حذر الإسلام من إطلاق الشائعات ومن إذاعة أنباء الأمن أو أنباء الخوف أو بعبارة أخرى أخبار الحرب أو السلام ، حذر الإسلام من إذاعة تلك الأنباء ومن نشرها بين الناس دون الرجوع إلى ولى الأمر، وذلك لأن أخبار الأمن أو السلام إذا أذيعت فقد تدعو إلى التراخى عن الاستعداد والتأهب والأخذ بأسباب القوة، ولأن إشاعة أخبار الخوف أو الحرب قد تفت فى عضد البعض من الناس ومن أجل هذا نعى الإسلام على من يفعلون ذلك، ويطلقون الشائعات قال الله سبحانه وتعالى: ” وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ” (النساء:83) صدق الله العظيم. وفى عدم ترويج الإشاعات حفظ للأمن الداخلى وصيانة للمجتمع من الداخل حتى لا يتسرب إليه الضعف أو الخوف و الرعب .
وإذا كان عدم ترويج الشائعات من أهم وسائل حفظ الأمن الداخلى، فإن هناك عاملا آخر له أثره وفاعليته فى هذا المجال وهو عامل إيجابى بأن يقوم كل إنسان بعمله، فلا يهمل أحد فى واجب يكلف به، ولا يفرط فى رسالة يقوم بها، بل عليه أن يؤدى واجبه، وأن يقوم به على أحسن وجه، بحيث يكون متقنا له، ففى قيام كل إنسان بعمله وآداء الأفراد والجماعات لمهامهم استقرار وتجاوب مع المجتمع، فلا يكون هناك مجال للاختلاف أو ألوان الإثارات المختلفة، ولقد حث الإسلام على العمل ودعا إلى إتقانه وقال صلوات الله وسلامه عليه ” إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه ” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال صلى الله عليه وسلم :” ما آكل أحد طعاما قط خيرا من أن يأكل من عمل يده وإن نبى الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده ” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد دعا الإسلام إلى استتاب الأمن الداخلى فى كل صورة من صوره، وفى كل مجال من مجالاته، فإذا نظرنا إلى نظرة الإسلام إلى أمن الإنسان الذاتى، نجده يأمر الإنسان أن يكون معتدلا سائرا فى طريق الأمان ، ويحذره أن يلقى بنفسه فى التهلكة، فقد قال الله تعالى: ” وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ” (البقرة:195) صدق الله العظيم. ويوضح رسول الله صلوات الله وسلامه عليه بأن أمن الإنسان على نفسه نعمة كبيرة، إذا تحققت معها عافية البدن وقوت اليوم، فقد اكتملت أسباب السعادة وكأنما حيزت الدنيا للإنسان فيقول: ” من أصبح منكم آمنا فى سربه، معافى فى جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا ” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وإذا نظرنا إلى دعوة الإسلام فيما يتصل بجانب الأمن الداخلى بالنسبة للأهل والأسرة، نجد وصاياه فى هذا لا حدود لها وحسبنا قول الله سبحانه وتعالى ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ” ( التحريم:6) صدق الله العظيم. وإذا نظرنا إلى الوصايا بأمن الجيران نجدها تبلغ الغاية فى التأكيد لدرجة قصوى، حتى أن رسول الله صلوات الله وسلامه عليه يقول: ” ما زال جبريل يوصينى بالجار حتى ظننت أنه سيورثه ” وقال صلى الله عليه وسلم ” والله لا يؤمن ثلاثا قيل من يا رسول الله ؟ قال : الذى لا يأمن جاره بوائقه ” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
View the Original article
0 comments:
Post a Comment