يوجد العديد من الأسباب التي تؤدي إلي ابتعاد العبد عن ربه وتؤدي أيضا إلي تركه الطريق الصحيح، وهذا ما نتناوله في هذا المقال، وسنذكر أيضا بعض الحلول التي قد تساعد علي الإبتعاد عن هذه الأسباب ، وتساعدنا علي التقرب من الله عز وجل والسعي إلي مرضاته دائما وأبدا. ونذكر بعض الأسباب التي تؤدي إلي البعد عن الله ومنها:
الإسراف في المباحات:
إن الله عز وجل قد أحل لنا الطيبات من المأكل والمشرب، إلا أن الإسراف في تناولها يكون بمثابة عقبة في طريق الله، ويصيب صاحبه بالفتور والكسل عن العبادة، ولذلك نهانا الله عز وجل عن الإسراف فيهما، فقال جل وعلا في الكتاب العزيز: ” وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين ” ( الأعراف: ٣١) صدق الله العظيم. وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ” ما ملأ بن آدم وعاء شر من بطنه”، صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان رأي السابقين أن كثرة الأكل تؤدي إلى قلة ذكر الله، وأن قلةالأكل تؤدي إلي قلة النوم مما ينتج عنه ذكر الله كثيرا. وقد قال أبو سليمان الدراني وهو من السلف أن من شبع دخل عليه ست آفات؛ فقد حلاوة المناجاة، وتعذر حفظ الحكمة، وحرمان الشفقة على الخلق، وثقل العبادة، وزيادة الشهوة، وأن سائر المؤمنين يدورون حول المساج دفع، والشباع يدورون حول المزابل. فعلى المرء أن يقتصد في المأكل والمشرب حتى لا يكون ذلك مؤدي إلى التكاسل عن العبادة.
عدم الإستعداد لمواجهة معوقات الطريق:
فنجد أن البعض بمجرد دخولهم في طريق الهداية لا يعلمون أن هناك معوقات لابد لهممن مواجهتها، وهذه المعوقات قد تتمثل في زودة أو ولد أو إقبال شهوة وإلي غير ذلك، فقد قال الله تعالى: ” ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب” ( آل عمران: ١٧٩) صدق الله العظيم. أي يجب علينا مجاهدة النفس بشدة حتي لا نقع في المعاصي ونتبع الهوى.
الصحبة السيئة:
فإن أهل السوء وأصحاب الهمم الفاترة دائما يؤثرون على من حولهم بالسلب ولا يأتي من ورائهم كل شر، وهذا هو السر في تأكيد النبي صلى الله عليه وسلم على خطورة الصحبة وأهمية اختيارها حين قال: ” المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. فيجب علينا أن نتخير صحبتنا جيدا حتي نرتقي بهم إلي أعلي مراتب الإيمان، ونحرص دائما علي أن يأخذوا بأيدينا إلي الامام وعمل ما يرضي الله عز وجل.
اعتزال كل الناس:
قد يتوهم البعض خاصة من كان له أصدقاء سوء أن اعتزال الناس عموما هو الذي يضمن لهم السير في الطريق الصحيح واتباع طريق الهدلية، ولا يعلم أن مفارقة الجماعة لا تأتي بالخير، وأن الإنسان سرعان ما ينقلب حاله إذا سلك الطريق منفردا. لذلك حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم من خطورة الإنعزال ومفارقة الجماعة، فقال صلى الله عليه وسلم: ” عليكم بالجماعة، وإياكم والفرقة، فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الإثنين أبعد، من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. فنسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يرزقنا وإياكم الثبات على الحق، ربنا لاتزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب.
View the Original article
0 comments:
Post a Comment