السلاح النووي ج2

on Monday, April 22, 2013

توقفنا في المقال السابق عندما اعلنت اسرائيل بشكل غير رسمي عن امتلاك السلاح النووي، وكانت بعض دوائر السياسة العربية تظن ان ذلك اعلان ترهيب للخصوم العرب في ذلك الوقت وعلي رأسهم الجيش المصري والسوري قبيل حرب اكتوبر 1973م ، ولكن اثبتت دوائر الاعلام الامريكية ان اسرائيل بالفعل تمتلك اكثر من عشرون رأس نووي وان مفاعل ديمونة بصحراء النقب به من التكنولوجيا ما يكفي لانتاج المزيد. ثم شهد العالم مزاعم الولايات المتحدة بوجود نية مؤكدة لصدام حسين في العراق لامتلاك السلاح النووي وانه يقوم بشراء اليورانيوم المخصب من افريقيا ويسعي برئاسة خبراء وعلماء في الطاقة الذرية لامتلاك السلاح النووي ليصبح اول سلاح نووي عربي في التاريخ، ولا اعلم ان في هذا فخر من اي نوع في الحقيقة!

اخذت الولايات المتحدة هذا الموضوع ذريعة لاعلان الحرب مع حلفائها البريطانيين وشنوا الهجوم الفظيع علي العراق بزعم اسقاط الديكتاتور صدام حسين ونشر الديموقراطية الحقيقية والحرية، وكذبوا وادعوا زورا ان هناك معلومات مؤكدة تفيد امتلاك العراق لاسلحة نووية فعلا وبعد ان اسقطوا صدام واعدموه واسقطوا حكمه ودخل العراق في حرب اهلية تعدي ضحاياها كل عدد من قتلهم صدام طوال حكمه المزري لم يجد الجيش الامريكي اي وجود او دلائل لشبهة وجود اي سلاح نووي ولا حتي ما ينبأ عن وجود نية لصناعته او الحصول عليه وكان ذلك ضربة قوية لنظام بوش الغبي وسقوط شعبيته وشعبية الجمهوريين في الولايات المتحدة الامريكية، وسقوط قدر كبير من الهيبة والاحترام من قبل اغلب شعوب الارض للولايات المتحدة الامريكية مع اعتراف الجميع بعظمة واحترام الشعب الامريكي نفسه.

ثم ظهرت ازمة ايران…فتدعي الولايات المتحدة واسرائيل وبعض دول اوروبا الغربية ان ايران وعلي رأسها احمدي نجاد الرئيس الذي تراه دوائر الغرب الاشد تطرفا وكراهية لاسرائيل والغرب كله يسعي جديا لانتاج القنبلة الذرية في مفاعلات ذرية حالية بايران، وان امام ايران للوصول الي هذه المرحلة شهور او اسابيع قليلة. ولذا تضغط اسرائيل بشدة بزعم هذه المعلومات علي حكومة الولايات المتحدة لتوجيه ضربة عسكرية استباقية لايران وتدمير مفاعلاتها الذرية نهائيا وفرض حصار اقتصادي وامني قوي مشدد عليها وعزلها عن المجتمع العالمي ومعاداة كل دولة تتعاون معها حتي تخضع وتوقع علي اتفاقية منع انتشار السلاح النووي. وفي ذروة هذه التهديدات تجد تعاملا اكثر دبلوماسية وسياسية من الاوروبيين الذين لهم كثير من الشك في نوايا الامريكيين وصدق ادعائتهم لسابق الانخداع فيهم ابان غزو العراق، وتجد تشددا غريبا من الاسرائيليين حينا وتراخيا وغيابا عن المشهد حينا اخر، وتجد عنادا ومكابرة ايرانية عجيبة. وتجد دعما خليجيا لمسعي الغرب في الضغط علي ايران لان امتلاك ايران لسلاح نووي يهدد الامن القومي العربي فعلا. ولكن تقف دول عظمي مثل الصين وروسيا في ظهر ايران دعما ومساندة علنية حتي في اجتماعات مجلس الامن لدرجة استخدام الفيتو اذا اقدمت امريكا لفرض قيود اشد! وهذا كان بداية لظهور جبهة قطبية شرقية جديدة ضد هيمنة الغرب والولايات المتحدة الامريكية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي منذ سنوات.

وحتي نؤكد فظهر هذا النسق الداعم للكيانات المعادية للغرب في الازمة الكورية حاليا فلو كانت المسألة مجرد خلاف بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية لتعاملت الولايات المتحدة بشكل اكثر حدة كثيرا من تعاملها المنضبط والمترقب حاليا، وما يدعو رئيس كوريا الشمالية لاستعراض نوع من القوة والسخافة هو تأكده من وجود ظهير قوي داعم له ضد التهديد الامريكي وهم نفس الظهير الذي ساند ايران الروس والصينيين. وسيستمر هذا القطب الجديد في التصاعد شرقا ضد النفوذ الامريكي المهيمن علي اغلب المناطق في العالم خاصة بعدما خسرت الاقطاب الشرقية كثيرا من رصيدها في منطقة الشرق الاوسط خاصة بعد الازمة السورية الحالية.

ولنا في الموضوع استكمالا لما بدأنا فانتظرونا….

 



View the
Original article

0 comments: