يقول الله تعالى {ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد{ ، ومن قول الله عز وجل يتضح ان الانسان يجب أن يراعي الله فيما يقول وان يكون كلامه في الخيرلينفع به أو لابعاد مكروها عنه فالله عز وجل مراقب لنا في كل وقت وسوف يحاسبنا علي كل قول يصدر منا .
والصدق من أشرف الفضائل وهو صفه من صفات الانبياء , حيث قال نبينا محمد صلي الله عليه وسلم } زينة الحديث الصدق { و} من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت {فكان واجب علينا الأقتداء بالانبياء جميعا .
وعلي النقيض هناك الغيبه وهي بلاء اللسان فبعض الناس لاتستطيع التحكم بكلامها وتبدأ ان تخوض في أعراض الاخرين وتبدأ بذكر عيوبهم وقد حزرنا الله من مخاطر الغيبه ونهانا عنها حيث قال الله عز وجل } ولا يغتب بعضكم بعضًا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتًا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم } [ الحجرات: 12].
والغيبه تؤدي الي زياده الاحقاد داخل الانسان وتسارع في تحطيم العلاقات والروابط مع من حولك ، فتصبح مكروها منبوذا فلا يحاول احد ان يصادقك ، كما شبههم الإمام علي رضي الله عنه وأرضاه بالذباب فقال ( الاشرار يتبعون مساؤي الناس ويتركون محاسنهم كما يتبع الذباب المواضع الفاسده ).
قال اللّه تعالى: {اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ} [الحجرات:12[ فالغيبه لاتقتصر علي أن تتحدث مع الاخرين وتذكر مساوئهم كما ذكرنا ولكن أيضا التحدث مع النفس عن الاخرين من الغيبه وهي أعظم أنواع الغيبه وهي غيبه القلب وهي وسوسه من الشيطان يجب تعويد النفس علي الابتعاد عنها لكي نتقي عذاب النار يوم القيامه حيث قال الرسول صلي الله عليه وسلم لمعاذ رضي الله عنه ( وهل يكب الناس في النار علي وجوههم إلا حصاد ألسنتهم ).
ونبينا محمد صلي الله عليه وسلم دعانا الي الالتزام بالصدق فعندما تكذب علي شخص ما وهو يصدقك اعتبرها نبينا خيانه كما قال (كبرت خيانة أن تحدث أخاك حديثًا هو لك به مصدق وأنت له به كاذب) وبالرغم من أن الله عز وجل ونبينا محمد صلي الله عليه وسلم دعانا الي الصدق وحثنا علي حفظ اللسان من الكذب , ظهر في عصرنا مايسمي بكذبه ابريل ، في أول شهر ابريل من كل عام يبدأ كل شخص بأبتكار كذبه ما علي سبيل المزاح دون الاهتمام بنتائجها ، فيجب علينا أن نقتدي بسيدنا ابراهيم حين دعي ربه قائلا} رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ﴿٨٣﴾ وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ ﴿٨٤﴾{ ]الشعراء[.
ونحن الان في شهر رمضان المبارك ، فلنغتنم ماتبقي به من ليالي ، فسرعان ماتمضي به الايام، فهل لنا الان بتوبه نصوحه مع الله ، توبه نراجع بها انفسنا وتقربنا لله عز وجل ، توبه تجدد العزم والنيه للاستفاده من فضل هذا الشهر العظيم ، قال عليه الصلاة والسلام ( كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله تعالى ( إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به يدع شهوته وطعامه من أجلي ( . يجب ان نجعل اهتماما الاكبر بالتقرب الي الله عز وجل ونجعل كل ليله هي ليله معطره بذكر الله لكي تصبح انفسنا طاهره وننال ثوب الشهر الكريم كما بشرنا نبينا صلي الله عليه وسلم ( إِذَا كَانَتْ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ ، فتّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ ، فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهنّم ، فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ ، وصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ ، وينادَى مُنَادٍ : يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ ، وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ ، وَذَلِكَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ ) .
واخيرا تعويد النفس علي حفظ اللسان من الغيبه والنميمه والاكثار من الاستغفار والدعاء هو خير حافظ لنا من عذاب النار والفوز بالجنه ونعيمها يوم القيامه حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الصدق يهدي إلى البر، والبر يهدي إلى الجنه( .
View the Original article
0 comments:
Post a Comment