ماذا بعد يوم الاستفتاء؟

on Monday, December 24, 2012

 

قال تعالى فى قوم سبأ: ((وظلموا أنفسهم فجعلناهم أحاديث و مزقناهم كل ممزق ان فى ذلك لأيات لكل صبار شكور)) هذا المعنى هو ايضا فى الاية الكريمة ((وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون)).

القضية الان بعد انتهاء المرحلة الثانية من الاستفتاء على مشروع الدستور لم تعد بين التصويت بنعم أم بلا القضية الان أصعب من ذلك فكيف يمكن للدكتور محمد مرسى أن يدير الوطن فى ظل هذا الانقسام الواضح بين الشعب المصرى الذى هو احد أسباب هذا الانقسام.

من شهور طويلة و أنا افكر فى أى طريق سيختار الشعب المصرى بعد قيام الثورة هل سيختار الطريقة الأوربية أم الطريقة الأمريكية فالتاريخ هو من صنع أوروبا و الفلسفة هى من صنعت الولايات المتحدة الأمريكية.

مخلص لما حدث فى أوروبا من كم مهول من الصراعات و الحروب و الخلافات التى جعلت من كل طرف و كل دولة و كل مالك و كل كنيسة تريد تحقيق مصالحها هى فقط دون باقى الاطراف استمر هذا الوضع فى أوروبا سنوات طويلة الى أن ادركت كل الاطراف أنهم بصدد انتحار جماعى نتيجة الى هذا الصراع الذى تسبب فى قتل و تشريد الملايين من الابرياء كل هذا بسسب فرض السيطرة و تحقيق المصالح الخاصة وكان الحل للتخلص من هذة الصراعات هو الغاء الحدود مما يضمن المشاركة فى الارض دون اى تميز بيت أحد.

أما ما حدث فى الولايات المتحدة الأمريكية فكانت الصراعات أقل نسبيا من أوروبا ذلك يرجع الى أن من حكموها جمعوا بين الفلسفة و القوة اجتمع الخمسة و الخمسون المنتخبين فى فيلادليفا عام 1787 حتى يقوموا بكتابة الدستور الذى مازال قائم حتى الان مع بعض التعديلات التى مرت به ويتميز هذا الدستور بالعديد من الأفكار الجيدة مثل فكرة الفدرالية و فكرة الاجراءات الانتخابية و غيرها من هذا القبيل.

هناك مقولة لمارجريت تاتشر فى غاية الأهمية لنا فى ظل هذة الأحوال تقول مارجريت أن علينا أن نختار اما طريق أوروبا بكل ما فيه من صراعات و تنافس من أجل تحقيق المصالح الشخصية و يسنمر هذا الوضع الى أن نتعلم كيف يمكن أن نتعاون مع بعضنا البعض و أن يكون هناك احترام متبادل بين الأطراف أو أن نختار الطريقة الامركية التى بها اجتماع و نقاش للوصول بحل مرضى لكافة الاطراف اما أن نختار هذا الطريق أو ذاك علينا أن نختار حتى لا نهدر الوقت فى حالة من التخبط التى نحن فيها الان.

الغرض من كتابة هذا المقال هو أن للمفكرين و السياسين و الحكماء فى مصر لهم دور كبير للخروج من هذة الأزمة فعليهم أن يكونوا الوعى بان الصراع و الخلافات الذى يحدث الان بين مختلف الأطراف السياسية يجعلنا نتجه الى مزيد من العنف اللفظى الذى بدوره يؤدى الى عنف مادى يفضى الى الدم  و هو الطريق الذى مرت به أوروبا وعاشت فيه لسنوات طويلة من الحروب و الدمار.

المطلوب الان هو مزيد من الحوار و الاستعانة بأهل العلم فى مصر و أن يكون التفكير متوازن و واقعى و تتجنب الصراعات و التصعيد علينا جميعا أن نتحد و أن نعلم كيف أصبحت الدول المتقدمة فيما هى فيه الان ايضا علينا أن نتعلم من التجارب السابقة.

على مؤسسة الرئاسة أن تعلم أنها لن تتمكن من حكم مصر جيدا عن طريق تنظيم جماعى ولكن يكون نظام الحكم قادر على حل المشكلات و النهوض بالوطن عن طريق أن نكون بصدد نظام حاكم وفقا للقواعد المؤسسية المستقرة عليها فى مختلف دول العالم المتحضرة و الا فالخطر قادم لا محالة.

About the author



View the Original article

0 comments: