لماذا حرم الله الذهب والحرير علي الرجال؟

on Thursday, June 21, 2012

في ديننا الحنيف دين الإسلام نجد أن الله عز و جل قد أحل بعض الأمور و حرم البعض منها،منها ما هو محرم علي النساء دون الرجال و منها ما هو محرم علي الرجال دون النساء، ولم يكن ذلك اعتباطا، فلم يمنع الله عز وجل أمر إلا و كان له تفسير وسبب قوي، ولا يجوز التغاضي عما حرمه الله و رسوله حيث قال تعالي في الكتاب المبينما كان لمؤمن أو مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم و من يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبيناصدق الله العظيم. و من تلك الأمور التي حرمها الله علي الرجال هي ارتداء الذهب، حيث أن الذهب إذا لامس معدن آخر تتسلل أو تهاجر قليل من الذرات منه إلى العنصرالملامس له تحت ما يسمي بهجرة الذهب وهذا معروف عند الفيزيائيين وطبعا هذا يحدث خلال فترة كبيرة من الزمن. ولم يعرف أن ذرات الذهب تتسلل من خلال جلد الإنسان إلى الدم إلا حديثا. وهذا الأمر محرم علي الرجال دون النساء لأن المرأه بطبيعتها تتخلص من كل الذرات المضرة في جسمها شهريا فسبحان الخالق المنان !

ومن الأمور الأخري التي حرمها الله علي الرجال هي ارتداء الحرير حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” حرم لباس الحرير و الذهب على ذكور أمتى وأحل لإناثهم” وقال أيضا ” من لبس الحرير فى الدنيا لا يلبسه فى الاخرة، و عن علي رضي الله عنه قال: (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ حريراً فجعله في يمينه، وذهباً فجعله في شماله، ثم قال: إن هذين حرام على ذكور أمتي) هذه أحاديث يذكرها الإمام النووي رحمه الله في كتابه رياض الصالحين في باب تحريم لباس الحرير على الرجال. وفي إشارة أخري قال البخاري : حدثنا أبو الوليد : حدثنا شعبة، عن الأشعث قال : سمعت معاوية بن سويد ابن مقرن ، عن البراء رضي الله عنه قال : أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بسبع ونهانا عن سبع: أمرنا بإتباع الجنائز ، وعيادة المريض ، وإجابة الداعي ، ونصر المظلوم ، وإبرار القسم ، ورد السلام ، وتشميت العاطس . ونهانا عن آنية الفضة، وخاتم الذهب، والحرير، والديباج، والقسي، والإستبرق.

تحريم الحرير علي الرجال يرجع إلي أن الإسلام قد أشاد بقوه و صلابة الرجال في الإسلام، و لما كان التزين بالذهب وارتداء الحرير يُعدان من مظاهر الترف فقد حرمهما الإسلام على الرجال. ولأن ارتداء الحرير و الذهب أيضا يجلبان التكبر على الناس والفسق بالنعمة والاستعلاء عليهم ويعد هذا من كبائر الذنوب وانتهاك لحدود الله سبحانه وتعالى .وقال تعالي وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ * قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَة  (الأعراف:31-32). فوراء كل ما منعه عنا الخالق في الدنيا حكمة عظيمة لن يفهمها و يقر بها إلا من أراد أن يحظي بالجنة، فعلي الرغم من أن الله عز و جل حرم لبس الذهب و الحرير علي الرجال في الدنيا إلا أنه وعد عباده الصالحين بهما في الجنة. أما جواز ارتداءالنساء للذهب والحرير يرجع إلي وجوب تزينهن لأزواجهن حتى يتحببن إلى أزواجهن، والذهب زينة، الحرير زينة، فلهذا أباحه الله للنساء حتى يتجملن به للرجال وأيضا مراعاة لمقتضى أنوثتها وما فطرت عليه من حب للزينة. أما الرجل فليس بحاجة إلى هذا الشيء، ليس بحاجة إلى أن يتجمل به، بل يكفيه اللباس الحسن، والخاتم من الفضة فقط.



View the Original article

0 comments: