إنها امرأة آمنت بالله, وآثرت الاسلام حين أشرقت شمسه على العالم ,وتعلّمت في مدرسة النبوّة كيف تعيش المراة حياتها , وتصبر على ما يصيبها من حوادث الزّمان , كي تنال مقعد الصّابرين في الجنّة ,وتفوز بمنزلة المؤمنين في الاخرة , فمن هي أمُّ سليمٍ ؟
نسبها واسلامها: هي الصحابية الجليلة أم سليم بنت ملحان الخزرجية الانصارية رضي الله عنها,تزوجها مالك بن النضر في الجاهلية,فولدت له أنس بن مالك رضي الله عنه. اسلمت ام سليم رضي الله عنها بين بيعتي العقبة الاولى والثانية , وكانت من المبايعات لرسول الله صلى الله عليه وسلم عند قدومه للمدينة المنورة, وعرضت الاسلام على زوجها فرفض , ومات مشرفا ,وامتنعت ام سليم عن الزواج حتى يكبر ولدها انس رضي الله عنه لتتفرغ لتربيته وتأديبه , فأنشئته على الاسلام منذ صغره ولما كبر انس رضي الله عنه تقدم لخظبتها ابو طلحة الانصاري ,فشرطت عليه ان يكون مهرها دخوله في الاسلام , فقبل ذلك واسلم فكان أكرم مهر سمع به العرب .
أم سليم بنت ملحان رضي الله عنها
فضلها: كانت أم سليم رضي الله عنها خالة النبي صلى الله عليه وسلم من جهة الرضاع , وكان من عادته صلى الله عليه وسلم ان يزورها, واحيانا يقيل عندها , وقد بشرها النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال )):دخلت الجنة ,فسمعت خشفتا ,فقلت :من هذا ؟ قالوا: هذا الغميصاء بنت ملحان ام انس بن مالك)). أخرجه الامام مسلم في صحيحه (2456)
الخشفة : صوت حركة المشي قدمت ام سليم ابنها رضي الله عنها انس بن مالك رضي الله عنه لخدمة النبي صلى الله عليه وسلم وليتعلم منه العلم , وكان عمره عشر سنوات , فاشتهر بخادم رسول الله صلى الله عليه وسلم ,وطلبت من الرسول صلى الله عليه وسلم ان يدعو له , فدعا قائلا : (اللهم أكثر من ماله , وولده , وبارك له فيما أعطيته ) . اخرجه الامام البخاري في صحيحه (6334) والامام مسلم في صحيحه (2480).
علمها : كانت من عقلاء النساء , واشتهرت بحبها الشديد للعلم والفقه, فكانت تطلب العلم , وتسال النبي صلى الله وسلم عن دقائق الامور والمسائل , لتفقه نفسها وتنفع غيرها . كما حفظت ام سليم رضي الله عنها كثيرا من احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم , وروتها عنه , وخصوصا فيما يتعلق بأحكام النساء .
جهادها: شاركت أم سليم رضي الله عنها في بعض غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم ,ففي غزوة أحد كانت تساعد المقاتلين , وتسقي الماء , وتداوي الجرحى , وقد ذكر أنس بن مالك رضي الله عنه أنه رأى عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وامه أم سليم رضي الله عنها في غزوة أحد تنقلان الماء لسقي المقاتلين. وفي غزوة حنين اتخذت خنجرا حزمته على وسطها ,للدفاع عن نفسها , وثبتت مع القلائل الذين ثبتوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أدبر الناس في بداية المعركة.
وفاته : عاشت أم سليم حياتها تناصر الاسلام , وتشارك المسلمين في أعمالهم , وظلت تكافح إلى أن توفيت سنة (30) من الهجرة النبوية , زمن الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه , ودفنت بالمدينة المنورة ,رحمها الله تعالى , ورضي عنها
View the Original article
0 comments:
Post a Comment