القرآن الكريم به الكثير من النصائح والوصايا التي لها اهمية كبيرة في تنشأة ابنائنا التنشئة السليمة تنشأة على طاعة الله وعبادته والابتعاد عما يغضب الله
وعندما نقرأ سورة لقمان نجد الكثير من النصائح التي قدمها لقمان الحكيم لابنه
قال تعالى ” ولقد آتينا لقمان الحكمة أن اشكر لله ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن الله غني حميد” سورة لقمان
وهذه اول لبنة في الحكمة يعني : العقل والعلم والعمل به والإصابة في الأمور . قال محمد بن إسحاق : وهو لقمان بن ناعور بن ناحور بن تارخ وهو آزر . وقال وهب : كان ابن أخت أيوب ، وقال مقاتل : ذكر أنه كان ابن خالة أيوب . قال الواقدي : كان قاضيا في بني إسرائيل
والشكرلا يكون فقط على ما قدمه الله لنا من نعم ولكن هناك شكر اخر يعتبر نعمة فالشكر نفسه نعمة جميلة ولا تظن ان من مقومات قيومية الحق ان تشكره فقد وسع على الكافر الذي كفر به ولم يقطع نعمه عنه والحق غني عن خلقه “ومن كفر فان الله غني حميد” سورة لقمان
وهذه بعض وصايا لقمان الحكيم لابنه
قال تعالى “وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يابني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم” سورة لقمان
كم اعظمه من اب وكم اعظمها من نصيحة فيعظ لقمان ابنه بالابتعاد عن الشرك بالله لانه يعلم جيدا ان الشرك بالله من الكبائر وانه ظلم شديد
قال تعالى “ووصينا الانسان بوالديه” سورة لقمان
ان مسألة وصية الانسان بوالديه اخذت حيزا كبيرا من كتاب الله ولم يذكر “حسنا” ولا “احسانا” ولكنه ذكر السبب ” حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون” سورة لقمان
ولكن اياك ان تجعل من كفرهما وارادتهما ان تكفر انت معهما سببا ولا تجعله ايضا سببا في قطع الرحم
يُقال ان هذه الاية نزلت في “سعد ابن ابي وقاص” عندما اسلم كانت امه تحبه قالت: والله لاجلسن في العراء في الشمس وامتنع عن الطعام والشراب والاغتسال حتى يرجع اليّ وفعلا فعلت ذلك فاخبر سعد فقال: دعوها والله لو عضها الجوع لاكلت ولو عضها العطش لشربت ولو آذاها القُمَّل لاغتسلت ولن احيد عن الدين الجديد
قالت الارض: يارب ائذن لي ان اخسف بابن ادم فقد طعم خيرك ومنع شكرك وقالت السماء : يارب ائذن لي اسقط كسفا على ابن ادم فقد طعم خيرك ومنع شكرك وقالت البحر مثل ذلك وقالت الجبال مثل ذلك فقال الله :لو خلقتموهم لرحمتموهم
قال تعالى “ يابني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأت بها الله إن الله لطيف خبير ” سورة لقمان
يريد ان يدله على صفة من صفات الحق وهي انه يعلم كل شئ
يبدا لقمان في القاء التكاليف على ابنه قال تعالى ” يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور” سورة لقمان
امره باربعة اشياء اقامة الصلاة,والامر بالمعروف, والنهي عن المنكر,والصبر على ما يصيبه فلا تُعن الاحداث عليك بالجزع لانك تتطلب في الاحداث قوة اكبر وهذه القوة يعطيها لك الصبر والثقة في ان الله لن يُضيعك “وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ” سورة الشورى
قال تعالى” ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور ” سورة لقمان
الصَّعَر فيه كبرياء على الناس ولا يمكن ان يتكبر احد الا اذا شعر بان فيه ميزة عن الاخرين وانه اعلى منهم
المرح: الاختيال والتبختر ولكن لقمان لم يمنع ابنه من المشي في الارض بل منعه من التعال في مشيته والبطء الزائد
الإقتصاد في الاُموركلها: يقول لقمان لابنه واعظا إياه بأن يقصد في مشيه ويغض من صوته..ودائما في أسلوب راقي في الاقناع, يضيف لقمان:” إن أنكرالأصوات لصوت الحمير” حتى تعاف النفس هذا الصوت وتهرب منه فيتحرى الانسان عدم الرفع من الصوت بدون حاجة
فكل هذه النصائح تؤدي إلى بناء العقيدة الصحيحة للطفل المسلم ,وتعريفه بخالقه وبناء العلاقة بينهما على أساس ربانية الخالق وعبودية المخلوق, وكذلك تهذيب سلوك الفرد, وغرس الايمان بوحدة الانسانية والمساواة بين البشر والتفاضل لايكون الا بالتقوى, كما تسعى التربية الاسلامية السليمة الى تحقيق النمو المتكامل المتوازن للطفل في جميع جوانب شخصيته
View the Original article
0 comments:
Post a Comment