إن دين السلام هو آخر دين أخرج للناس و هو المصحح لجميع الديانات التي جاءت قبله، وقد جاء على يد سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم ومن جاء الله غير مسلما لا يقبل منه قال تعالى :ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين؛ و أيضا باتباع الإسلام تكمن كرامتنا و عزتنا كما جاء على قول عمر بن الخطاب نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإن ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله، و لكن ليس الإسلام أو الإيمان بالكلام فقط فإن له أركان يجب الحرص عليها فما هي هذه الأركان؟
إن للإسلام خمس أركان كما جاء على قول خير من قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بني السلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان و حج البيت . أول ركن هما الشهادتين وهما مفتاح الإسلام ولا يمكن الدخول إلى الإسلام إلا بهما كما أنهما مفتاح الدخول إلى الجنة و من المنجيات من عذاب النار فإن صدقت في قولهما وتطبيقهما فستكون من الفائزين وذلك بصدق التوجه لله وحده وفي هذا حفظ من الشرك الذي يعتبر من الكبائر ولا يغتفر لقوله تعالى: إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء.
وأيضا بمحبة الله و رسوله فمن مقتضى شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله أن تشعر في قلبك بمحبة صادقة لله وحده ونبيه الكريم مع اتباع أوامر الله و هدى محمد صلى الله عليه و سلم. و في الركن التالي إقامة الصلاة، الصلاة التي فرضت في السماء وهي أول مايحاسب عنه العبد يوم القيامة. قال رسول الله أول مايحاسب عنه العبد يوم القيامة الصلاة فإن صلحت صلح له سائر عمله و إن فسدت فسد سائر عمله، و أمر الله بإقامة الصلاة و الحفاظ عليها فقال: حافظوا على الصلوات و الصلاة الوسطى و قوموا لله قانتين؛ وقال أيضا: إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا. فالصلاة جلبة للرزق حافظة للصحة مبيضة للوجه دافعة للأذى مغدية للروح مبعدة من الشيطان. ولدرجة أهميتها فقد كانت آخر ماأوصى به رسول الله قبل مماته. و في الركن الثالث تأتي الزكاة، قال تعالى: و أقيموا الصلاة و آتوا الزكاة و أطيعوا الرسول لعلكم ترحمون؛ و قال أيضا : و الذين في أموالهم حق معلوم للسائل و المحروم. فهي تأتي بعد الصلاة وهي عمود من أعمدة الدين لا يقوم إلا بها وقد حدد الله لمن تجوز الزكاة و قال: إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم. وبعد فهي تطهير للنفس وترد البلاء علَى صاحبها وتضمن له ظل الله يوم لا ظل إلا ظله يوم القيامة. ثم يأتي الصوم قال تعالى: ياأيها الذين ءامنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون؛ الصوم هو الإمساك عن المفطرات من شهوات البطن والفرج من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، فالصيام يأتي شفيعا في القبر و يوم القيامة و يقول يا ربي إني منعته الطعام و الشهوات بالنهار فشفعني فيه، ولا ننسى الجانب الصحي ففي الصيام خير لا يعلمه إلا الله قال تعالى: وإن تصوموا خير لكم؛ و لا ننسى أن الله جعل للصائمين بابا في الجنة يسمى الريان لا يدخل منه إلا الصائمون ولنضرب مثلا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن أحب الصيام إلى الله صيام داود كان يصوم يوما و يفطر يوما. و من أركان الإسلام أيضا الحج. قال تعالى: و أذن في الناس بالحج يأتوك رجالا؛ و أركان الحج هي الإحرام ثم الوقوف بعرفة ثم طواف الإفاضة ثم السعي بين الصفا و المروى، و من فضله قال رسول الله من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه؛ و في الأخير فإن اتباع هذه الأركان يخول للمسلم اتباع الطريق الصحيح و الفوز برضا الله ورسوله دنيا و آخرة ونذكر بقول الله: و من يبتغي غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين .
View the Original article
0 comments:
Post a Comment