الان وبعد ان عرفنا جميعا ان في نهاية الشهر الجاري مايو من العام 2013 ستنعقد فعاليات مؤتمر دولي للنقاش في امر الموقف السوري المضطرب منذ عامين وستحضره كل القوي العالمية الكبري الفاعلة وصاحبة المصلحة في هذا الشأن وعلي رأسها القوي الغربية متمثلة في الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي ، والقوي الشرقية المدعمة لموقف بشار الاسد وعلي رأسها الدب الروسي والصين الشعبية وستحضر المؤتمر بالطبع ممثلين لدول اخري اقليمية لها علاقة بالوضع السوري مثل تركيا واسرائيل والاردن ولا نعلم هل سيشمل المؤتمر اطراف اخري ام لا. المهم ان في هذه الايام تنعقد لقاءات كثيرة بين هذه الاطراف للتوصل الي اتفاق مبدئي او حتي تقريب لوجهات النظر وتوفيقها في صورة اتفاق يتم نقاشه اثناء المؤتمر ليكون هناك فرصة اقوي للتوافق وحل الازمة بشكل حاسم.
لم يضطر الغرب الي القبول بهذه الفكرة والتفاوض السياسي الا بعدما ادركوا ان الزحف الدافع من قبل الغرب وخاصة الولايات المتحدة لتقليم اظافر النفوذ الشرقي القديم في منطقة الشرق الاوسط ، الا بعدما ادركوا حجم الرفض والعنف في الرفض والاستمرار في هذا الرفض من قبل الروس والصينيين. رفض ظهر بأنه لن يلين فسوريا تحت قيادة بشار كانت حليفا قويا لروسيا وايران والوجود الروسي في سوريا قديم وله تاريخ كبير يصل الي حدود الفترة التي اعقبت الحرب العالمية الثانية ، ومنذ ذلك الوقت كان المصدر الاول للسلاح والعتاد في سوريا من الروس. وكانت سوريا تحت حكم العلويين نموذج الدولة الداعمة لقوي المقاومة ضد اسرائيل سواء حزب الله في الجنوب اللبناني او حماس في غزة بفلسطين وهذه حقائق لا مساس بها مهما كان موقفنا من بشار الاسد وحكمه وجرائمه في حق شعبه العظيم.
والان وبعد هذا الطرح تتسائل اين الدول العربية والحكومات العربية من هذا الحال ، اين العزة والكرامة والعروبة والاصل والضمير. ستجد اننا نتسائل عن اشياء ان تبدي لنا فتسؤنا للاسف. نحن ضيعي لا وزن لنا اصلا. بعضنا يعد المال عدا، وبعضنا لا يجد حتي التراب ليأكله، وبعضنا يتلهي في النعيم ، وبعضنا يتلظي في الجحيم ، والكل لا يبالي. هذا هو الحال الذي قال فيه رسول الله صلي الله عليه وسلم “تتداعي عليكم الامم كما تتداعي الاكلة علي فريستها” وصدق الرسول الكريم فنحن الان كثير ولكن كما شبههنا تماما كثير ولكن كغثاء السيل. وغثاء السيل لمن لا يعرفه هو ما تجرفه مياه الامطار ويبقي هائما علي سطح الماء لا وزن له تجرفه مياه الامطار حيث تشاء ولا يقاوم ولا تأبه به الامطار.
انتظروا ايها العرب ، انتظروا ايها المسلمون ان تجتمع القوي العالمية نهاية هذا الشهر حتي تنظر في امر بلدا كانت عاصمته دمشق عاصمة الخلافة الاموية الاسلامية قبل الف وثلاثمائة عام وامتد فيها حكم المسلمين حتي بلاد اسيا الوسطي شرقا وحتي شمال افريقيا غربا. ستنظر في امر سوريا بلادا ليست تتكلم بلغتنا ولا تحمل همنا ولا يهمها قط مصلحتنا بل تسعي للوصول الي اهداف خبيثة وهي في مجال السياسة واقع مفروض وهم اهل المهارة فيه ، ونحن الضيعي التائهون الذين لا ينظرون الي المستقبل ولو بطرف عين. الكل ينظر الي الخلف ويتباكي حينا علي ماض عظيم ذهب ، ويفخر حينا بمجد قديم لم يستحق ان يرثه لانه يمارس الضعف والهوان علي احسن ما يكون.
هذا هو حالنا وواقعنا تؤكل اطرافنا ونحن ندعي كذبا اننا نائمون لا نري شيئا ويوما ما سيأتي الدور علي احد منا وسيبقي الاخرون نائمون ولن نفيق بكل اسف فهذا حال الخزي والعار ولا يشعر بالعار الا ذو ضمير يقظ ونحن نائمون.
View the Original article
0 comments:
Post a Comment