الإسلام إيمان واستقامة

on Thursday, August 30, 2012

لقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يهتمون بالوقوف على كمال دينهم عقيدة وعملا، حتى يكونوا على درجة عالية، حرصا على دينهم وتمسكا به، وعملا بما يوجبه عليهم. فقد سأل سفيان رضى الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعلمه من أمر الإسلام ما يكون جامعا كافيا لا يحتاج بعده إلى سؤال: فقال سفيان لرسول الله صلى الله عليه وسلم: “يا رسول الله، قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحد بعدك، فقال: قل آمنت بالله ثم استقم ” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهذا التعبير النبوى البليغ من جوامع الكلم للرسول صلى الله عليه وسلم فمع إيجاز عبارته نستشعر المعنى بحلاوته وهو مطابق لقول الله تعالى ” إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ ” ( سورة فصلت:30) صدق الله العظيم.

 ويخص الله في هذه الآية الكريمة الذين لم يحيدوا عن التوحيد والتزموا طاعة الله سبحانه وتعالى إلى أن توفوا على ذلك وكان الحسن إذا قرأ الآية ” إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا ” قال : وإذا كان المراد بالإستقامة هى أن يستقيم المسلم على التوحيد، فإن المراد بالتوحيد هو التوحيد الكامل الذى ينجى صاحبه من عذاب الله تعالى، ويحرمه على النار وذلك بتحقيق معنى “لا إله إلا الله “، وما يبنى عليها من عبادات ومعاملات وأخلاق . والاستقامة هى سلوك الصراط المستقيم وهو الدين القيم دون إعوجاج ولا إنحراف، ويشتمل ذلك على فعل الطاعات وترك المنهيات، وبهذا كانت الوصية جامعة لخصال الدين كلها.

 وهذه الوصية التى وصانا بها النبي صلى الله عليه وسلم تصحح أمرين فيهما سعادة الإنسان فى الدنيا والآخرة وهما الركنان الهامان فى حياة كل مسلم .فالركن الأول هو الإيمان وذلك فى قوله ” قل آمنت بالله “، ففى هذا القول إقرار بوجود الله عز وجل واعتراف بالوحداينة وإعلان للإيمان والتصديق بالله الواحد الأحد الفرد الصمد، الذى لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد وإيمان بما أمر به ونهى عنه .

أما الركن الثاني فهو الاستقامة ومتى استقام القلب على التوحيد، فإنه لا يلتفت إلى غيره ويستقيم فى معرفة الله تعالى وخشيته وإجلاله والإعراض عما سواه، فتستقيم جميع الجوارح على الطاعة، وأهم ما ينبغى استقامته بعد القلب هو اللسان فإنه الترجمان الذى يعبر عما فى  القلب. فقد حرص النبي صلى الله عليه وسلم أن يبين للمسلمين كل ما فيه هدايتهم، وحرص أيضا على أن يرشدهم إلي كل ما فيه سعادتهم في الدنيا والآخرة، رحمة منه صلى الله عليه وسلم بالمسلمين.

ونجد أن كل حديث من أحاديث النبي صلي الله عليه وسلم يشتمل علي عدة توجيهات، وكل توجية منهم يدعو إلي فضيلة من أهم الفضائل، التي لها أثر واضح علي الفرد والمجتمع. ونجد أن النبي صلى الله عليه وسلم قد وضح لنا كثيرا أنه لابد أن يكون إيمان الفرد كاملا من قلبه، حتي يقوم بآداء هذة الفضائل، ويستجيب لهذه التوجيهات. فالإنسان المسلم، المؤمن بالله يجب أن يتمتع بصفات عديدة، حث عليها القرآن الكريم، والنبي الكريم . ولذلك يجب علينا اتباع القرآن والسنة النبوية الشريفة، فهما مصادر التشريع للأمة الإسلامية.


Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

About the author



View the Original article

0 comments: