إن الإنسان يعيش في هذه الدنيا يبحث طوال حياته عن الراحة والسعادة والأمن، ولكي تعيش النفس البشرية آمنة في الحياة الدنيا، فيجب أن تتخلص من عدة أشياء، منها الخوف، والهم والحزن، والمكر. فإن الخوف قد يكون من أشياء نعلم سببها، وقد يدخل الهم والحزن إلى القلب بسببها أو بسبب أشياء أخرى، أما المكر فهو أن يمكر بك غيرك، وكل هذه الأمور تم ذكرها في القرآن الذي لو اتبعان لأذهب عنا الخوف والهم والحزن..
فإن القرآن الكريم هو شفاء الروح والنفس، فكيف لنا أن نغفل عن ذلك. فكيف يغفل من يشعر بالخوف عن قول الله عز وجل: ” حسبنا الله ونعم الوكيل ” (آل عمران: 173)، فإن الله تعالى يعقبها بقوله: ” فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء” (آل عمران: 174) صدق الله العظيم. وكيف لمن يشعر بالغم والحزن والهم أن يغفل عن قول الله سبحانه وتعالى: ” لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين” ( الأنبياء: 87)، فالله عز وجل يعقبها بقوله: ” فاستجبنا له ونجينه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين” ( الأنبياء: 87) صدق الله العظيم.
وعجبت لمن مكر الناس به كيف يغفل عن قول الله جل علاه: ” وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد” (سورة غافر: 45) ، فإن الله عز وجل يعقبها بقوله: ” فوقاه الله سيئات ما مكروا ” ( سورة غافر: 45) صدق الله العظيم. ونتعجب ممن طلب الدنيا وزينتها كيف يغفل عن قول الله عز وجل: ” ما شاء الله لا قوة إلا بالله ” ( سورة الكهف: 39)، فإن الله سبحانه وتعالى قد أعقبها بقوله: ” إن ترن أنا أقل منك مالا وولدا * فعسى ربي أن يؤتيني خير من جنتك ” ( سورة الكهف: 39، 40) صدق الله العظيم. فالله عز وجل لم يترك شيئا في الحياة إلا وقد جعل له سبب وجعل له علاج من القرآن الكريم، فالقرآن الكريم شفاء من كل هم وحزن وكرب وشقاء، فالقرآن هو ربيع القلوب ودواء النفوس.
فحتي يحقق الإنسان تلك الراحة والسعادة التي يسعى لها طوال حياته، يجب أن يدرك أن كل شيء في الحياة مهما كان صغيرا لايتم إلا بإرادة ومشيئة الله سبحانه وتعالى. وقد أمرنا الله بالإستعانة به في كل أمورنا، فقد قال عز وجل: ” وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً (23) إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هذا رشدا ” (سورة الكهف: 23، 24) صدق الله العظيم. فالإنسان لا يملك عنصر واحد من عناصر الفعل في هذه الحياة، فهو لايملك إلا التخطيط وتقديم المشيئة وحسن الظن بالخالق تبارك وتعالى.
فإن العبادة مجملاً ليست محصورة بالصوم والصلاة والحج فقط بل أنها مجمل الحركات الموجهة لله تعالى وحده ولربما نذهب إلى اكثر وأدق من ذلك لنقول أن العبادة ليست هي مجمل الحركات فقط بل هي مجمل الحركات والتصورات الذهنية الموجهة لله تعالى فالتفكير بالله وحده عبادة والاعتكاف عبادة والعمل العلمي في سبيل الله عبادة والحقيقة يمكننا أن نقول أيضاً بأن النية الطيبة في سبيل الله عبادة وخلاصة القول إن توجه العبد إلى الله تعالى عبادة. من هذا المنطلق يريد الله لعباده أن يتوجهوا إليه في كل لحظات حياتهم وبهذا التوجه تكون الحركة ويكون العمل الصالح ويكون الإيمان والتقوى والولاية… الخ وينتهي في خضم هذا التوجه الكبير والخالص كل ذلك الاكتئاب والحزن الذي قد ينتاب أولئك الأفراد.
View the Original article
0 comments:
Post a Comment