عمر بن الخطاب رضي الله عنه الخليفة الراشد الذي نصر الدين وجاهد لرب العالمين وأطفأ نيران دولة المجوس حقد عليه الكافرون وكان من أكثرهم حقداً أبو لؤلؤة المجوسي وكان عبداً نجاراً حداداً في المدينة وكان يصنع الرحاء جمع رحى وهي آلة لطحن الشعير وهي حجران مصفحان يوضع أحدهما فوق الآخر ويطرح الحب بينهما وتدار باليد فيطحن أخذ هذا العبد يتحين الفرص للانتقام من عمر فلقيه عمر يوماً في طريق فسأله وقال :حدثت أنك تقول لو أشاء لصنعت رحى تطحن بالريح ؟! فالتفت العبد عابساً إلى عمر وقال : بلى لأصنعن لك رحى يتحدث بها أهل المشرق والمغرب فلتفت عمر إلى من معه وقال : توعدني العبد ثم مضى العبد.
ثم جاء في ظلمة الليل فاختبأ لعمر في زاوية من زوايا المسجد فلم يزل هناك حتى دخل عمر إلى المسجد ليأم الناس لصلاة الفجر ثم أقيمت الصلاة وتقدم بهم عمر فكبر فما لبث ان كبر الا وخرج عليه المجوسي وفي طرفة عين عاجله بثلاث طعنات وقعت الأولى في صدره والثانية في جنبه والثالثة تحت سرته فصاح عمر قتلني الكلب او اكلني الكلب و مسك بيد عبد الرحمن بن عوف و قال له خذ الامامه وتقدم عبد الرحمن بن عوف وأكمل الصلاة بالناس أما العبد فقد طار بسكينه يشق صفوف المصلين ويطعن المسلمين يميناً ويسارا حتى طعن ثلاثة عشر رجلاً مات منهم سبعة ثم وقف شاهراً سكينه ما يقترب منه أحد إلا طعنه فاقترب منه رجل وألقى عليه عبائه فاضطرب المجوسي وعلم أنهم قدروا عليه فزبح نفسه وحُمِل عمر مغشياً عليه إلى بيته وانطلق الناس معه يبكون وظل مغمى عليه حتى كادت أن تطلع الشمس فلما أفاق نظر في وجوه من حوله ثم كان أول سؤال سأله أن قال : أصلى الناس ؟ قالوا : نعم فقال : الحمد لله .. لا إسلام لمن ترك الصلاة ثم دعا بماء فتوضأ .. وأراد أن يقوم ليصلي فلم يقدر فأخذ بيد ابنه عبد الله فأجلسه خلفه وتساند إليه ليجلس فجعلت جراحه تنزف دماً قال عبد الله بن عمر والله إني لأضع أصابعي فما تسد الجرح فربطنا جرحه بالعمائم فصلى الصبح ثم قال : يا ابن عباس انظر من قتلني فقال : طعنك الغلام المجوسي ثم طعن معك رهطاً ثم قتل نفسه فقال عمر : الحمد لله الذي لم يجعل ميتتي برجل يدعي الاسلام او رجل سجد لله سجده ثم دخل الطبيب و اسقاه نبيذ و النبيذ هو ماء ينبذ اليه التمر ليحلي التمر الماء بطعمه فخرج من جرحه فلم يتبينه اهو دمه ام النبيذ فامر الطبيب فاسقاه لبن فخرج اللبن من جراحه فعلم الطبيب انه ميت فقال الطبيب اوصي يا امير المؤمنين. فاول شئ كان يهم سيدنا عمر بن الخطاب ان يدفن بجانب صاحبه. فقال لابنه انظر كم عليا من الدين فاقضيه من مالي فان عجزت فقديه من بني عدي و لا تعدهم الي غيرهم, ثم اذهب الي ام المؤمنين عائشه رضي الله عنا و قل لها عمر و لاتقل لها امير المؤمنين فاني لست اليوم لمؤمنين بامير فقل لها ان عمر بن الخطاب يريد ان يدفن بجانب صاحبه فقال ابن عمر فدخلت علي ام المؤمنبن فوجدتها تبكي فقال لها ان عمر بن الخطاب يستأذنكي ان يدفن بجانب صاحبه فقالت كنت ادخره لنفسي و اليوم أؤثره علي نفسي فذهب الي ابيه فحينما رأه اباه فقال لمن حوله اقيموني فاقاموه فقال لولده ماذا قالت لك فقال له وافقت يا ابي وافقت. اللهم ارحم ابي بكر و عمر و عثمان و علي كرم الله وجهه. و ارحم امواتنا و اموات المسلمين اجمعين.
View the Original article
0 comments:
Post a Comment