وعلى الناحية الأخرى تزايد الضغط على الإخوان بعد فشل مجلس الشعب وسقوطه شعبياً بسبب الأزمات المتفاقمة خصوصاً في قطاع الطاقة والنقل ، وعدم القدرة على توجيه حكومة الجنزوري أو السيطرة على الأجهزة التنفيذية ، أو حتى تعديل الموازنة الجديدة . هذا بالإضافة إلى تراجع شعبية الإخوان في الشارع ، وتزايد عداء القوى الثورية لهم ، والخوف من انشقاق تنظيمي بسبب أبو الفتوح الذي استقطب بعض كوادر الجماعة . لكن الأهم هو إدراك الإخوان أن سيطرتهم السياسية في خطر إذا ما نفذ المجلس العسكري تهديده بحل البرلمان . لذلك قررت الجماعة الهروب إلى الأمام والحفاظ على فرصتها وحجم تواجدها في السلطة بطرح مرشح للرئاسة وتحولت المعركة السياسية إلى معركة وجود بمعنى الكلمة بالنسبة للجماعة . فإذا ترك الإخوان الفرصة في ذلك الوقت للمجلس العسكري وبقايا النظام القديم، فلن تقل حظوظ الجماعة في السلطة فقط، بل إنها ستتعرض لعمليات انتقامية من النظام القديم، قد تصل إلى حل الجماعة واتخاذ إجراءات جذرية من أجل تصفيتها بشكل كامل ونهائي. وهو المصير الذي بات واضحاً من سياق الأحداث في ذلك الحين بعد أن عبر المجلس العسكري ما ظن أنه عنق الزجاجة.
View the Original article
0 comments:
Post a Comment