قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: ” اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا: وما هن يا رسول الله؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات ” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. فإن هذه السبع تعد من أعظم الكبائر التي قد يرتكبها أي إنسان، ولذلك حذرنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم من القيام بها، وليس القصد من ذلك أن هذه هي كل الكبائر التي لا يجب أن يقوم بها الإنسان المسلم، وإنما تعد من أعظمها.
فالموبقة الأولى أو الكبيرة الأولي المذكورة في الحديث النبوي الشريف هو الشرك بالله، والشرك بالله معناه أن يجعل المرء مع الله شريكا في العبادة، يدعوه كما يدعو الله، ويخافه كخوفه من الله عز وجل، ويرجوه كرجاء العبد لله عز وجل لتحقيق أمنيته. وقد قال الله العزيز الحكيم في كتابه المجيد عن عقاب الشرك به: ” إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمً ” (النساء: 48) صدق الله العظيم. كما قال عز وجل: ” لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ ” (المائدة: 72) صدق الله العظيم.
أما الموبقة الثانية وهي السحر، فقد خصه النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في الذكر بعد الشرك بالله، حيث أنه يعتمد في الكثير منه على الشرك، وعصيان الخالق عز وجل، والتقرب من الشياطين. فالسحر هو عقد يؤثر في القلوب والأبدان، فيُمرض ويقتل، ويفرق بين المرء وزوجه إذا أراد الله عز وجل ذلك. قال تعالى: ” وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ” (النساء: 102) صدق الله العظيم.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ” ثلاثة لا يدخلون الجنة: مدمن خمر، وقاطع رحم، ومصدق بالسحر” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. كما وضح لنا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم جزء من عقاب من يسعى إلي السحر قائلا: ” من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل منه صلاة أربعين ليلة ” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. فليس معني أن السحر موجود بأن ذلك يعطي الحق للناس بممارسته و نسيان الله عز و جل و العياذ بالله، أم أن السحرة و الدجالين و المشعوذين أحق بلجوئنا إليهم؟ فما هذا إلا مرض في نفوس البشر نتيجة بعدهم عن الله و نتيجة لضعف ايمانهم . فعن أبي العباس عبدالله بن عباس رضي الله عنه قال كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوماً فقال : احفظ الله يحفظك , احفظ الله تجده تجاهك , إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله , واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك , وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك , رفعت الأقلام وجفت الصحف.
View the Original article
0 comments:
Post a Comment