الصبر الصبر، فهو مفتاح الفرج

on Thursday, June 28, 2012

نستهل مقالنا بقول الله تعالي بسم الله الرحمن الرحيم ” وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ ” صدق الله العظيم، فقد خلق الله الإنسان في الدنيا و جعلها بالنسبة له دار ابتلاء وامتحان واختبار، وذلك لحكمة يعلمها الله جل وعلا وإن كان قد أشار إلى بعض صورها في القرآن والسنة، وما يصيب الإنسان من المصائب فهي خير له , علم ذلك أو لم يعلم لأن الله لا يقضي قضاءً إلا هو خير وكلما زاد إيمان العبد وقويت علاقته بالله تعالى كلما كان أكثر عرضة للامتحانات والابتلاءات, وقد أرشد الله المؤمنين في قوله ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ “، إذا ضاقت بهم الدنيا أو وقعت لهم مصيبة أن يستعينوا على ذلك بالصبر , والصلاة , ليكشف الله همهم، ويُعجل بفرجهم، فهو القدار علي كل شيئ و بيده مفاتيح كل شيئ.

إذا تأملنا وأمعنا النظر، وجدنا أن أصل التدين والإيمان راجع إلى الصبر، فالصبر هو الدرع الذى يحمى الانسان ويتقرب به الى اللّه، فيحقق بذلك طاعه اللّه والاخلاص له ورضاه ورحمته، فلابد أن يلتزم الإنسان المسلم المؤمن بما يأمره الله به فيؤديه كاملا، وأن يجتنب ما ينهاه عنه، وأن يتقبل بنفس راضية ما يصيبه من مصائب وشدائد، والمسلم يتجمل بالصبر، ويتحمل المشاق، ولا يجزع، ولا يحزن لمصائب الدهر ونكباته.

و من حكمة الله في خلقه أنه جعل في الشكر خير للإنسان و في الصبر أيضا خيرا له فقد قال النبي صليالله عليه و سلم ” عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له ” صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم. و لعل خير المثال علي الصبر هم أنبياء الله -صلوات الله عليهم- فقد تحملوا من الأذى ما لا يطيق و لا يصبر عليه أحد من البشر من أجل الدعوة إلى الله، وكان أهل قريش يرفضون دعوة النبي محمد عليه أفضل الصلاة و السلام للإسلام ويسبونه، ولا يستجيبون له، وكان جيرانه من المشركين يؤذونه ويلقون الأذى أمام بيته، فلا يقابل ذلك إلا بالصبر الجميل كما أمره الله تعالي. ألم يكن الله قادرا عن منع الأذي عن رسله؟ بالطبع كان قادرا فنحن لسنا أفضل منهم بالتأكيد، و إنما جعل من الأنبياء و الرسل عظة لكل البشرية حتي يقتادوا بهم و يحذوا حذوهم.

وللصبر أركان لا بد من توافرها لدي المسلم حتى يكون صابراً فعلاً ومستحقاً لثواب الصابرين الذي وعد الله به، وهذه الأركان هي: الرضا بقضاء الله و قدره و عدم التسخط علي ما نزل به من أذي أو ضرر و أن يقتنع بأن الله إن لم يكن يحبه ما كان ابتلاه، و حبس اللسان عن الشكوي، فيجب أن يصبر على عسر الحياة وضيقها، ولا يشكو حاله إلا لربه، الابتعاد عن الاستعجال والغضب وشدة الحزن والضيق واليأس من رحمة الله؛ لأن كل ذلك يضعف من الصبر والمثابرة، و يجب أيضا حبس النفس عن المعصية، فإذا صبر الإنسان واحتسب الأجر عند الله انقلبت المحنة إلى منحة، وتحولت البلية والمصيبة إلى عطية وهدية، و يتذكر دائما قول الله تعالي ” إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب” ، وأن الصابرين لهم أجر عظيم يوم القيامة.

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

View the Original article

0 comments: