في مسألة نظرية التطور

on Thursday, May 2, 2013

البعض يعتقد ان لم يكن اغلبيتنا ان نظرية التطور بدأت مع العالم الشهير داروين ، ولكن الحقيقة ان هناك الكثيرين ممن سبقوه في هذه الرؤية للحياة علي الارض وفي المخلوقات وفي نفس المسألة التي كتبها هو في القرن التاسع عشر واشتهر بسببها علي مستوي العالم بالرغم من انه كان عالم لم يعرف باسهامات علمية كبيرة او بحوث اخري ذات قيمة. ممن سبق داروين بقرون عدد من العلماء المسلمين لم يذكروا اسمائهم ولكن سموا في كتب التاريخ الاسلامي باخوان الصفا ولهم مؤلفات فلسفية غاية في الابداع والرقي. كان سببا رئيسيا في اخفاء اسمائهم خشيتهم من اضطهاد رجال الدين المتشددين الذين ما ان تواجدوا في مجتمع الا اصابه الجهل والتخلف للاسف. المهم ان نظرية التطور تاريخيا موجودة منذ قرون ولها مؤيدوها المناصرين لفكرتها ويتطرفون في الحكم بها واخرون يعارضونها بشدة وهناك ايضا جماعة يرون فيها ما يوافق رؤيتهم ولهم عليها بعض التحفظات ايضا.

نظرية التطور ماذا تقول؟ تقول بأن كل اجناس الكائنات الحية سواء نباتات او حيوانات او حتي الانسان جاءت في سلسلة تسمي النشوء والارتقاء أي بدأ الكون بخلية احادية ومن تطورها الجيني والطفرات والتنوعات خرجت سلسلة من الكائنات الارقي فالارقي وصولا الي القردة ومن ثم الانسان الاول وصولا للانسان العاقل الذي نمثله نحن الان. الامر عجيب ولكن له ما يدل عليه ويؤكد وجهات نظر اصحابه ومنه ان هناك وحدة في التركيب والتشريح يمتد من تركيب ابسط الخلايا في الكائنات الدقيقة وحيدة الخلية وبين خلايا الكائنات العليا، وهناك تشابه كبير للغاية حتي في التركيب الجيني للكائنات القريبة في الارتقاء مثل القردة والانسان مثلا ، او مثل الخيل والحمير والبغال، او مثل سلالات معينة من نبات معين ونبات اخر من نفس الفصيلة. ويدعمون الرأي ايضا بوجود صور لهذا التطور تحدث للجنين البشري في بطن الام حيث يمر بأكثر من مرحلة فعلا في بطن امه ففي الشهور الاولي يتنفس بجهاز اشبه بخياشيم السمك وبعدها يظهر له ذيل ثم يختزل وهذا احد ادلتهم ، واحد الادلة ايضا ان هناك داخل جسم الانسان اجهزة او اعضاء ضامرة تدل علي حدوث طفرات جينية من كائن ادني مثل القردة العليا وهذه الاعضاء مثل بعض العظام خلف الاذنين ومثل الزائدة الدودية ومثل الذيل فهم يرونه الفقرات القطنية في منطقة العجز متضاغطة عبارة عن ذيل مختزل ضامر. اكثرهم تشددا يرون بان النظرية تنفي نهائيا وجود الصانع او الخالق وان الخلائق جاءت من بعضها البعض عن طريق طفرات تاريخية والخلية الاولي جاءت عن طريق تجمع مكوناتها في بيئة معينة مناسبة لتكون المادة الحية بدون تدخل لارادة خالق. وهناك بعض منهم يرون بأن وجود الخالق ممكن ان يكون جزئيا أي وجوده لمجرد هداية او صنع عمليات الطفرات هذه فقط وان عملية التطور اصلا جزء من صنعته التي قضي بها وسارت بعد ذلك بدون تدخل.

اما معارضي النظرية فيرون ان وحدة الخلق وتشابه التشريح لا ينفي ابدا وجود خالق واعطوا مثال بسيط مقنع وهو ان السيارة الحديثة والقديمة والقطار والطائرة تتشابه جميعها في خاماتها وطريقة عمل محركاتها ووسائلها وادواتها ولكن صانعها واحد وهو الانسان ولم تتطور احداها بمفردها لتشكل الاخري وما يجعلك تقتنع بصدق ذلك في حالة الانسان من الصعب ان يعجزك ان تصدقه في وجود وخلق الله ، بالاضافة الي افتراض اخر يقدمونه بسيط ايضا وهو ان لا يوجد مايمنع ان يحدث طفرات جينية تظهر معها اجناس مختلفة ولكن هذه ليست القاعدة التي جاءت منها الخلائق ولكن هي مجرد طفرات ولا تتعدي اكثر من ذلك. والاراء في هذه النظرية متعددة واري من وجهة نظري ان الاجتهاد مفتوح في هذا العلم ولا يجب ان يتوقف احد الطرفين عند رؤيته ابدا.

About the author



View the Original article

0 comments: