إن في سيرة النبي محمد صلى الله عيله وسلم ما يهتدي به المسلم في حياته، فيربح الجزاء الحسن في دنياه وفي آخرته. لذلك فقد أرشدنا الله سبحانه وتعالى إلي اتخاذ الرسول محمد صلى الله عيله وسلم أسوة حسنة، فقال تعالى: ” لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً ” (سورة الأحزاب:21) صدق الله العظيم. وقد أمرنا الله عز وجل أن نأخذ ما آتانا به الرسول محمد صلى الله عيله وسلم، وأن ننتهي عما نهانا عنه، وقد أمرنا الخالق بالإلتزام بذلك، فقد قال سبحانه : “وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ” صدق الله العظيم (سورة الحشر:7).
فيجب على المسلمين اتباع أشرف الخلق محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، فهو لا ينطق عن الهوى، ولا ينحرف عن الصراط المستقيم، وقد أقسم الله تعالى في كتابه العزيز على ذلك، قائلا: ” وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ” (سورة النجم) صدق الله العظيم. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم في جميع أحواله، حركة وسكونا، إشارة ونطقا، كان يمثل القرآن الكريم قلبا وقالبا. فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم تطبيقا للقرآن الكريم ظاهرا وباطنا. فقد قالت السيدة عائشة رضي الله عنها حين سئلت عن خلقه: “كان خلقه القرآن”.
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر الناس تواضعا على وجه الأرض، وقد كان المثل الأعلى في التواضع، لأنه أعلى الناس قدرا عند الله وعند الناس، ولكنه لا يتعالى عليهم. فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” طوبى لمن تواضع من غير منقصة وذل نفسه من غير مسكنة. فقد كان صلى الله عليه وسلم يتواضع غي غير مهانة له، كان يحب كل الناس ويعاملهم معاملة واحدة. فقد كان هذا التواضع لا يزيد النبي صلى الله عليه وسلم إلا إجلالا واحتراما في عيون الناس، وكان يزيده محبة في قلوبهم، وقد شمل تواضع النبي صلى الله عليه وسلم معاملاته وأعماله ومظهره العام.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم متواضعا منذ شبابه، وقبل أن يبعث رسولا، ومن مظاهر تواضعه ، أنه شارك في نقل حجارة الكعبة مع قبائل قريش، عندما تصدعت جدرانها بسبب السيل الذي انحدر من الجبال. ومن تواضع النبي صلى الله عليه وسلم أيضا، أنه كان يرقع الثوب، ويأكل مع خادمة، ويطحن له إذا تعب. وكان صلى الله عليه وسلم يشتري الأكل من السوق، ولا يمنعه الحياء من أن يعلقها في يده أو في طرف ثوبه. كان يصافح الغني والفقير، ويسلم أيضا مبتدئا على كل من قابله من كبير أو صغير, حرا أو عبدا. وكان صلى الله عليه وسلم يزور ضعفاء المسلمين، ويزور مرضاهم، ويحضر جنائزهم، وكان لا يستكبر ان يمشي مع المساكين والعبيد.
وكان النبي عليه الصلاة والسلام يجلس على الأرض، ويأكل على الأرض، ويجيب دعوة المملوك على خبز الشعير. وكان صلى الله عليه وسلم يحث على التواضع، فقال صلى الله عليه وسلم: ” إن الله أوحي إلي أن تواضعوا، حتى لايفخر أحدكم على أحد، ولا يبغى أحد على أحد ” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولم يمد النبي صلي الله عليه وسلم رجليه بين أصحابه أبدا، ولم يذهب لزياره أحد إلا إذا أعلمه بالزيارة. فسبحان الخالق العظيم الذي أدب نبيه صلى الله عليه وسلم بالقرآن، وصدق الله في قوله: ” وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ” صدق الله العظيم.
View the Original article
0 comments:
Post a Comment