التوكل علي الله أساس النجاح

on Thursday, July 5, 2012

إن التوكل علي الله عز وجل وتفويض الأمر له والثقة فيه، يعتبر من أهم أسباب النجاح والتوصل إلي الأهداف، ولكن بعد أن يفعل الإنسان ما عليه. فقد قال تعالى في كتابه الجليل: ” وَلِلّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ” صدق الله العظيم. فالآية القرآنية الكريمة تشير إلي أهمية الاقتناع بأن كل شيء بيد الله سبحانه وتعالي، وهو القادر علي كل شيئ. فلإسلام يدعو أتباعه إلي التوكل علي الله، وأن يسعوا ويعملوا، لأن العمل لا ينافي التوكل. فمن ثمرات التوكل أن يصبح العبد في رعاية ربه وعنايته، فيرزقه الله ويكون كافيه وتقوي روحه. فقد سمي النبي عليه الصلاة والسلام بالمتوكل، لأنه كان يثق بالله عز وجل، و كان يصبر علي ما لم يطيقه بشر، و كان يعتمد علي الله في كل أموره، فهو قدوتنا و يجب أن نتبعه.

و يرشدنا التوجية النبوى الحكيم إلى التوكل الحقيقى على الله تعالى بحيث يأخذ الانسان بالأسباب ويباشر عملة فى الحياة واثقا بأن الله سبحانة وتعالى هو الذى يأتى بالخير ويدفع الشر. فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: ” لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصاً وتعود بطاناً” صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم. فقد شبة الحديث إنعام الله تعالى على المتوكلين بالرزق :بالطير تغدو خماصا وتعود بطانا لأن الطير لم تمكث فى أوكارها حتى يأتيها رزقها وإنما تغدو من أول النهار مبكرة فى سعيها وتعود ممتلئة البطون، أى أنها تسعى سحابة يومها وتبكر وفى هذا توجية للمتوكلين أن يسعوا وأن يبكروا فالبركة فى البكور .

والتوكل على الله بهذا المعنى يحقق لصاحبة الخير والرزق ويكون الله للمتوكل عونا وسندا فى كل أموره ويكفية ما يهمه لقولة تعالى : “ومن يتوكل على الله فهو حسبة”. كما يحقق”التوكل” للمؤمن قوة روحية وعزة نفسية فلا يضعف ولا يذل نفسة لبشر لأنة معتمد على خالق القوى والقدر وفى الحديث “من سره أن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله”. ويحقق التوكل على الله فى داخل الانسان الأمن النفسى والرضا فلا يتألم ولا يتضرر أن فاتة خير أو نزل بة ضر. بل يأخذ بالأسباب ويعتمد على خالقه راضيا بقضائه، واثقا أن ما أرادة الله هو الخير فلا يؤرقة أمل ضاع ولا رزق فات فيعيش فى قناعة ورضا. وليس من التوكل إهمال العمل وترك مباشرة الأسباب فليس هذا توكلا بل هذا تواكل.

وقد أمر الإسلام بالعمل والأخذ بالأسباب مع التوكل على الله. فعندما سأل الأعرابى رسول الله –صلى الله علية وسلم- عن ناقته قائلا اعقلها وأتوكل أو أطلقها وأتوكل ؟ قال له الرسول اعقلها وتوكل. وعندما لقى عمر بن الخطاب –رضى الله عنه –أناسا لا يعملون وسألهم من أنتم قالوا نحن المتوكلون ,قال بل أنتم المتواكلون إنما المتوكل الذى يلقى الحبة فى الأرض ويتوكل على الله، ثم قال إن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة. ومن دعاء رسول الله-صلى الله علية وسلم-”اللهم إنى أسالك صدق التوكل عليك”. وأذا نظرنا فى هذا الدعاء لرأينا أن التوكل منزلة عالية فى الإسلام فهو تصديق عملى وتطبيق للإيمان بالله الرازق الذى بيده كل شىء والذى قال فى كتابه العزيز :”وما من دابة ف الأرض إلا على الله رزقها “. فهو الخالق وهو المتكفل بأرزاق كل مخلوقاته.

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

View the Original article

0 comments: