حب الله ورسوله فوق حب النفس

on Monday, August 27, 2012

إن من أصول الإيمان أن يعتقد المؤمن أن لقاء الله حق ويندرج هذا تحت الركن الخامس من أركان الإيمان وهو الإيمان باليوم الآخر والبعث بعد الموت إلا أنه قد ورد النص عليه صريحا لأهميته ففى الصحيحين عن أبى هريرة رضى الله عنه فى حديث سؤال جبريل للنبى صلى الله عليه وسلم عن الإيمان قال أن تؤمن بالله وملائكته وبكتابه وبلقائه  ورسله وتؤمن بالبعث بعد الموت .

عن أبى هريرة رضى الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما بارزا للناس فأتاه رجل فقال : يا رسول الله ما الإيمان ؟ قال : ” أن يؤمن بالله وملائكته وكتابه ولقائه ورسله وتؤمن بالبعث الآخر ” . قال : يا رسول الله ما الإسلام ؟ قال : ” الإسلام أن تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة المكتوبة وتؤدى الزكاة المفروضة وتصوم رمضان ” . قال: يارسول الله ما الأحسان ؟ قال : “أن تعبد الله كأنك تراه فإنك إن لا تراه فإنه يراك ” . قال يارسول الله متى الساعة ؟ قال ” ما المسئول عنها بأعلم من السائل ولكن سأحدثك عن أشراطها إذا ولدت المرأة ربها فذاك من أشراطها ، وإذا تطاول رعاة البهم فى البنيان فذاك من أشراطها فى خمس لا يعلمهن إلا الله ” . ثم تلى صلى الله عليه وسلم “إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ” ( لقمان 34 ) صدق الله العظيم .

ولقاء الله حق وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر بهم الحقيقة فيقول فى دعاء الاستفتاح من صلاة الليل ” أنت الحق ولقاؤك حق ” . فعن ابن عباس رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا قام إلى الصلاة من جوف الليل ” اللهم لك الحمد انت نور السماوات والأرض ولك الحمد أنت قيام السماوات والأرض ولك الحمد أنت رب السماوات والأرض ومن فيهنّ أنت الحق ووعدك الحق وقولك الحق ولقاؤك حق والجنة حق والنار حق والساعة حق اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت وإليك حاكمت فاغفر لى ما قدمت وأخرت وأسررت وأعلنت أنت إلهى لا إله إلا أنت ” .

فإذا أحب الإنسان أحدا أحب لقاءه، ولم يطق فراقه والبعد عنه، فإذا فارقه امتلأ قلبه بالشوق إلي لقائه والحنين إليه. فإذا كان هذا الشوق لمحبوبه من الخلائق ، فكيف بمن يحب الله عز وجل من يملأ قلب المسلم بالإيمان ؟. ولقد كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقدمون محبة النبي صلى الله عليه وسلم علي كل البشر مهما كانت مكانتهم عندهم، متبعين في ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: ” لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. فكانوا يحبونه أكثر من أنفسهم، ويفتدونه بكل غال ونفيس، وكان شعارهم أكبر دليل على ذلك” فداك أبي وأمي يا رسول الله” .

ولما مات النبي صلى الله عليه وسلم أظلمت الدنيا في عيونهم لولا تعلقهم بحب من هو اعظم منه قدرا، وهو حب الله عز وجل، الذي كلفهم بحمل الأمانة وتبليغ الرسالة للناس أجمعين بعد وفاة خير الأنام محمد صلى الله عليه وسلم. وقال أبو بكر الصديق: “من كان يعبد محمدا فإن محمد قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت”.


Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

About the author



View the Original article

0 comments: