وداعاً رمضان شهر الرحمة والغفران

on Friday, August 17, 2012


ما اصعب لحظات الوداع فى حياة كل شخص منا وبالأخص اذا كان هذا وداع لشهر الله الكريم,ها قد اقترب رمضان على الإنتهاء وانفض سوق الخيرات انفض سوق الرحمة والمغفرة والعتق من النار ونادى منادٍ من الملائكة ان يا باغى الخير اقبل ويا باغى الشر اقصر فقد اقبل من اقبل وقد اقصر من اقصر.
قال تعالى:(من عمل صالحاً فالنفسه ومن أساء فعليها).

ن القلبَ ليحزن.. وإن العينَ لتدمع .. وإنّا على فراقك يا رمضان لمحزونون …

يا راحلاً وجميلَ الصبرِ يتبعهُ       هل من سبيل إلى لقياك يتفقُ
ماأنصفَتْك دموعي وهي داميةٌ       ولا وفَّى لك قلبي وهو يحترقُ

وليس معنى قُرب الشهر الكريم على الانتهاء التراخى ونقص المجهود بل على عكس ذلك فإﻥ ﺍﻟﺨﻴﻞ ﺇﺫﺍ ﺷﺎﺭﻓﺖ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﻀﻤﺎر ﺑﺬﻟﺖ ﻗﺼﺎﺭﻯ ﺟﻬﺪﻫﺎ ﻟﺘﻔﻮﺯ ﺑﺎﻟﺴﺒﺎﻕ ﻓﺎﻷﻋﻤﺎﻝ ﺑﺎﻟﺨﻮﺍﺗﻴﻢ ﻓﺈﻥ ﺍﺳﺘﻄﻌﺖ ﻓﻼ ﻳﻔﺘﺮ ﻟﻚ ﻟﺴﺎﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﺬﻛﺮ، ﻭﻻ ﺗﻨﻌﺲ ﻟﻚ ﻋﻴﻦ ﻋﻦ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ، ﻭﻻ ﺗﻀﻌﻒ ﻫﻤﺘﻚ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﻼﺓ ، ﻭﺍﻟﻌﺒﺮﺓ ﺑﻜﻤﺎﻝ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺎﺕ ﻻ ﺑﻨﻘﺺ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺎﺕﻭﺃﺧﻴﺮﺍ .. ها قد اشرف ﺭﻣﻀﺎﻥ على الانتهاء بعد ساعات .. ﻫﻨﺎك ﻣﻦ ﺃﺧﺬﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺭﻓﻌﻬﻢ ﺇﻟﻰﺍﻟﺴﻤﺎﺀ .. ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﺣﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﻳﺮﻓﻌﻬﻢ ﻓﻠﻢ ﻳﺮﻏﺒﻮﺍ ﻓﻰ ﺍﻟﻨﻬﻮﺽ ﻓﺘﺮﻛﻬﻢ .ﺗﺮﻛﻬﻢ ﺗﺘﺤﻘﻖ ﻓﻴﻬﻢ ﺃﻗﻮﺍﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ -ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ” – ﺧﺎﺏ ﻭﺧﺴﺮ ﻣﻦ ﺍﺩﺭﻙ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻭﻟﻢ ﻳﻐﻔﺮ ﻟﻪ “.
وايضا خاب من قام بتغيير بعض عاداته السيئة فى رمضان ويعود إليها مرة اخرى بعد رمضان,خاب من ترك القرآن مرة اخرى وهجره ولم يتعلم منه ويعمل به,
قال تعالى: {وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا} (الفرقان:30)؛ ففي هذه الآية أعظم تخويف لمن هجر القرآن العظيم، فلم يعمل بما فيه من الحلال والحرام، والآداب والمكارم، ولم يعتقد بما فيه من العقائد والأحكام، ولم يعتبر بما فيه من الزواجر والقصص والأمثال.
واياك ان تكون كالشخص الذى ينقض عهده الذى اتخذه بأن يحسن عبادة الله ويداوم عليها و التقرب الى الله عز وجل قال تعالى:( ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا  ).
نعم نحن نغزل فى رمضان الأعمال الصالحة والعادات الطيبة والحسنات والتوبة الى الله عز وجل,فكيف ينقض احدنا غزلة هذا بعد رحيل الشهر الكريم لماذا لا يواظب عليه ولماذا لانجعل حياتنا كلها رمضان هل هناك عائق يعوق تحقيق ذلك؟فالنجتهد وندعو الله ان تكون كل ايامنا فى هذه الدنيا كأيام هذا الشهر الكريم.

أيها الحبيب الراحل: لقد عشنا فيك دقائق جميلة، وساعات بديعة، ومشاعر عجيبة؛ لقد كنا نشعر أننا انتقلنا من الكوكب الأرضي إلى عالَم علوي ندي، كنا نشعر بالرحمة تهبط علينا، والسكينة تحفنا، والعناية تحوطنا، والولاية تحرسنا، وكأنها الملائكة تصافحنا في الطرقات، القلوب غير القلوب، والأنفس غير الأنفس، والأخلاق غير الأخلاق.

فهنيئاً لمن فاز,هنيئاً لمن رُحم,هنيئاً لمن عُتق ,هنيئاً لمن غُفر له,هنيئاً لمن تاب ورجع,هنيئاً لمن وفق لليلة القدر,هنيئاً ثم هنيئاً لمن رضي الله عنه.

ﻭ ﺃﺧﻴﺮﺍ ﻳﺮﺣﻞ ﺍﻟﺸﻬﺮ .. ﻭﻳﻔﻮﺯ ﺍﻟﺼﺎﺋﻤﻮﻥ .. ﻭ ﻳﺨﺴﺮ ﺍﻟﻼﻫﻮﻥ ﺍﻟﻌﺎﺑﺜﻮﻥ ﻓﻬﻴﺎ ﻧﺤﺎﺳـﺐ ﺃﻧﻔﺴـﻨﺎ ﻭ ﻧﺴـﺘﺪﺭﻙ ﻣﺎ ﻓﺎﺗﻨﺎ ﻭ ﻧﺮﺟﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺭﺑﻨـﺎ ﺍﻟﻘﺒﻮﻝ ﻭ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﻭ ﺍﻟﻌﺘﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻓﻲ ﻋﺸـﺮ ﺍﻟﻌﺘﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﻨـﺎﺭ.

آه.. أيها الحبيب الراحل! لو نضمن لقاءنا بك مرة أخرى لهوَّنا على أنفسنا، وطيبنا خواطرنا، وأبردنا حرارة أشواقنا، وعللنا الأنفس بحلاوة اللقاء بعد مرارة الفراق، مَن لم يذق مرارة الفراق لم يدر ما حلاوة التلاقي؛ لكن الخوف أن يكون وداعنا لك وداعاً لا لقاء بعده، فكم رأينا من مُحِبٍّ لك، متمن للقائك، طامع في وصالك، حال بينه وبينك الموت، ومنعه من لقائك الردى.
ندعو الله ان يبلغنا رمضان القادم ويغفر لنا ويرحمنا ونجعلنا من العتقاء من النار


Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

About the author

princess muslima

I am an Egyptian.
I am a college student and I hope to spread the teachings of Islam across the whole world.
انا مصرية
طالبة جامعية واتمنى ان انشر تعاليم الإسلام عبر العالم بأكمله



View the Original article

0 comments: