الصلاة عمود الدين لا يقوم إلا به، روى الترمذى من حديث معاذ بن جبل رضى الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد فى سبيل الله ” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم . وهى ثانى الفروض بعد الشهادتين ولها مكانة عظيمة فى الإسلام وهى أول ما يحاسب به العبد روى الترمذى من حديث عن أبى هريرة رضى الله عنه وحسنه ” أول ما يحاسب عليه المرء يوم القيامة الصلاة فإن صلحت فقد أفلح وأنجح وإن فسدت فقد خاب وخسر .
وهى آخر وصية وصّى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته عند مفارقته الدنيا روى ابن ماجه من حديث أنس بن مالك رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال ” الصلاة وما ملكت أيمانكم ” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت قرة عين النبى صلى الله عليه وسلم فى حياته وهى آخر ما يفقد من الدين فإن ضاعت ضاع الدين كله روى الإمام أحمد فى مسنده والطبرانى ورجالهما رجال الصحيح وأورده الهيثمى فى مجمع الزوائد من حديث أبى أمامة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة فكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتى تليها فأولهن نقضا الحكم وآخرهن الصلاة ” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وهى الفريضة التى تولىّ الله عز وجل فرضيتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم بمخاطبته له ليلة المعراج وهى أكثر الفرائض ذكرا فى القرآن الكريم وهى مناجاة لله عز وجل وخشوع له وتذلل وخضوع ، المصلى فيا قائم بين يدى الله راكع ساجدا له ولسانه لهج بالتكبير والثناء والتمجيد والقراءة والتسبيح .
المصلى عقله وفكره فى تدبر لمعانى الصلاة وإحكام لآدائها وإيفاء لحقها فهو غائب عن كل ما حوله ومن حوله وحفاظا على هذه الحالة السنية واستجلابا لها منع الشرع الحكيم من السلام على المصلى حتى لا يشغله عما هو فيه وحتى لا يقطع تلذذه بالمناجاة والذكر والدعاء وحتى لا يحرم لذة الخشوع والتذلل .
وفى بداية التشريع كان الإسلام ورده جائزا ثم نسخ ، روى البخارى ومسلم من حديث عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال كنا نسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو فى الصلاة فيرد علينا فلما رجعنا من عند النجاشى سلمنا عليه فلم يرد علينا فقلنا يا رسول الله كنا نسلم عليك فى الصلاة فترد علينا فقال ” إن فى الصلاة شغلا ” .
فبين عبد الله بن مسعود رضى الله عنه أنهم كانوا قبل الهجرة إلى الحبشة إذا دخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو فى الصلاة سلموا عليه فكان صلى الله عليه وسلم يرد عليهم السلام فلما رجعوا من هجرتهم إلى الحبشة من عند النجاشى دخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو فى الصلاة فسلمنا عليه فلم يرد علينا السلام فلما انتهى من الصلاة قلنا يا رسول الله كنا قبل هجرتنا إلى الحبشة نسلم عليك وأنت فى الصلاة فترد علينا فلما سلمنا عليك اليوم لم ترد علينا ، فماذا حدث ؟ قال : إن الصلاة ينبغى أن يكون الانشغال بها مانعا من الاشتغال بغيرها وإن الله قد أحدث من أمره أن لا نتكلم فى الصلاة .
View the Original article
0 comments:
Post a Comment