لا يوجد في أنظمة البشر ولا قوانين الأحياء علي ظهر الأرض ما كفل الحقوق، وصان أموال الناس ودمائهم وأعراضهم، كما صانها الإسلام وحافظ عليها. فالإسلام دين الطهر والعفاف، صان الأعراض كما صان الأنفس والاموال، ودعا إلي حمايتها والدفاع عنها. وقد أكد الإسلام علي حرمات المسلمين وضرورة حفظها، فقد قال النبي صلي الله عليه وسلم: ” كل المسلم علي المسلم حرام دمه وماله وعرضه” صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم. وقد كفل الإسلام لحماية الأعراض وصيانتها حقوقا شرعية وفق ما أحله الله من علاقات نقية طاهرة، تتميز بالثبوت والإستقرار، وتحكم تلك العلاقات حقوق وواجبات للإنسان وعليه، ويجب أن يحافظ عليها حتي يقوم الكل بدوره. وتلك العلاقات التي أحلها الله تقوم علي المودة والرحمة، وتكبر من خلالها المشاعر الإنسانية التي تحافظ علي العلاقات بين البشر.
وقد حرم الإسلام علي المجتمع الإسلامي كل الرذائل، واصطفي عباده المؤمنين، ووصفهم بصفات تتفق مع عقيدتهم الإسلامية الصحيحة، وإيمانهم الصادق.فقد وصف الله عباده الصالحين بأنهم موحدون ولا يدعون مع الله إلها آخر، وهم من يحافظون علي حرمة الأنفس والأعراض، وهم من يحرمون الزنا علي أنفسهم، فقد قال الله تعالى: ” وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً (67) وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً (69) إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً (70)” (سورة الفرقان) صدق الله العظيم. وحرم الإسلام الزنا لانه من الكبائر والفواحش، وقال تعالى: ” وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً” (سورة الإسراء:32) صدق الله العظيم.
وتعد جريمة الإعتداء علي الأعراض من أبشع الجرائم وأخطرها، فقد انتشرت هذه الجريمة في المجتمعات التي تناست الله وبعدت عنه، وأباحت ما حرم الله، فولدت أخطر الأمراض بين مرتكبيها. وأدت هذه الجريمة إلي انتشار غيرها من الجرائم، وكل هذا بسبب فقدان المبادئ الإسلامية التي وضعها لنا الإسلام. وينشأ عن هذه الجريمة تشرد وضياع لمن جاء من الأبناء، وتؤدي إلي فقدان الحياة الطيبة المحترمة. ولما كان للزنا والإعتداء علي الأعراض من مخاطر ونتائج سيئة، تؤدي إلي هدم البيوت و انتشار الرذيلة. فقد شرع الإسلام عقوبة قاسية لتكون أكبر رادع ومانع من الوقوع في هذه الجرائم. فالزاني يتم قتله رجما بالحجارة، وتكون العقوبة علنية، حتي يكون الزاني عبرة لمن يعتبر، وحتي يكون وسيلة رادعة لمن توسوس له نفسه للقيام بمثل هذه الجرائم.
وقد نهي الله عن التعاطف أو الرأفة بالزاني أو الزانية، فقال تعالى: ” الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ” (سورة النور:2) صدق الله العظيم. وتعد أيضا السخرية، واللمز، والتنابز بالألقاب، وسوء الظن، والتجسس، والغيبة، والنميمة من الذنوب التي ثمثل اعتداء علي الأعراض. فقد نهانا الله عن هذه الأمور كلها، وحذرنا منها لما لها من عواقب وخيمة، فقد قال الله تاعلى في كتابه العزيز: ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ” (سورة الحجرات:12) صدق الله العظيم. فلا يجوز لمسلم أن يسخر من أخيه المسلم لعيب في خلقه أو لمرضه ليس له يد فيه.
View the Original article
0 comments:
Post a Comment