للطريق آداب حث الإسلام المسلم أن يلتزم بها، وأن يحرص على أدائها ويتصف بها. فالمسلمون يمشون على الأرض مشية سهلة هينة ليس فيها تكلف ، ولا تصنع، ولا كبرياء، ولا تخلع، لأن المشى تعبير عن الشخصية ،وعما تحمل في داخلها من مشاعر. والمسلم الحقيقي يتسم بنفس سوية مطمئنة وجادة تجعله معتدل في مشيته، فيمشى مشية فيها وقار وسكينة وفيها جد وقوة ولهذا وصفهم الله -تعالى- بقوله :- ” وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا” صدق الله العظيم. وليس المقصود أن على المؤمنين أن يمشوا أذلاء ومنكسرين، بل المطلوب من المسلم أن يمشى فى وقار وقوة بلا تكلف .
ومن آداب الطريق أن تسلم على من تعرفه ومن لم تعرفه بتحية الإسلام فتقول :السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،فقد روى عن عبدالله بن عمرو بن العاص –رضى الله عنه- أن رجلا سأل النبى عليه الصلاة والسلام قال: أى الإسلام خير؟ قال الرسول: ” تطعم الطعام وتقرىء السلام على من عرفت ومن لم تعرف ” صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم. والتسليم يكون من الراكب على الماشى ومن الماشى على القاعد ومن القليل على الكثير ومن الصغير على الكبير لما رواه ابو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:- “يسلم الراكب على الماشى والماشى على القاعد والقليل على الكثير “. ومن الواجب على من ألقى عليه السلام أن يرد السلام بأحسن منه استجابة لقول الله –تعالى-:- ” وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا” صدق الله العظيم.
ومن آداب الطريق أن يحفظ المؤمن حق الطريق فيغض للبصر، ويكف الأذى ،ويرد للسلام، فإن رسول الله صلى الله علية وسلم يقول :- “إياكم والجلوس فى الطرقات ،فقالوا يا رسول الله : مالنا من مجالسنا بد نتحدث فيها، فقال عليه الصلاة والسلام: فإذا أبيتم إلا المجلس فأعطوا الطريق حقه، قالوا: وما حق الطريق يا رسول الله، قال :غض البصر، وكف الأذى ، ورد السلام ، والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر “. ويدخل فى هذا طبعا عدم التسكع فى الطرق بلا هدف وعدم الوقوف على نواصى الطرق لمعاكسة الفتيات وإيذائهن بالكلمات القبيحة وأيضا عدم رفع الصوت، فقال سبحانه وتعالى: ” وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ”. ومن آداب الطريق أن يتجنب الإنسان أخطار الطريق ،وذلك بأخذ الحذر من السيارات والمشى على الرصيف لعموم قوله تعالى: ” وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ “.
ومن التزام المسلم بآداب الطريق ألا يلقى على الأرض ما يؤذى الناس , مثل القاذورات والأشياء التى تسبب الانزلاق على الأرض أو غير ذلك مما يؤذى الناس أو يشوه منظر الشارع، كما يجب عليه ألا يتلف شيئا من المرافق العامة وإنما يحافظ عليها أو يعمل على حمايتها . ونجد من العادات السيئة أن يلعب بعض الأولاد الكرة فى الشارع فقد تصيب الكرة طفلا صغيرا أو امرأة أو شيخا كبيرا أو زجاج بيت، هذا فضلا على أن هؤلاء الأولاد يعرضون أنفسهم للأخطار فقد تصدم أحدهم سيارة عابرة فى الطريق أوغير ذلك. فينبغى على المسلم أن يرفع عن الطريق كل ما يؤذى المارة من رفع الحجر أو إماطة ضرر لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ” الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق “. ومن آداب الطريق التى يدعو إليها الإسلام أن تساعد كل من يحتاج إلى مساعدة فى طريقك مثل الأعمى ، والمريض ، والضعيف ، والإنسان الكبير ، والطفل الصغير.
View the Original article
0 comments:
Post a Comment