يتناسي كثير من الناس في العالم العربي كثيرا ان الكيان الصهيوني المسمي باسرائيل وهي الدولة الدينية الوحيدة علي مستوي العالم ولا يشابهها في كونها دولة دينية الا الفاتيكان مع الفارق طبعا قابع علي حدود المنطقة العربية وفي قلب منطقة شرق البحر المتوسط في قلب اكثر مناطق العالم سخونة في كل العالم. والان ونحن نتابع الوضع السوري المشتعل الصعب اذ بنا منذ ساعات نتابع انباء عن ثاني قذف اسرائيلي من سلاح الجو الاسرائيلي لمناطق داخل حدود سوريا وبالتحديد في دمشق وهذا امر لو تعلمون عظيم. فالفكرة ليست في اختراق جوي بسلاح جو معادي لدولة عربية في وضع مأزوم بشدة فقط بل هو تعدي مباشر علي سيادة دولة علي ارضها وتعدي سافر لكل الاتفاقيات والقيم الدولية ، وحتي عندما تتقدم الحكومة الاسرائيلية الارهابية بتبرير هذه الضربة بانها تمت لضرب اسلحة وصواريخ ايرانية كانت يتم نقلها لحزب الله اللبناني والتي من المفترض استخدامها في مواجهة الجيش الاسرائيلي. والسؤال هنا حتي لو كان ذلك صحيحا كيف تقوم اسرائيل بهذا الفعل القذر في هذا الوقت الصعب الا اذا كانت متأكدة من انها لن تجد اي رد حقيقي من جانب سوريا فجيشها غريق في حرب اهلية مع مجموعات الجيش الحر الذي عليه الف علامة استفهام فقد انتزع بذور الثورة والقي بها في الهواء وقاد انقلابا بالسلاح علي السلطة الغاشمة وتحول الامر في سوريا الي حمامات دم والضحية في الاخر هو الشعب السوري العظيم.
وطبعا لا اخفيكم سرا ان مواقف العالم العربي لم تخيب الظن هذه المرة وعاودت نفس الخيبة التي نتوارثها جيلا بعد جيل ، خيبة ثقيلة فتضرب اسرائيل دولة عربية في عاصمتها نفسها والتي كانت منذ اكثر من الف عام عاصمة الخلافة الاموية والتي في عهدها انتشر الاسلام في ربوع الشرق والغرب ولكن لا حياة لمن تنادي ، انقسم العرب في كل شئء ولم يتفقوا الا في الخيبة. تذهب الي الخليج فلا حياة لمن تنادي ، تنظر الي مصر فيصعب عليك حالها وحال شعبها العظيم وهو يعاني تحت وطأة نظام متخلف يجر اذيالها للخلف الف عام ، والعالم الغربي الذي تبحث في مواقفه المدهشة من ازمة سوريا فتجد العجب. لا يوجد اي رد فعل ، حالة صمت رهيبة وكأن شيئا لم يكن. والدولة الوحيدة التي اتخذت موقفا كانت الولايات المتحدة وكان موقفها متوقعا وجاء في صف اسرائيل حيث قال اوباما ان اسرائيل من حقها حماية امنها الاقليمي.
الوضع في سوريا الان يتم الاتفاق عليه بين الاطراف الدولية الولايات المتحدة وروسيا والصين والاتحاد الاوروبي ، وتشترك بعض القوي الاقليمية في صياغة بوابة الخروج وانهاء هذه الازمة وهما تركيا وايران ، وكل الدول الاخري ليس لها في الامر ناقة ولا جمل وفي هذه الكفة العرب جميعا بلا استثناء يمثلون في المسرحية دور المتفرج ليس اكثر ولا اقل. والوضع السوري تعدي مرحلة التدخل العسكري الغربي المباشر لان القوي الشرقية متمثلة في روسيا والصين وايران ترفض هذا الحل تماما وروسيا تري الوضع السوري سينفجر اكثر لوضع اكثر خطورة اذا رحل الاسد في الوقت القريب ، في حين ان الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وتركيا تريد انهاء الازمة برحيل حتمي لبشار الاسد اليوم قبل الغد. والتدخل السياسي مازال هو الخيار المطروح ليس لجدواه ولكن لان القوي الكبري تعلم جيدا ان الحال في سوريا كفيل ان يغرق اي قوي اجنبية في دائرة غرق ومتاهة صعبة والولايات المتحدة بالتأكيد لا تريد لنفسها وضع كارثي اخر مثل الوضع الذي عاشته في العراق وافغانستان.. .
View the Original article
0 comments:
Post a Comment