لا يوجد في أنظمة البشر ولا قوانين الأحياء علي ظهر الأرض ما كفل الحقوق، وصان أموال الناس ودمائهم وأعراضهم، كما صانها الإسلام وحافظ عليها. وكم تعددت نظم اقتصادية، وتنوعت مبادئ وأشكال، وظهرت مذاهب وأفكار وتدارسها الناس، وبحثها الباحثون وناقشها المفكرون، وما من مذهب من تلك المذاهب إلا والإعتراضات عليه وإرادة إن لم يكن متعثرا أو مرفوضا. وما من نظرية من تلك النظريات في القديم إلا وظهر في الحياة الحديثة قصورها، وما من نظرية من النظريات الحديثة إلا وظهرت نظرية أخرى تناقضها وهكذا. ومن هنا كان السائرون على تلك المذاهب الحديثة، او الآخذون بهذه النظريات متأرجحة مذاهبهم، و مهزوزة حياتهم الإقتصاديه و معاملاتهم المعاشيه .
ما من جماعة أو أمه أخذت بنظام الإسلام الإقتصادى إلا و كانت ثابتة الخطى مطمئنة الحياه , تمضى بمبادئها المطمئنه لا تناقض و لا اختلاف و لا تعترى حياتهم هزه إقتصاديه من تلك الهزات التى تطيح بالعالم حاليا ً .و السبب واضح كل الوضوح إذ أن الاقتصاد فى ظل الاسلام قائم على أسس أصيله و محكوم بقوانين آلهيه لا يعتورها شك و لا خطأ و لا تناقض و لا تضارب .
إنه يقوم على تحصيل المال من الطريق الحلال و الشركة و البيع و الوكالة و المضاربة و المساقاة و الزراعة و الإجاره و إحياء الأموات و الهبة و العطية و الهدية و الوصية .. إلخ .كما وجه الإسلام أتباعه إلى العمل و السعي و الكسب الحلال و أمر بإستصلاح الأراضى و إستخراج ما فيها من كنوز و خيرات و أمر بالسير و النظر فى الأرض .فقد سخر الله لعباده الشمس و القمر و الليل و النهار و أنزل من السماء ماء ً فأحيا به الأرض بعد موتها و هيأ لكل كائن حى رزقه من طعام و شراب و غذاء و مسكن و كساء .
و من أسرار القدره الالهية الفائقه ما أودعه الخالق المقتدر سبحانه و تعالى داخل الأرض و فى أعماق التربة و الأرضيه من غذاء للنبات .. يستمد غذاءه و نماءه منها , و ما بعثه فى الجو من شمس و هواء و ما يرسله من ماء , و لكل ذلك أثره البالغ في نمو النباتات .ثم ما هيأه الله في النبات من غذاء الانسان و الحيوان .ولقد وجه الله تعالى الإنسانية إلى ما وهبها من نعمة، وأمر الإنسان بالنظر إلى أصل طعامه، وكيف مر بمراحل عديدة، قال تعالى: ” فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ (24) أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاء صَبّاً (25) ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقّاً (26) فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبّاً (27) وَعِنَباً وَقَضْباً (28) وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً (29) وَحَدَائِقَ غُلْباً (30) وَفَاكِهَةً وَأَبّاً (31) مَّتَاعاً لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ”" صدق الله العظيم.
و هذا الكون الفسيح بما فيه من السموات و الأرض و من ثمرات و نبات و بحار و أنهار و شمس و قمر كل ذلك نعم وافره أتمها الله على الناس .قال تعالى ” الله الذى خلق السموات و الأرض و أنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا ً لكم و سخر لكم الفلك لتجرى فى البحر بأمره و سخر لكم الأنهر * و سخر لكم الشمس و القمر دائبين و سخر لكم الليل و النهار* وآتاكم من كل ماسألتموه وإن تعدوا نعمة الله لاتحصوها إن الإنسان لظلوم كفار ” صدق الله العظيم.
View the Original article
0 comments:
Post a Comment