بها إلى الله؟” فقال “ليس لديهم موسيقى” فقلت “ماذا؟ كيف يعبدون الله من دون موسيقى؟” ثم سألت محمد “أليس لديكم موسيقى في أي مسجد؟” فقال “كلا” وفكرت أنني إذا ملأت كل تلك المساجد ببعض الآلات الموسيقية فسأصبح ثرياً في وقت قصير للغاية”.
ثم يكمل الشيخ حديثه “

وفي يوليو 1991 طلب القس الكاثوليكي من محمد الذهاب معه إلى المسجد مرة أخرى، ثم تأخرا للغاية، وعندما عادا إلى المنزل كان القس الكاثوليكي يرتدي جلباباً أبيض وطاقية بيضاء على رأسه، فسألته متعجباً “هل أسلمت؟” فقال لي “أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله”، فحاولت أن أفهم منه سبب إسلامه، ولكنه خلد إلى النوم تاركاً في عقلي الكثير من التساؤلات المحيرة، لقد كان عقلي مرتبكاً للغاية، فها أنا ذا واعظاً كنسياً يستخدم القرآن لتفسير الإنجيل، وها هو ذا قساً كاثوليكياً يعتنق الإسلام، ويبدو أبي معجباً بذلك ومشجعاً عليه، فشعرت بالحيرة من أمري، وقررت التحدث مع زوجتي في الأمر، فصعدت إلى الطابق الأعلى حيث نعيش أنا وزوجتي وبدأت بالحديث معها قائلاً هل تصدقين أن قساً يعتنق الإسلام بهذه الصورة؟ وهل تعلمين أن القرآن يقول كذا وكذا، وظللت أتحدث لفترة حتى قالت لي فجأة “أريد الطلاق” فقلت لها “مهلاً مهلاً ماذا حدث؟” فقالت لي “أنت تتحدث كثيراً عن الدين وعن الإسلام و …..” فقلت لها “لا تقلقي، أنا فقط أحلل ما يحدث بشكل موضوعي، ولكنني لست معجباً بفكرة الإسلام على الإطلاق، هل تظنين أنني أود أن أصبح مسلماً؟ إن هذا لضرب من الجنون” فقالت لي “أريد الطلاق” فقلت لها “ما خطبك يا امرأة؟” فقالت لي “إن المسلم لابد أن يتزوج مسلمة” فقلت لها “نعم لقد أكدت لكِ أنني لن أعتنق الإسلام فلا داعي للقلق، كما أنكِ قد سمعت محمداً يقول أن الرجل المسلم يمكنه أن يتزوج من مسيحية، أنا لم أقل أنني سأصبح مسلماً ولكني أوضح لك الأمر فقط، فلا مشكلة هنا” فقالت لي “هذه هي المشكلة عينها، فأنا أريد أن أصبح مسلمة، ولن يمكنني حينها أن أتزوج إلا من مسلم، لذا أطلب منك الطلاق”.

ويتوقف الشيخ قليلاً ثم يقول “أنا لن أنسى تلك اللحظة أبداً، فقد شعرت أنني أخيراً بإمكاني قول الحقيقة، أنا لم أكن أعلم أنها تود الدخول في الإسلام، أما الآن فإمكاني قول ما أشعر به، لذا فقد قلت لها “حسناً، الأمر الجيد هنا هو أنني أود أن أيضاً أن أصبح مسلماً” فقالت لي “أنا لا أصدقك، إما أنك تكذب الآن، أو أنك كنت تكذب من خمس دقائق فقط، وفي كلتا الحالتين أنا لا أود الزواج بكاذب، هيا اخرج من هنا”.

يقول الشيخ، فنزلت إلى الأسفل وأيقظت محمد وقلت له أنني أود الحديث معه، ثم ذهبنا للخارج وبدأنا نتمشى في الطرقات حتى حان وقت الفجر، وطوال هذا الوقت ظللت أسأله عن الإسلام، وكيف أصبح مسلماً، وبماذا يؤمن المسلمون، وقد شعرت حينها أن علي أن أتخذ القرار بنفسي، وقد قال لي محمد أن هذا هو قرارك وحدك ولا يمكنني أن أساعدك فيه، وعندما كان محمد يصلي الفجر، توجهت إلى مكان لا يراني فيه أحد إلا الله، وفعلت كما رأيت محمد يفعل، فطالما أعجبت بسجوده على الأرض وكيف أن هذا يعبر عن قمة خضوع المرء لربه، فتوجهت إلى الاتجاه الذي رأيت محمداً يصلي باتجاهه، وسجدت على جبهتي وقلت “يا إلهي، أرشدني إلى الصواب” هذا هو فقط ما قلته، ثم رفعت رأسي من على الأرض، ولم أرى قوس قزح ملون أو ملائكة محلقة أو عصافير ملونة أو أية إشارة غريبة، ولكن في داخلي شعرت أن علي أن أحدث تغييراً في نفسي، هذا هو ما علي فعله، فالمشكلة تكمن في داخلي أنا، ثم اتخذت قراري، وتحدثت من أبي ومع زوجتي، ثم اغتسلت، وفي الساعة العاشرة في ذاك الصباح جلست أمام محمد، وأمام يحي القس الكاثوليكي الذي اعتنق الإسلام، وقلت “أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله”، وبعدي مباشرة، نطقت زوجتي بالشهادة هي الأخرى، وبعد بضع شهور نطق أبي بالشهادة أيضاً، ثم بدأ الكثيرون ممن حولنا يتحولون إلى الإسلام، ونحن بالفعل نود أن نخبر العالم كله بهذا الدين، فأنا لا أعلم كيف أننا لم نسمع عن هذا الدين الرائع من قبل، لذا فقد قدمت إلى هنا اليوم لأخبركم أن من واجبكم تبليغ رسالة الإسلام إلى قومكم وإلى من يتحدثون بلغتكم، كما أنه من واجبي أن أبلغ الرسالة إلى قومي وإلى من يتحدثون بلغتي، إن الله لن يحاسبنا إن كان من نخاطبهم قد اعتنقوا الإسلام أو لا، ولكنه سيحاسبنا إن كنا قد أبلغنا الرسالة أو لا، ومنذ أن أسلمت، ساعدت الآلاف من غير المسلمين على أن يعتنقون الإسلام وينطقون بالشهادة”.

هذه هي القصة الرائعة للواعظ الكنسي الذي اعتنق الإسلام هو ووالده وزوجته وصديقه الكاثوليكي، كما اعتنقت الإسلام بعد ذلك زوجة أبيه وابنتيه الاثنتين، وهو الآن يدير العديد من المواقع الإلكترونية للدعوة إلى الإسلام والإجابة عن تساؤلات غير المسلمين، كما أنه يلقي العديد من المحاضرات الدعوية في شتى بقاع الأرض، فقط ليوضح الصورة الحقيقية للإسلام، والتي قد ساهم الكثيرين في تشويهها على مدى قرون عديدة.

About the author

Shaimaa R.

I am a translator (English->Arabic) with more than 4 years of experience. I've translated and proofread a lot of documents, magazines, internet articles, books, newspapers, manuals, tutorials, websites, training material, studies, surveys, product descriptions, and more. I perform HUMAN translations with excellent grammar and spelling, with consistency and easy to read and understand.
I've worked for several translation companies on many projects with excellent results.
I'm ready to take challenges and intend to provide employers with the service required, exceeding expectations.



View the Original article

0 comments: