حرص المسلم علي الرزق الحلال

on Friday, July 27, 2012

لا شك أن أمر الرزق يشغل عامة الناس، وكذلك أمر الأجل، ولكن المؤمن المتوكل علي الله لا يشغل نفسه كثيرا بهذا، لأنه مطمئن تماما إلي أن الرزق مقسوم، والأجل معلوم، فلا يملك أحد أن ينقص أو يزيد رزقه، كما لا يملك أ؛د من الخلق أن يغير أو يقدم أجله. وهذا لا يعني أن يهمل العبد المتوكل علي الله أمر السعي لطلب الرزق، كما يتعامل المؤمن ذو السلوك المستقيم مع النسل على أنه رزق من عند الله، ولكنه يأخذ بالأسباب لتحسين مستوى النسل، ورفع مستوى الفرد وتعليمه وتثقيفه، بما يحقق نفعه في الدنيا والآخرة. وهذه مسئولية الرجل في بيته وأسرته، ومسئولية المرأة في بيتها مع أولادها، ومسئولية المعلم مع تلاميذه، ومسئولية الحاكم في المجتمع المسلم، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ” كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

والمؤمن المستقيم لا يعتمد علي الحرام في الرزق، فيسعي إلي كل كسب حلال، ويبتعد عن سبل الكسب الخبيث. ويعلم أن رزقه لن يخطئه أبدا، فلماذا يسعى إلي الحرام ويستكثر منه مادام أن رزقه محفوظ ؟. وهو كذلك لا ينشغل عن آخرته بسعيه لأجل دنياه، بل يحرص علي الخيرات، ويسابق إلي الطاعات، لأنه يتطلع إلي الحظ الأوفر، والنصيب الأعظم من الرزق المقسوم، ألا وهو الجنة. فالإنسان المؤمن يطمع في الفردوس الأعلى، ويسأل ربه التوفيق والعون دائما، عملا بقول النبي صلي الله عليه وسلم: “إذا سألتم الله فإسألوه الفردوس الأعلي، فإنه أوسط الجنة وأعلي الجنة، فوقه عرش الرحمن منه تفجر أنهار الجنة” صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم.

ولقد وثق المسلمون الأوائل بوعد الله عز وجل، فبذلوا الأموال والأرواح في سبيل الله، شوقا إلى الجنة، وخوفا من النار. فقد جاء أبو بكر الصديق بماله كله في غزوة العسرة، فقال له النبي صلي الله عليه وسلم: ” ما أبقيت لأهلك، فقال: أبقيت لهم الله ورسوله” صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم. وليس الرزق ما يطلبه الناس في أمر الدنيا فقط، بل إن الرزق أشمل وأعم من المال والمتاع، فنجد المؤمن المتوكل على الله يسعى لطلب زوجة صالحة تعينه علي أمري الدنيا والآخرة معا، فقد قال النبي صلي الله عليه وسلم” فاظفر بذات الدين تربت يداك” صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم.

والمؤمن يسعي إلي طلب الرزق آخذا بالأسباب المباحة، وقد تعلق قلبه بالله الرزاق، فاطمئن أن الرزق مضمون. وافضل ما يحرص عليه المؤمن بعد الإيمان واليقين أن يرزقه الله العافية في الدنيا والآخرة، ولهذا قال النبي صلي الله عليه وسلم: “أيها الناس سلوا الله العافية، فإن أحدا لم يعط بعد اليقين خيرا من العافية” صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم. والمؤمن يعلم يقينا ان الآجال مكتوبة والأرزاق مقسومة، وأن الله عز وجل هو الرزاق ذو القوة المتين، فيقول في كتابه العزيز: ” يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ” صدق الله العظيم.

ويجب أن يحرص العبد على طلب الذرية الصالحة التي تقر بها عينه،  وتسعي في عمارة الأرض، وعبادة الله سبحانه وتعالى، فيلحقه من عملها ودعائها بعد موته الخير الكثير، فقد قل النبي زكريا عليه السلام حين دعا ربه: ” رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء ” صدق الله العظيم. ومن فضل الله ورحمتهأن جعل عمل الذرية الصالحة ودعائها في ميزان الآباء، فقد قال الله جل وعلا: ” وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ” صدق الله العظيم.

0 comments: