جعل الله الأمة الإسلامية أمة صادقة أساسها الصفاء والنقاء في العقيدة والأفعال والأقوال، فلا يجوز لهم الكذب، فعن رسول الله صلى الله عليه سلم قال: ” إنَّ الصدقَ يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق حتى يُكتب عند الله صديقاً، وإن الكذب يهدي إلى الفُجور، وإن الفجور يهدي إلى النَّار، وإنَّ الرَّجل ليكذبُ حتى يُكتب عند الله كذابا.” صدق رسول الله صلي الله عليه و سلم. فالصدق هو الطريق لسعادة الأمة، ورخائها، وحسن إدراكها، ونقاء سريرتها. والإسلام قائم علي الصدق وحسن النية والثقة، فالصدق والتصديق هما مفتاح السعادة في الدنيا، والشقاء بدايته الكذب والتكذيب. وقد حرم الله تعالي الكذب وأنذرنا بسوء عاقبته، لما له من أضرار وأخطار، فقال تعالي: ” لعنة الله على الكاذبين” (آل عمران:61). فالكذب يؤدي إلي الشك، والاضطراب، وانعدام طمأنينة النفس، و يضعف ثقة الناس بعضهم ببعض. فمما لا شك فيه أن الكذب صفة ذميمة تدل على ضعف الإيمان، بل هو من آية أهل النفاق، ولا يحب المرء المسلم ان يكون منافق أو كذاب. و قال الله تعالي أيضا في الكذب: ” إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ ” (النحل:105).
ورغم كل هذا، إلا أن الكذب له أحوال يكون مباح فيها، و لكنها تكون للضروريات فقط، فلا يجوز أن يحل المرء الكذب لنفسه. فعن أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ عُقْبَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا قَالَتْ: مَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرَخِّصُ فِي شَيْءٍ مِنْ الْكَذِبِ إِلَّا فِي ثَلَاثٍ، كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: “لَا أَعُدُّهُ كَاذِبًا الرَّجُلُ يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ يَقُولُ الْقَوْلَ وَلَا يُرِيدُ بِهِ إِلَّا الْإِصْلَاحَ وَالرَّجُلُ يَقُولُ فِي الْحَرْبِ وَالرَّجُلُ يُحَدِّثُ امْرَأَتَهُ وَالْمَرْأَةُ تُحَدِّثُ زَوْجَهَا .” فالكذب يكون مباح و محمود في حاله الإصلاح بين الناس، ويكون بقصد إعادة الثقه بين الطرفين والتخلص مما أدي إليه الخصام في نفوس المتخاصمين. وفي حالة حفظ الأمانة يكون الكذب مباحا، فإذا وضعت أمانة عند شخص ما وطلبت منه عدم البوح بها لأحد، وجاء شخص و سأله عنها، فأنكر وجودها، فذلك لا يعد كذبا. و يجوز الكذب لجبر خاطر كل من الزوج و الزوجة، وذلك للحفاظ علي ما بينهما من مودة وحب، فقد يسهب الزوج في وصف جمال زوجته وهي ليست علي هذا القدر من الجمال، فيؤدي ذلك لزيادة الحب بينهما. أما في حالة الحرب كان يوجد ما يسمي بالمندوب، وهو من كان يخبر الأعداء بعدد المسلمين و كثرتهم لإرهابهم.
نحن أمة الإسلام، أمة سميت باسم أمة الصادق الأمين، فلا يحل لنا ما حرم الله ورسوله علينا. فالكذب هو الآفة التي تؤدي إلي دمار وهلاك المجتمعات، فأصبح منتشرا بشكل واضح جدا في المجتمعات، في الأسواق، في المعاملات، حتي أصبح لدي البعض شيئ لا غني عنه. فقد أنعم الله على عباده المسلمين بنعمة الصدق الذي هو غذاء الإسلام وحياته، فلم يريد الإنسان ابتلاء نفسه ودينه بتلك الآفه؟. وقد وصل الأمر ببعض الناس إلي الكذب على الله وعلى رسوله، وهو ما يعد من أعظم أنواع الكذب في الإسلام. فقد أصبح البعض يحل ما حرم الله، و يحرم ما أحل الله عز وجل. فأصبح الكذب لدي البعض شيئا أساسيا، قد يستخدمه البعض للتجمل، و قد يستسهله البعض لتجنب وقوع المشاكل، وكأن شرع الله أصبح كالثقل علي عاتقهم. الأمة المسلمة الحقيقيه يجب أن تتحرى الصدق في القول والفعل لتفلح في الدنيا والأخرة.
View the Original article
0 comments:
Post a Comment