مبارك ينتظر البراءة

on Tuesday, April 16, 2013

ماذا تنتظر من شعب من عادته الاصيلة ان يعيش بذاكرة سمك؟ شعب ينسي ظالميه ويذكر خيرهم ، ليس بسبب الاصل الطيب الذي يمتد في جينات شعب جذوره تمتد في التاريخ ألاف السنين ، وتعاقب عليه حكام من كل جنس وكل لون ، ونمت في ارضه اكثر من حضارة انسانية عظيمة من حضارة مصر القديمة بأسرها العديدة وحضارة اليونان القديمة التي كانت الاسكندرية او مدينة الله العظمي كما كان يطلق عليها ، وحضارة التاريخ القبطي المنسي والحضارة الاسلامية والتي يذكر ابن خلدون في كتبه ان مصر في القرن الثامن الهجري كانت هي منبر الاسلام وتاج الحضارة الاسلامية بعد ان جار المغول علي العراق والشام وهاجر الي مصر اغلب علماء وعظماء وفقهاء العالم الاسلامي من المشرق والمغرب والاندلس. اما الذي ينسي هذا الشعب الطيب الصبور ما حاق به من حكامه الظلمة المتجبرين هو الضغط الشديد الذي اصبح مصيرا مكتوبا علي غالبية الشعب المطحون فلا يجدون حتي المتنفس ليعوا ما هم فيه فيرضون بالسئ ويختاروه لانهم لم يعرفوا غير الاسوأ.

وعندما يزعجهم الحاضر الظالم يحنون الي ماض اجدادهم عانوا فيه اشد المعاناة ولكنهم لا يذكرون مبارك الرئيس السابق او الذي احب الشعب التشفي فيه اكثر فأطلقوا عليه لقب المخلوع اصبح علي مقربة من الاقامة في منتجع شرم الشيخ وما هي الا ايام وسيكون له ذلك. انتهت جلسة محاكمته الاولي بعد قبول الطعن علي الحكم الاول بتنحي القاضي لاستشعاره الحرج ، وانتقلت القضية الي دائرة محاكمة اخري، واعتقد ان المحاكمة بما جري في خلال فترة حكم المجلس العسكري ومن بعده حكم الرئيس المنتخب محمد مرسي المنتمي لجماعة الاخوان المسلمين لابد ان تذهب الي البراءة والا سيضطر محامي مبارك بسهولة ان يقوم برفع دعوة قضائية بنفس مبررات حبس موكله مبارك ضد قيادات المجلس العسكري السابق فردا فردا وكذلك ضد الرئيس الحالي محمد مرسي وبعض من مساعديه ووزير داخليته وقيادات فريقه الامني. والسبب بسيط ومنطقي جدا وهو ان التهمة التي يواجهها مبارك وعوقب بسببها بالحكم المؤبد هو انه لم يحمي الشعب في ايام الثورة الثمانية عشر الاولي ولم يصدر قرارا بوقف العنف! وهذا هو عين ماحدث لاكثر من مرة في عهد المجلس العسكري في احداث محمد محمود ومجلس الوزراء وواقعة ماسبيرو والاخيرة كانت السلطة ضالعة في المصيبة بشكل واضح ومفضوح ، وهو ايضا عين ماحدث في عهد الرئيس محمد مرسي في احداث الاتحادية والمقطم وغيرها وهي احداث مشهودة ولم يقوم فيها الجالس بالحكم بأي شئ لمنع العنف والقتل تماما مثلما فعل مبارك…..فلماذا يحاكم ؟ والحكم الظالم للناس والعادل للجناة ان مبارك يصدر حكما ببراءته ، اما الحكم الذي يرضي الله والناس ان يحاسب مبارك وقيادات الامن في عهده ويحاسب المجلس العسكري وقيادات الامن في عهده ويحاسب مرسي وقيادات الامن في عهده ويحاسب اعضاء مكتب الارشاد الذين يحكمون البلاد ولكن ما اراه في بلادي التي اختفت فيها شمس الحقيقة وضياء الحق فمبارك ينتظر البراءة والاخوان لا يعوزوهم الا تهيئة المجتمع لقبول ذلك طواعية.

مبارك لن ينتظر شهورا حتي يصدر حكم البراءة التي اراها حتمية ولا يستحقها ولكن ماذا تنتظر من فاسد يحاكمه فاسدون؟ سيضيع حق الشهداء والابرياء وسيخرج مبارك خلال ايام نظرا لانتهاء مدة الحبس الاحتياطي القانونية وهي 24 شهرا قضاهم فعلا محبوسا حبسا شكليا. وبالفعل رصدت بعض دوائر الاعلام تجهيزات تتم في منتجع شرم الشيخ وترجح هذه الدوائر ان ذلك ترتيبا لاقامة مبارك مجددا هناك. من لم يصدق هذا الحديث فأنا اقول له اللهم خيب ظني واجعل ما اقول خطأ ولكن من يري عكس ذلك يقدم ما يراه بشكل تحليلي واضح ليقنعنا برؤيته ، وانتظروا فانا منتظرون.

About the author



View the Original article

0 comments: