في كل عام يهل علينا شهر رمضان المبارك، يستقبله الناس بفرحة ولهفة، فهذا شهر ينتظرة الناس من العام إلي الآخر، راجين الله عز وجل أن يبلغهم إياه. فمن منا لا يعلم ما في هذا الشهر من خير، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: ” رغم أنف إمرئ ثم رغم أنف إمرئ ثم رغم أنف إمرئ، فقال الصحابة: خاب وخسر يا رسول الله, من هو؟ قال: من ادرك رمضان ولم يغفر له” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. فرمضان هو شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار، إنه شهر القرآن. شهر تغفر فيه الذنوب وتفتح أبواب التوبة، يصلي من لايصلي، عسى أن يهديه الله، وتغلق أبواب جهنم، أي أن هذا الشهر الكريم فرصة عظيمة لكل المسلمين، ويجب علينا إستغلاله، فلا أحد منا يضمن أن يقبل عليه هذا الشهر مرة أخري. فيجب أن نتعامل مع كل يوم في حياتنا عاى أنه آخر يوم لنا في الدنيا، فسنجد أنفسنا نتقي الله ونتوب عن كل المعاصي ونستغفر لكل الذنوب ، ونطلب من الله العفو عما سبق.
وفي شهر رمضان الكريم نجد كل المسلمين يهتمون بأدق تفاصيل الدين ويعملون بها، مع أن رب رمضان هو رب كل الشهور، فلماذا لا نجعل هذا الشهر الكريم هو محور التغيير في حياتنا، وأيضا نجعله بداية لحياة جديدة في حب وطاعة الله سبحانه وتعالى؟. فكل المسلمين يسعون في هذا الشهر لختم القرآن الكريم أكثر من مرة، ويصلون صلاة القيام، بل ويحافظون على السنن النبوية الشريفة ويطبقونها، ويصلون الفروض في جماعة. فمثلا يمكننا أن نطبق ما نفعله في شهر رمضان طوال حياتنا، ليس فقط في رمضان وبعد ذلك نعود لسابق عهدنا. فيمكن أن نلتز بالفروض الخمسة و نصليها في أوقاتها، و نصلي سنن الفروض أيضا دائما، فسنن الصلوات اثني عشر ركعة، فقد قال النبي صلي الله عليه وسلم: ” ما من عبد مسلم يصلي لله كل يوم اثنتي عشر ركعة غير فريضة، إلا بنى الله له بيتا في الجنة” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. ويمكن أن نلزم الإستغفار والدعاء حتي يعفو الله عنا ويكفر سيئاتنا، فنسبح بعد كل صلاة ونستغفر كثيرا، حتي يظل لساننا عطرا بذكر الله.
فالله جعل في هذا الشهر ليلة خير من ألف شهر، ألا وهي ليلة القدر، تلك الليلة التي ينتظرها المؤمنون من عام إلي آخر حتي يدركوها. و بهذا الشهر نستطيع الوصول إلى أبواب الجنة، ففي شهر رمضان الكريم يتوب المذنب ويستغفر العاصي ويطلب من الله عز وجل المسامحة والغفران. ويسعي كل الناس في شهر رمضان إلى ختم القرآن أكثر من مرةن فيمكننا أيضا بعد انقضاء شهر رمضان أن نقرأ بعد كل صلاة ولو صفحة واحدة، وبهذا نكون قد حافظنا على نهجنا في قراءة القرآن الكريم قبل وأثناء وبعد رمضان. ونواظب أيضا في شهر رمضان على صلاة التراويح في جماعة في المساجد، لذلك يمكننا أن نصلي كل يوم في غير رمضان صلاة القيام ولو حتى بوتر بعد صلاة العشاء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ”أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. و قال صلى الله عليه وسلم في فضل الصيام: ”إِنَّ رَبَّكُم يقُولُ كُلُّ حَسَنةٍ بعَشرِ أَمثَالِهَا إِلى سَبعِمائةِ ضِعفٍ والصَّومُ لي وأَنا أَجزِي بِهِ والصَّومُ جِنَّةٌ من النَّارِ، ولَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِندَ الله من ريحِ المسكِ وإِنْ جَهِلَ عَلَى أَحَدِكُم جَاهِلٌ وهُوَ صَائِمٌ فَلْيَقُلْ إِنِّي صَائِمٌ” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
View the Original article
0 comments:
Post a Comment