فضل قراءة القرآن الكريم

يقول سبحانه و تعالي : ( و ما خلقت الجن و الانس الا ليعبدون ) و من العبادات التي تحقق عبوديتنا لله سبحانه و تعالي تلاوة القران . و عندما يصف اهل العلم القران الكريم يقولون عنه : ( كلام الله المنزل علي محمد صل الله عليه و سلم المتعبد بتلاوته ) و يصفون القران هكذا لأنه يتعبد بقرائته حتي لو القارئ لا يعرف معني ما يقرا .

و لكل حرف في القران حسنة حيث قال رسول الله صل الله عليه و سلم : ( من قرأ حرفا من كتاب الله فله حسنة و الحسنة بعشر امثالها لا اقول ( آلم ) حرف و لكن الف حرف و لام حرف و ميم حرف ) و لا تعبد بكلام غيره اي اذا قرات الاحاديث النبوية الشريفة او القدسية لا يكون هذا تعبدا و لكن يعتبر علم و تأخذ ثواب التفقه في الدين  .

و يحثنا الله سبحانه و تعالي علي قرات القرآن لما فيه من تعبد و منفعة لنا في عدة ايات من القران الكريم . مثل قوله سبحانه و تعالي : ( و اذا قرأت القرآن جعلنا بينك و بين الذين لا يؤمنون با لاخرة حجابا مستورا ) تدل الاية الكريمة علي ان من يقرا القران يحصنه من الشرور . و في اية اخري ( ان الذين يتلون كتاب الله و اقاموا الصلاة و انفقوا مما رزقناهم سرا و علانية يرجون تجارة لن تبور ) هنا يعلمنا الله سبحانه و تعالي ان تلاوة القران و الصلاة و الانفاق في سبيل الله له ثواب و حسنات وعدنا الله بها و هي كالتجارة الرابحة التي لا تبور ابدا بل تنموا .

و في موضع اخر يقول لنا سبحانه و تعالي ( ورتل القرآن ترتيلا ) و هنا يعلمنا الله سبحانه و تعالي كيف نقرا القران بالطريقة الصحيحة . يقرأ القران تلاوة اي بهدوء و بتأني في نطق الحروف و الكلمات حتي تعي ما تقول و يكون النطق صحيحا فلا نسرع في القرأة فتخرج الحروف و الكلمات سريعة ربما نأكل بعض الحروف في النطق من السرعة او من السرعة نغلط في التشكيل فتتغير معاني الكلمات، بل نقرا في تأني و في خشوع و نستحضر القلب .  و يدعونا الله سبحانه و تعالي ان نتدبر القران و نحن نقرأه اي نتامل هذه الكلمات النورانية و ما بها من الحكم و المعاني و التشريعات و فهمه فهما جيدا بقوله سبحانه و تعالي : (أفلا يتدبرون القران و لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلاف كثيرا ) و كذلك يقول لنا سبحانه وتعالي ( افلا يتدبرون القران ام علي قلوب اقفالها ) .

و يقودنا هذا التدبر في القران الي قوة الايمان و التوحيد بالله خالق و رب هذا الكون و من ثم نطبق ما نقرا من تشريعات و قوانين تنظيم حياة المسلم بقلب عامر بالايمان مطمئن . و نذكر فيما يلي بعض الاحاديث النبوية الشريفة التي تحثنا علي قراة القران :

قال محمد صل الله عليه و سلم  : (يقال لصاحب القرآن أقرأ و ارق و رتل  كما كنت ترتل في الدنيا فان منزلك عند آية تقرؤهها ) و ايضا ( من قرأ عشر آيات في ليلة لم يكتب من الغافلين . و من قرأ خمسين أية كتب من الذاكرين . و من قرأة مائة أية كتب من القانتين . و من قرأ مائتي اية كتب من الخاشعين . و من قرأ خمسمائة أية كتب من المجتهدين . ومن قرأ الف آية كتب من المقنطرين اي له قنطار من الحسنات .)

و قال ايضا (النظر في المصحف من غير قرأة عباده ) و نختم بحديث هدية لشباب المسلمين قال رسول الرحمة صل الله عليه و سلم : ( من قرأ القرآن و هو شاب مؤمن اختلط القرأن بلحمه و دمه و جعله الله مع السفرة البررة كان القرآن حجيرا عنه يوم القيامة ) . و لا نخجل من التعتعه في قرأة القران فقد قال محمد صل الله عليه و سلم  ( الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة و الذي يقرأ القرآن و يتعتع فيه و هو عليه شاق له اجران )

و الان التكنولوجيا الحديثة جعلت القران المسموع في متناول الجميع من الممكن القرأة الان مع سماع شيخ قراته صحيحة نتعلم منه كيفية تلاوة القران . قرأة القران تجعل القلوب مطمئنه (الا بذكر الله تطمئن القلوب ) و تعمر البيوت. البيت الذي يقرأ فيه القران بيت عامر تحفه الملائكة و تهرب منه الشياطين و البيت الذي لا يقرأ فيه القران بيت خرب . اللهم ارزقنا تلاوة القران اناء الليل و اطراف النهار . و للحديث بقية

View the Original article