خيركم من يرجي خيره ويؤمن شره

on Monday, July 23, 2012

إن الأمن هو ثمرة الإيمان والعمل الصالح، فهو أيضا سمة المؤمن الصادق فى إيمانه، فإذا صدق إيمان الفرد وإذا صدق أيضا إيمان الجماعة عاشوا حياتهم آمنين، لا يخافون ولا يفزعون ولا يخيفون أحدا، ولا يروعون الناس، بل إن الناس يلجئون للمؤمنين الصادقين ويأمنونهم على دمائهم وأموالهم . ولقد وضح رسول الله صلوات الله وسلامه عليه سمة من سمات المؤمن وهى أن يأمنه الناس فقال صلوات الله  وسلامه عليه: “والمؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم” صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم.

ويقول النبي صلي الله عليه وسلم أن خير الناس هو الشخص الذي لا يخاف منه أحد، ويبين ذلك حديثه الشريف: ” خيركم من يرجي خيره ويؤمن شره” صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم. ولقد استنكر الإسلام من يستخدم السلاح في غير موضعه أو في غير وجه حق، فيروي عن الحسن أن رجلا أشهر سيفا علي رجل، فجعل يفرقعه، فبلغ ذلك أبا موسي الأشعري، فقال: مازالت الملائكة تلعنه حتي غمده أو أغمده. فقد حرم الإسلام قتال الإنسان لأخيه الإنسان أو ترويعه بأي حال من الأحوال، وقد توعد الله للمسلمين المتقاتلين فيما بينهم بالنار، لخروجهم عن دعوة الإسلام وقيامهم بما حرم الله عليهم.

وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: ” إذا التقي المسلمان  بسيفيهما فقتل أحدهما صاحبه، فالقاتل والمقتول في النار، قيل: يا رسول الله هذا في القاتل فما بال المقتول، قال: إنه كان حريصا علي قتل صاحبه” صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم. ويوضح لنا رسول الله أن المؤمن الحقيقي هو من لا يخافونه الناس ولا يرتعبون منه، وإنما هو من يأمنه الناس علي دمائهم وأموالهم، فيقول النبي صلي الله عليه وسلم: ” المؤمن من أمنه الناس علي دمائهم وأموالهم” صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم.

ونري في الكثير من الآيات القرآنية أن الله عز وجل قد هيأ الأمن والأمان للمؤمنين المخلصين في أعمالهم. فالأمن والرخاء نعمتان من أجمل النعم الإلهية التي يهبها الله سبحانه وتعالى لعباده المخلصين، فالله تعالى حين أمرنا بعبادته ذكرنا بهتين النعمتين قائلا في كتابه العزيز: ” فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ” (سورة قريش: 2،3) صدق الله العظيم. إذا كان الأمن والرخاء نعمتان كريمتان أختص بهما الله عز وجل عباده المؤمنين، فقد أختص المشركين في مقابل هاتين النعمتين بنقمتين ألا وهما الخوف والجوع، فيقول عز وجل : ” وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ” (سورة النحل:112) صدق الله العظيم.

وتوعد الله للعابدين لغيره بالذل والرعب فى نفوسهم، فقال تعالى: “سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ” (آل عمران:151) صدق الله العظيم. والمسلم الحقيقي هو من يحب الناس أجمعين، من لا يعتزم أذيه أحد سواء من المسلمين أو غير المسلمين، هو من يحبه كل الناس ولا يخافون منه. و إن الإسلام ينظر إلى الأمن على أنه من أقدس الأهداف الإنسانية التي يوفق الله بها عباده الصالحين كي ينالوا رضاه ويفوزوا بجنته. ف عندما يدخل المؤمنون الصالحون الجنة يوم القيامة فإنهم يبشرون مع دخولهم الجنة بالأمن، كما في قول الله عز وجل : ” ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آَمِنِينَ” صدق الله العظيم.

0 comments: