آنستي

on Friday, March 8, 2013

آنستي:
قولي عني ما تشائين. قولي متزمت، قولي رجعي، قولي متخلف، قولي ، قولي…لن اعترض،لاني اكثر من متفتح، و اكثر من تقدمي ـ في حدود الممكن طبعا ـ و أسير ربما بخطى خلفية، لكن حتما الى الامام، و كل ما قد تقولينه أعرفه لانه قد قيل لقبلي من غيرك، و لست من دعاة التشبث بالتقاليد، كما لست من دعاة التقليد.

آنستي:
قيل قديما فيما قيل في تصنيف الإنسان، انه حيوان ناطق، و انه حيوان رامز، و أنه حيوان اجتماعي…و أنه حيوان عاقل، طبعا قد تؤمنين بهذه المسميات، لكن اعلمي ان الببغاء ينطق، و أن النحل يرمز، و النمل اجتماعي، و القرد سياسي، لكن احدا من هذه الحيوانات ليس عاقلا، و لذلك سمي الإنسان إنسانا ما دام يعقل و ينسى، و لم يسمى بالحيوان العاقل إلا في عهود الفلاسفة. و لا بد أن هذه المادة النشيطة في جسد الإنسان ـ العقل ـ لم تخلق عبثا أو من قبيل الصدفة النادرة، و إنما هي حاسوب دقيق يفصل بين الخطأ و الصواب، و يؤهلنا لأن نكون حقا إنسان و ليس حيوانا مهما زوقه الفلاسفة، و إن نعطله فإنا نحرم انفسنا من أهم ميزة نتميز بها عن باقي المخلوقات، لأن واجبه الأول هو تحديد مدى حرية كل أنسان، و تحديد النظام الخاص بعقلنة الغرائز و ضبط الشهوات في حدود المسموح به أخلاقيا…

كيف ستردين علي إذا سألتك ما هي نهاية المطاف؟ قد ترين انها الزواج، هل هذا كل طموحك من الحياة؟ قد ترين انها المتعة، هل تستمر المتعة؟ اين روح التحدي التي تتميزين بها؟ أم أن روح التحدي لديك لا تظهر فعاليتها إلا في نزع الحجاب، و في جلب أكبر عدد من الرجال حولك؟ أنت تعرفين أن الرجل أحيانا يقدس الشرف، لدرجة أن تسمعي عن بعض الذين قتلوا زوجاتهم أو أخواتهم أو…و مع ذلك فهو لا ينفك يحوم حولك رغبة منه أن تسقطي في حباله، و البقية تعرفينها، فكيف يصدق من يرضى لشريكة حياته ما لا يرضاه لأخته؟ لماذا تذوب روح التحدي هنا؟ أوصل بك الضعف الى درجة أن تتحكم فيك غريزة فطرية؟ أليس من واجبك أن ترفعي صوتك عاليا، فتقولي: أيها الرجل الكاذب، ليس هكذا تكون حماية الشرف، بل هكذا، و تعلميه أن شرف أخته يساوي شرف أي امرأة، ما دام للأخريات إخوة مثله، كيف ترضين لنفسك أن تخدعي؟ نعم قد تجيبي على أن هذا ينطبق ايضا على الرجل، و أنه هو أيضا عليه من الواجب مثل الذي عليك، لكن اعلمي أنه ليس خاسرا ماديا شيئا كما هو الحال بالنسبة لك، لكنكما معا خاسران أخلاقيا و إنسانية…ظللت تخدعي و تخدعي، و كنت أحيانا تنجين، و أحيانا أخرى قليلة كنت تواجهين بالرفض، لكنك غالبا ما كنت الضحية فأذيع المثل القائل بأن الرجل خلق ليكذب، و المرأة لتصدق، إني لأتصورك الآن في كبريائك تكادين تذرفين الدمع حسرة و تستفيقين من هذا السبات الذي اطمع فيك مرضى القلوب، فأصبح بعض الرجال أكثر تفننا في الخديعة، لدرجة أن يرصعها بكلمات سحرية، كالحب، و الوفاء، و الاخلاص، و العشق حتى الجنون، فما تنفكين تبدئين تحلمين، و تعرجين السماء و تحلقين، و لا تستفيقين إلا و قد المت بك الفاجعة، و ألم بك الندم، بعد أن لا يعود نفع لهذا الندم.

About the author

My name is HENEMI Hicham, I'm a from Algeria. I'm a freelancer who like writing and Blogging.
I wellcome you all to visit my blog.



View the Original article

0 comments: