في مسألة تعدد الزوجات ج2

on Tuesday, May 7, 2013

نستكمل الان حديثنا في مسألة تعدد الزوجات في الاسلام، ومسألة ان الرجل من حقه الزواج من اربعة زوجات علي اطلاقها هكذا بدون اي ضابط شرعي او عرفي مثلا. كنا قد انتهينا في المقال الاول عند تفسير الامام القرطبي في تفسيره للقران وبالتحديد في تفسيره لايات الزواج وقد اوردنا احد اقواله في تفسير الاية “مثني وثلاث…..” واوردنا قول السيدة عائشة ام المؤمنين وذلك لاهميته وقد قال لنا الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم خذوا نصف دينكم من هذه الحميراء أي التي تستبغ بشرتها حمرة وخجل. ونكمل حديثنا ونورد رأي وتفسير اخر حتي نؤكد ما ننحو اليه من رأي ليس لاثباته واعلاءه علي الاراء الاخري السائدة بقدر ماهو تأكيد لرأي يستحق التفكير فيه وبحثه جيدا واري من وجهة نظري انه رأي له تاريخ بدليل ما نورده من اراء وتفسيرات الاولين وله وقع محمود في الدعوة الي دين الله بدعوة تتناسب مع الرؤية الانسانية الحضارية في العصر الحالي.

يقول الامام ابن كثير في تفسير الاية ” وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا” صدق الله العظيم. انه اذا كان تحت حجر أحدكم يتيمة وخاف ألا يعطيها مهرها ، فليعدل إلى ما سواها من النساء ، فإنهن كثير ، ولم يضيق الله عليه. واما قوله في تفسير الاية ( مثنى وثلاث ورباع ) أي : انكحوا ما شئتم من النساء سواهن إن شاء أحدكم ثنتين ، وإن شاء ثلاثا وإن شاء أربعا ، ويقاربها في المعني ويؤكد عليها هنا بمثال اخر من كتاب الله وهو الاية التي يقول نصها في وصف الملائكة : ( جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع ) والتي قال في تفسيرها واجمع علي هذا التفسير اغلب الائمة والتابعين ان الله يصف الملائكة ان منهم من له جناحان واخرين لهم ثلاث اجنحة واخرون لهم اربعة اجنحة، والتفسير نفسه سينطبق علي الاية التي تخص التعدد فالرجل يحق له ان يتزوج بامرأتين او ثلاثا او اربعة بشرط ان يعدل بينهم. واعتقد ان رأي وتفسير ابن كثير كان هو الانسب لقبول الشعوب العربية في الجزيرة العربية ونواحي بلاد فارس القديمة فقد اعتادوا في هذه البيئة الصحراوية علي عادة تعدد الزوجات، في حين ان التفسيرات التي تلاقي قبولا اكثر في مصر والشام هي التفسيرات التي اوردها القرطبي رحمه الله وسنؤكدها بدلائل اخري في الجزء الثالث من هذا الموضوع باذن الله

لاحظوا معي ان الاسلام دين اممي أي عالمي ولان كل بقاع الارض تختلف من حيث الطباع والموروثات الاجتماعية والعقدية فتجد قبول الشعوب في كل مكان لشريعة الاسلام تختلف في طريقة الفهم وطريقة التطبيق، فالكل يؤمن بالله ورسوله صلي الله عليه وسلم ولكن في اقامة الشريعة الاسلامية في جزئيات مثل الزواج من اكثر من زوجة ستجد قطعا اختلافات جوهرية ففي ارض الجزيرة ستجد قبولا وفي بلاد فارس ستجد قبولا وفي الارض التي عاش فيها اليهود ستجد قبولا فاليهود شريعتهم تبيح تعدد الزوجات، في حين ان الارض التي عاش فيها المسيحيين ودخل اهلها الاسلام ستجد فكرة تعدد الزوجات فيها صعوبة في القبول والفهم لان الثقافة الراسخة هناك مسيحيية وفيها عدم قبول اصيل لفكرة الزواج بأكثر من امرأة..

About the author



View the Original article

0 comments: