قد يتسائل البعض عن قيام الساعة و ميعادها و الاحداث التي تميزها ،أولا إن القيامة قد اقتربت وهي أقرب مما نتوقع لقوله تعالى :قد اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون ؛ وقول رسوله صلى الله عليه و سلم بعتث انا و الساعة كهاتين وأشار بالسبابة و الوسطى ؛فانظر كم هو الفرق بين السبابة و الوسطَى وضع في حسابك كم مضى على هذا الحديث ،ولا أحد يعرف الوقت بالظبط الذي ستقوم فيه الساعة إلا الله عز وجل لقوله :يسئلونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ؛ وقد ذكر الله أن القيامة لا تأتي إلا بغتة :فهل ينظرون إلا الساعة أن تاتيهم بغتة فقد جاء أشراطها ؛
ثانيا إن للساعة أشراط أو علامات أو آيات ذكرها نبينا محمد عليه الصلاة و السلام فقال إنها لن تقوم الساعة حتى ترون قبلها عشر آيات فذكر الدخان و الدجال و الدابة وطلوع الشمس من مغربها و نزول عيسى بن مريم ويأجوج و مأجوج وثلاث خسوف خسف بالمغرب وخسف بالمشرق وخسف بجزيرة العرب و آخر ذلك نار تخرج من قعر عدن تطرد الناس إلى محشرهم ؛.
ولا تنشغل بترتيب أو المدة الفاصلة بين هذه العلامات لقول رسول الله الأمارات خرزات منظومات في سلك فإن يقطع السلك يتبع بعضها بعضا ؛.
و أول علامة تؤدن بتغيير أحوال العالم هي خروج المسيح الدجال ، و فتنة المسيح الدجال هي أخطر فتنة ستقع في الأرض من يوم خلق الله آدم إلى يوم القيامة لقول محمد رسول الله صلى َلله عليه و سلم ي اأيها الناس إنها لم تكن فتنة على ظهر الأرض منذ ذرأ الله ذرية آدم أعضم من فتنة الدجال وإن الله لم يبعث نبيا إلا و أنذر قومه الدجال وأنا آخر الأنبياء وأنتم آخر الأمم و إنه خارج فيكم لا محالة فإن يخرج وأنا بين أظهركم فأنا حجيج لكل مسلم وإن يخرج بعدي فكل امرء حجيج نفسه و الله خليفتي على كل مسلم ؛هو إنسان عظيم الخلقة قصير شاب أفحج أجلى الجبهة جعد الرأس سريع يسير في الأرض كالغيث استقبلته الريح لا يدع مكان في الأرض إلا وطئها أعور العين اليمنى عوراء ممسوحة كأنها عنبة طافئة واليسرى معيبة مكتوب بين عينيه كافر يقرأها كل مؤمن قارئ او غير قارئ يضل كل من ليس في قلبه مثقال ذرة من إيمان وينجي الله عباده من هذه الفتنة بنزول نبي الله عيسى الذي سيقتله ويخلص الأرض من شره بإذن الله و بينما عيسى مع المؤمنين في الأرض يوحي الله إليه فيقول تعالى إني قد أخرجت عبادا لي لا يدان لأحد بقتالهم فحرز عبادي إلى الطور ؛ و هو جبل في ارض سيناء إنهم يأجوج و مأجوج قال تعالى : حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حذب ينسلون و اقترب الوعد الحق؛هم أمتان من بني آدم هم موجودون منذ زمن وكانوا طاغين وتم نفيهم من قبل ملك صالح اسمه ذو القرنين فجعل عليهم ردما او سدا في مكان من هذه الأرض لا يعرفه إلا الله ولا يفتح هذا السد حتى يشاء الله و يخرجون فيطغون في الأرض و يفسدوا فيها بل و أكثر من ذلك يطمحون إلى أن يغزوا أهل السماء فيرسلون بسهامهم إلى السماء ظانين أنهم سيقتلون أهل السماء فيردها الله عليهم ملطخة بالدم ليزيدهم ظلالا فيقولون قهرنا أهل الأرض و علونا أهل السماء ، حتى تضيق الأرض بالذين آمنوا وبينهم نبي الله عيسى فيدعون الله أن يخلصهم فيرسل الله على يأجوج و مأجوج النغف و هو دود صغير تخرج في أنف البعير فيجعلهم قتلى ثم يرسل الله عليهم طيرا كأعناق البخت لهم أعناق طويلة تخلص الأرض من نتن و فضلات يأجوج و مأجوج فتنزل الأمنة في الأرض وينزل الله البركة من السماء و يخرجها من الأرض وهنا تعيش الأرض حالة لم تعشها من قبل له لذا تمنى النبي محمد صلى الله عليه وسلم العيش في زمن المسيح فقال طوبى لعيش بعد المسيح ، فيعيشون في سلام حتى يرسل الله ريح باردة تقبض أرواح المؤمنين ولا يبقى في الأرض إلا شرار الخلق و عليهم تقوم الساعة وهم الذين يشهدون الخسوف و عليهم تقوم الساعة.
View the Original article
0 comments:
Post a Comment