يتحدث الكثيرون هذه الأيام عن سوء الحالة و تدهور الأوضاع الذى تشهده كل من مصر و سوريا على يد الحكام و فى ظل الثورة التى تنتمى لفصل الربيع العربى. فى البداية علينا ان نعلم أنه هناك فارق كبير بين الوضع فى مصر و سوريا ولكن سنجد أن المبدأ و المفهوم الذى يشكل السبب الرئيسى للتدهور هو سبب متشابه. كل من مصر و سوريا شهدت ثورة شعبية على الحاكم اختلف معها الكثيرون و أتفق معاه كثيرون أيضا و لكن فى مصر أستسلم الرئيس محمد حسنى مبارك لصوت معارضيه فى ميدان التحرير و تخلى عن منصبه و أعطى ادارة شئون البلاد الى المجلس الاعلى للقوات المسلحة، أما فى سوريا نجد أن بشار الأسد رفض الاستغناء عن كرسى الرئيس و حشد جيشه و ضرب به المعارضة و التى ردت بدورها و صار القتال الذى تشهده سوريا حاليا بين الجيش التابع للنظام و الجيش السورى الحر الذى يتبع المعارضة.
ما أود أن أتطرق له هو فكرة الرئيس الذى لا يبالى بقتل أفراد الشعب الابرياء. بعد حكم محمد مرسى لمصر ستة شهور، شهدة مصر تدهور غير طبيعى و حاد فى كل شئ بالرغم من ان الرئيس و معاونيه و جماعة الأخوان المسلمين التى ينتمى اليها مرسى لا يزالوا مصممين على أن الحكومة و الرئيس حققوا انجازات كبيرة فى ستة أشهر، وهو الأمر الذى لا يصدقه المواطن المصرى بالطبع. نتيجة لهذا التدهور و التخبط فى القرارات السياسية و كان أهم هذه التخبطات هو فرض اعلان دستورى يحصن قرارات الرئيس و تحصين الجمعية التأسيسية و مجلس الشورى من أحكام القضاء، ثم عاد و ألغى هذا الأعلان و أصدر اعلان جديد يحافظ للرئيس على نتائج الاعلان القديم مع تغيير العبارات و المضمون، كل هذا الهراء دفع المصريين الى النزول الى الشارع و التظاهر امام قصر الرئاسة و هذا هو ما أستفز جماعة الاخوان التى ينتمى لها الرئيس و هنا تقابل محمد مرسى مع بشار الأسد فى فكرة قمع المعارضين بالقوة.
أرسلت جماعة الاخوان ميليشياتها الى المعتصميين السلميين الذين يطالبون برحيل مرسى و تم الأعتداء بالضرب عليهم و على السيدات بالسحل و الاهانة و الضرب و أصيب من أصيب و قتل من قتل. أصيب أكثر من 700 مواطن مصرى بغض النظر عن أنتمائه السياسى و قتل 7 مصريين قيل أن أثنين فقط منهم ينتمون لجماعة الاخوان و الباقى ينتمى لمعارضى الرئيس. كل هذا حدث وسط سكوت تام من الرئيس الذى ظهر فقط فى مساء اليوم التالى لهذه المهزلة.
هنا نتذكر بشار الأسد الذى يأس من قمع المظاهرات و المعارضين بالطرق السلمية فقرر أن يستخم جيشه ضد الشعب مما نتج عنه نحو 20 ألف قتيل و الاف الجرحى السوريين الى جانب تشريد الالف الى الدول المجاورة. يجب أن نذكر أن الأختلاف بين مرسى و الأسد هو ان الاول لم يستخد الجيش النظامى و لكنه أستخد جيش خفى تملكه جماعة الاخوان و فى المقابل أستخدم بشار الأسد جيشه النظامى الى جانب مجموعات من البلطجية.
لا نعلم ماذا سيحدث فى مصر غدا و لا نعلم كيف ستكون نهاية الكوارث فى سوريا ولكن ما نعلمه هو ان كل من بشار الأسد و محمد مرسى لا يملكون القدرة على الأعتراف بأن الشعب قرر لهما الرحيل و لذلك تكون أول قراراتهما قمع المعارضة و رموزها مما ينتج عنه نتائج سلبية فى جميع الاحوال خاصة مع سوء الاحوال الأقتصادية فى البلاد.
View the Original article
0 comments:
Post a Comment