العالم علي صفيح ساخن

on Saturday, April 20, 2013

في خلال أقل من اسبوع وبالضبط في حدود 100 ساعة فقط حدث انفجار في ماراثون رياضي بولاية بوسطن الامريكية واسفرت عن مقتل شخصين واصابة عدد من الافراد، وتنقلب الولايات المتحدة الامريكية رأسا علي عقب وتلوح في الافق ذكريات مريرة عن احداث مر عليها اثني عشر عاما وهي احداث برجي نيويورك في 2001م وعودة الرعب والخوف يدب في القلوب من تعرض الولايات المتحدة لهجوم ارهابي مجددا، ودعم هذه الفرضية اكتشاف خطاب محملا بسم الريسين الخطير وهو من السموم شديدة الخطورة في مجلس الشيوخ الامريكي وبدا ان الخطر قريب اقرب مما يتصور البعض. وفي نفس هذه الساعات تتصاعد حدة التوترات في شبه الجزيرة الكورية بين كوريا الشمالية التي تعتبرها الولايات المتحدة من دول الشر في المنظومة العالمية المضادة للنفوذ الامريكي والمصالح الامريكية في منطقة الشرق الاقصي وبين الحليف للولايات المتحدة كوريا الجنوبية وتتصاعد نبرة التهديد بشن حرب نووية وتجهز الصواريخ الحاملة للرؤوس النووية جهة الشرق لتتوجه ناحية الساحل الغربي الامريكي، وتتعدد المناورات العسكرية بالمنطقة ككل حتي من حلفاء الطرفين الاخرين اليابان من ناحية والصين والروس من ناحية اخري.

وفي نفس الاطار الزمني الذي نحسبه بالساعات يضرب زلزالا خطيرا منطقة شرق ايران تبلغ درجته ثماني درجات علي مقياس ريختر وهو بهذه الدرجة في منتهي القوة والتأثير وامتد تأثيره لمنطقة الخليج العربي والهند وتسبب في كثير من المصائب في منطقة حدوثه حيث ادي الي مقتل 40 شخص، وتشرد واصابات بالمئات وتهدمت كثير من البيوت. وبعد هذا الزلزال بيوم واحد ضرب زلزالين اخرين في قوة متوسطة القوي تبلغ علي مقياس ريختر 6 درجات ونصف الاول ضرب الساحل الشرقي لليابان وسط احتمالات ومخاوف من حدوث موجات مد في المحيط الهادئ “تسونامي”، والثاني ضرب جنوب باكستان ولم يخلف ضحايا والحمد لله.

وفي نفس الاطار الزمني وفي نفس الساعات اطلقت احدي الجماعات الجهادية بصحراء سيناء والتي اصبحت مرتعا للارهابيين والخارجين عن القانون بكل اسف صاروخين من نوع غراد علي الصحراء المجاورة لايلات الاسرائيلية “وهي ارض مصرية منذ العهد القديم وتركتها مصر حتي يسهل الحصول علي طابا في التحكيم الدولي واسمها في الخرائط القديمة ام الرشراش” ولم يسفر سقوط الصاروخين عن شئ “كالعادة” وحقيقة لا اعلم ما جدوي ضرب هذه الصواريخ التهويشية والتي تستغلها اسرائيل في الاعلام الغربي وتدعي التهديد المحدق بها وتكسب ارضا جديدة في معادلات السياسة العالمية.

العالم قد يكون قديما اسخن الف ضعف عن حاله في هذا الزمان ولكن كل ما اختلف ان في الزمان القديم لم يكن للانسان في حينها القدرة علي متابعة ما يحدث في كل زوايا الارض في نفس اللحظة من خلال شبكات تواصل اجتماعية وفضائيات ومراسلين واقمار صناعية وكان الشخص اذا عرف بحدث يعرفه بعد حدوثه بشهر او بأكثر حسب ما يصل اليه الخبر مع قافلة اتت من ارض الحدث. اذن المسألة ليست في ان الاحداث ازدادت اشتعالا عن ذي قبل والا فتخيلوا مثلا كيف كان حالنا الان اذا كنا نعيش بنفس تقنيات العصر الحالي اثناء وقوع الحرب العالمية الثانية…كيف سيكون الحال وقتها اذا تحققت هذه الفرضية؟ وماذا كنا سنقول ونصف العالم حينها؟ بالتأكيد كنا سنتخيل انها نهاية التاريخ وان الارض لن تشهد عصرا بعد ما كل ما يحدث وستتسابق الفضائيات في تصوير اثار القاء القنابل الذرية علي هيروشيما ونجازاكي وربما كان الاعلام وقتها سيغير من نتائج الحرب، فنظرة واحدة من قادة الالمان لو كانوا عرفوا بأحوال البرد وتساقط الثلوج في صحراء غرب روسيا لما كان انتحار قواتهم وهزيمتهم الصعبة في ثلوج روسيا.

 



View the
Original article

0 comments: